استبشر الشعب السوداني في شماله و جنوبه خيرا بعد توقيع برتوكول مشاكوس الاطاري في 2002 كاولي بشريات السلام التي طال انتظاره في السودان و التي توجه بتوقيع اتفاقية السلام بنيفاشا فيالتاسع من يناير 2005م بين الحركة الشعبية و المؤتمر الوطني برعاية الوسيط الافريقي (الايقاد), برعاية كينيا و الدول الصديقة علي راسهم الولايات المتحدة الامريكية و النرويج ,و دعم الاتفاق دوليا و اقليميا ومحليا .
اولي ثمار الاتفاقية هو ايقاف الحرب التي استمرت اكثرمن عقدين من الزمان راح ضحايا من ابناء الوطن ,الاتفاقية اتي بفوائد ومستحقات عديدة من قسمة السلطة و الثروة مخاطبا جزور المشكلة السودانية في الاساس (التهميش المنظم التي ظل يمارس من قبل المركز) علي كل السودان عدا مثلث حمدي,ومن ضمن استحقاقات الاتفاقية (الحكم في الجنوب)
تلك الحكومة التي لا تقل شانا من من الحكومة الاتحادية ,من حيث التشريع والقضاء و الادارة و نظام اقتصادي مستقل و , وكل ما يخص الامن وغيرها ,وتمثل الحركة الشعبية نسبة 70 % من السلطة . ولكن رحيل د.جون قرنق, و التي شكل معوقا في تنفيذ الاتفاقية وادارة الحركة بعد ان تحول من حركة مسلحة الي حزب سياسي و تاثر برحيله الشعب السوداني و عكس ذلك علي الحركة كتنظيم .
القصد من هذه المقدمة من الماضي اريد ان اقول بان الوضع الان بعد مضي 6 سنوات من عمر الاتفاقية , الشعب خاصة في جنوب السودان هم علي ابواب من تنظيم و اجراء عملية الاستفتاء . لكن ما يدور في الجنوب محل قلق لكل متابع وبتحديد في ولاية اعالي النيل في مناطق شلو .
في الستة سنة الماضية جرت مياه كثيرة تحت الجسر في البيت الجنوبي الجنوبي بعد تولي السيد/سلفا كير ميارديد رئاسة حكومة الجنوب ,و تعالت الاصوات في و سائل الاعلام منها خطابات و مبادرات من اكاديميين و مثقفين و السياسيين حتي رجال الدين منها بالنصائح بعض منها بالنقد بان الامور لا تسير بالصورة المطلوبة و يجب تجويد الاداء في حكومة الجنوب وتقدم الخدمات للمواطن في كل مستويات الحكم و الادارة وان تسود حكم القانون وتطبيق العدالة والقيم التي ناضلوا من اجلها, لكن لم تكن هناك اذان صاغيا .
كل ذلك وصلتنا الي ما نحن عليه اليوم في الجنوب ,من تردي في الخدمات , لم تقم التنمية و لا المدارس ولا المستشفيات وطرق والخ...,فضلا عن الانفلاتات الامنية بين المواطنين و القبائل بزرائع النهب للابقار كما في بحر الغزال و جونقلي , ومشاكل الارض و الحدود كما بين شلو و الدينكا في اعالي النيل (ملكال) وهــــو لب الموضوع.
في 2004 كتب مجتمع نقوك و دينجول مزكرة بعنوان (NO COMPERMISE ON THE LAND) لا مساومة في الارض, للراحل د.جــــــون قــــرنق يدعون فيه بان ملكال لهم و ليس للشلو حق فيه ولا يدعون احد اخذه الا علي اجسادهم , ردة علي تلك المزكرة من ابناء شلو بخلفية تاريخية و بالخرائط اين تبدا الحدود و تنتهي,و كثير من وثائق صورة منها لرئيس حكومة الجنوب و نائيه وكل الجهات التي يعنيه الموضوع .كانت تلك هي بداية مشكلة الحالية في مناطق شلو. ,توالي مزكرات الي حكومة الجنوب من مجتمعات شلو بعد ان تعدي( دينكا) علي اراضي شلو بالهجمات و ارتكبوا جرائم القتل و النهب و حرق و غيرها من الافعال البشعة ,شمل تلك الهجمات مناطق اناكديار ,اوقوت,ابانيم ,لول,فنيكانق,اوباي,في كل هذه الاحداث لم تقدم شخص واحد الي المحكمة و لا ادانة , رغم ان هناك اشخاص متهمين بانهم يتلقون الدعم من افراد داخل حكومة الجنوب وداخل جيش الحركة الشعبية من ابناء الدينكا, حتي حكومة الجنوب لم يقم باخذ الموضوع بجدية و السعي لحلها و اقلها ترسيم الحدود الداخلية للمقاطعات ,فاصبح شلو في عدم استقرار من هجمات تارة بحجة الجمع عن السلاح و تارة التفتيش تارة مطاردة المليشيات و غيرها,وصل ذلك درجة ان ترك المواطنين قراهم و مزارعهم وهجروا المدن .
بعد الانتخابات الاخيرة في ابريل الماضي افرزت واقع جديد في مقاطعات شلو ال4,مانج,فشودة ,ماكال وفنيكانق اذ تباينت الرؤي بين ابنا القبيلة سياسيا بين مؤيد الحركة الشعبية لتحرير السودان و الحركة الشعبية –التغيير الديموقراطي و فازة الاخير بكل مقاعد الدوائر الجغرافية في مجلس الوطني و مجلس الجنوب و مجلس الولائي.
معلوم ان الانتخابات في كانت غير نزيهة و جري تحت الضرب و الاعتقالات و التهديد في كل ولايات الجنوب ولكن في مقاطعات شلو كان مواجهة سياسيا ولم يفرضوا في حماية صناديق الاقتراع رغم محاولات التزوير وسهروا الليالي مخاطرين بارواحهم من اجل تغير الواقع السياسي التي ظلوا يعانون من حكم الحركة الفاسدة و التي اعطي اراضيهم للغير و شردوا من قراهم ونهب ممتلكاتهم و ابقارهم,كان شلو ينتظر تلك الانتخابات كفرصة لاختيار من يمثلهم في السلطة .و التخلص من الحركة التي تحول الي تنظيم قبلي فاسد بل عنصري ,رغم تهديدات بالعواقب و النتائج قبلوا ذلك وقت الحملات الانتخابية و قال شلو كلمتهم و رفضوا اموال الحركة بالملائيين و عيا منهم دون املاء و اكراه ولي شرف بان اكون منهم ,هذا النجاح محل حسد وغيرة لمن لا يعرف قيمة الحرية التي فطرنا الله بها وكيل الاتهام لتلك التنظيم بانها صنيعة المؤتمر الوطني حتي يكون زريعة للنيل منها وكل عضويته ,فكان الاعتقالات الاخيرة لكل من د.اودول اوشاي بمستشفي ملكال التعليمي و عضو مجلس الولائي مصطفي قاي و اونيوتي اديقو عضو مجلس الجنوب وصمؤئيل اشين عضو مجلس الجنوب و اندرو اوكونج ايوم عضو مجلس الجنوب والاستاذة مارثا انقار عضو مجلس الجنوب و القائمة تطول,كل هؤلا الان في معتقلات حكومة الجنوب لم يتم تقديمهم الي اي محكمة .فالذي يجري في مناطق هي تصفية حسابات قديمة بين قيادات السياسية من ابناء شلو قبل الحركة الشعبية الذين انهزموا في مناطق شلو في الانتخابات وغاب شمسهم في مجلس الجنوب ومجلس الولائي ومجلس القومي في الدوائر الجغرافية و حزب حركة الشعبية -التغيير الديموقراطي ,بالتالي ما يجري لشلـــــــو كقبيلة الان بمثابة عقاب لهم بحجة البحث عن السلاح في القري تحت الضرب و الاعتقال العناصر الذين كانوا ينشطون ومنعوا التزوير وقت الحملات الانتخابية و ايام الاقتراع ويجولون القري بقوائم من الاسماء وفي حالات عدم وجودالشخص المطلوب ,لا يسلم من بداخل المنزل حتي لو طفل او شيخ, ونساء لم يسلم بعض منهن من حالات الاغتصاب و التعذيب للاطفال بسائل بلاستيكي حارق حتي يعترفوا بمكان و جود السلاح ,كل ذلك بواسطة الجيش الشعبي و بارشاد من الحاقدين من ابنا المنطقة المنتسبين للحركة الشعبية علي اخوتهم من تنظيم حركة شعبية –تغيير ديموقراطي.بتوجيهات عليا من حكومة الجنوب بمحاربة هذا التنظيم و مواجهته بكل الاساليب .
كل هذه حقائق و مكابر من ينكر ذلك من ابناء شلو .سؤال محوري ؟من يقبل ان يمس زوجته او ابنائه و والديه ماله بفعل بشع وسؤ ويقف مكتوف الايدي اويصمت او يتفرج مهما كان ضعفه؟
الانجليز حاولوا ادخال ابناء شلو المدارس الارسالية انذاك ورفض ابائهم ذلك و ذهب الانجليز الي مك شلويطلب من جلالته اقناع اولياء امور الاطفال بترك ابناءهم يذهبوا الي المدارس,رد المك بالحكمة للخواجة قائلا له مشيرا الي دجاجة حاضنة بيض ,اتي الي ببيضة منها ,فاذا بدجاجة يهجم علي خواجة في وجهه بمنقاره تاركا اثار و دماء,وقال له جلالته كذلك لا يمكنني اخذ ابن احد دون رضاءه.
شلو قبيلة مشهود لهم بقيم وموروثات منذ اجدادهم محاربين شرس اسس نيكانق تلك المملكة وحافظة عليه علي مر العصور من كل من حاول مساس به ,حاربوا الاتراك و الانجليز و غيرهم ,شلو قبيلة مسالمة يمد يده في السلام او العطاء بيضاء وسخاء ,رفضوا الظلم رفعوا السلاح في كل ظالم وكل من تعدي علي حقوقه و مكتسباته في الجنوب في كل الاوقات والازمان .رغم كل ما يحصل كان شلو يعون تماما ان هذه مخططات لكي يتم ضربهم بيد من حديد لكنهم صبروا حرصا منهم علي السلام التي تحقق في الجنوب يجب الحفاظ عليه لانه واجب والتذام وطني وقانوني شرعي ,الا ان من في نفوسهم مرض السلطة و التسلط والذين يريدون كل شي طيب لهم اعداء الجنوب ,ظلو يتربسون لهذه القبيلة و اراضيه و يحقدون علي كيانه الاجتماعي وعقدوا العزم بازالته علي و جه الارض .نجحوا في ان يجعلوا الضفة الغربية للنيل من اراضي شلو الان شبه خالية تماما من قري شلو وحل محلها قري دينكا,وعندما عرفوا سكوت بان الامر مؤجل بعد اجراء الاستفتاء حتي يمارس شلو في عملية الاستفتاء في يناير القادم 2011م,صعدوا الموقف بجر القبيلة الي صدام بافتعال اسباب واهية باسم جمع السلاح بطرق استفزازية كما ذكرت مع الجيش الشعبي المعروف تركيبته القبلي (دينكا),فمناطق الان في احتلال شبه كامل ان لم يكن بالكامل ان دخلوا فشودة و احرقوا قراه و شردوا السكان في العراء الان دون ماء حتي يموتون بالعطش في ابشع انواع الانتقام وجلسوا عالي طول النيل الا القبض لنساء في جلبهم الماء لاطفالهن ويفعلون بهن كما شاءوا,كل ذلك بحجة مطاردة مع يسمونه مليشيات ,ويطيل الاعتقالات كل من يشتبه فيه بعلاقة بحزب تغيير الديموقراطي حتي العاملين في المنظمات الانسانية الاممية ,نعم هناك مشكلة حقيقية في مناطق شلو بل قليل بان يصف بالكارثية ابــــــــــــــــــــــادة و اكـــــررابــــــــــــــــادة .
المنطقة الان مقفولة لا اعلام لا وفد حكومي ولا ادانة ولا عمل انساني مدني الحركة (وقف) اي (زول).
وعاش شلو في شتاتهم ومعاناتهم وعاش فشودة تحت رعاية فخامته صاحب الجلالة /رث كونقو داك فديت حفظه الله ,رمزا للسلام و العزة و الكرامة.
Newer articles:
Older news items
- المواطن الجنوبي في الشمال والاستفتاء، هل من مخرج امن؟ - 06/07/2010 08:43
- من الذي يحق أن يكون زعيم سياسي لقبيلة شلو الدكتور لام أكول أم السيد/فاقان أموم؟ - 01/07/2010 01:00
- مقاطعة ماكال والمطامع القبلية الدينكا نموذجا - 01/07/2010 01:00
- الشريكان يتفاوضان بجوبا غداً على «الكونفدرالية» بديلاً للانفصال - 30/06/2010 19:17
- جوبا تلوح بإعلان الاستقلال.. وتدعو الشمال إلى التهيؤ لدولة جديدة - 30/06/2010 19:02
Latest news items (all categories):
- How South Sudan Returned to the Brink of War - 17/03/2025 16:20
- Support South Sudan’s “reconciliation initiatives”: IGAD Heads of States to Religious, Traditional, Civil Leaders - 17/03/2025 16:15
- South Sudan’s Riek Machar: I’ve Spent 7 Years Under House Arrest - 17/03/2025 16:05
- South Sudan’s Great Antelope Migration: Earth’s Largest Overland Mammal Migration - 17/03/2025 16:01
- Can technology help more survivors of sexual assault in South Sudan? - 17/03/2025 15:46
Random articles (all categories):
- Sudan, South Sudan agree to back peace efforts - 02/07/2013 16:45
- Seeds of Change for Thousands of Abyei Displaced - Voice of America - 03/04/2012 19:31
- South Sudan arrests MPs, journalists over protests - Daily Nation - 04/01/2013 14:03
- South Sudan's Machar optimistic of successful peace process amid challenges - 02/12/2020 06:59
- Sudan Peace Deal Signed Today by Government and Rebel Groups - 31/08/2020 19:29
Popular articles:
- مفهوم التنمية . - 12/04/2011 01:00 - Read 88604 times
- مفهوم النزاع - 06/04/2011 01:00 - Read 56330 times
- مفهوم التنمية الصحية - 31/01/2012 21:32 - Read 43957 times
- Jobs Analysis Concept مفهوم توصيف او تحليل الوظائف - 01/10/2011 01:00 - Read 43821 times
- مفهوم الحكم الراشد - 23/10/2010 03:30 - Read 39217 times