logo

بضعة شهور ويبقى استفتاء الجنوب امر واقعا لا محالة،ولكن السؤال الاستراتيجى هل تم تكوين امة متسامحة ومتحضرة بالجنوب،الاجابة بالنفى حقيقة،ابناء السودان ككل وعلى نصف قرن فشلوا فى تكوين امة سودانية والعلة تكمن فى النخب الحاكمة منذ الاستقلال حتى اليوم..
لان منح الاستقلال الى مجموعات اثنية غير متجانسة تسبب الحروبات كما حدث بين شمال السودان وجنوبة هذا هو الخطا الذى وقع فيه المستعمر الاجنبى،الواقع اليوم فى الجنوب والانفصال قادم شبيه الى حد كبير بايام التاريخ الماضى والسودانيين امورهم غير مرتبة مطالبين باستقلال وطنهم،اختلاف اللغة والدين والعرق والثقافة وحتى المزاج الاجتماعى بين الخلق يمكن ايجاد حلول لها ان وجد القادة العظام الكبار الذين خلقوا لرفعة اوطانهم بين العالمين،دوله الهند اكثر تعدد عرقى واثنى من الدوله السودانية ولكن قيادة الزعيم التاريخى غاندى عالجت الامور،ليس عندنا امثال غاندى الكبير بل اقزام بشرية دمرت مستقبل الاجيال

والسودان الدوله الاكبر فى افريقيا سوف يختفى على الخارطة العالمية الى الابد. الجنوب نفسه اذا نال الاستقلال سوف يعانى امراض السودان القديم لان بها قبائل واثنيات متعدده مع الاخذ فى الاعتبار الامية المتفشية بنسب كبيرة وازمة القادة والمفكرين الذين سيخوضون معركة بناء الدولة الناشئه الجديدة،القيادة الوطنية مفقودة اليوم بالجنوب كلهم زئاب فى ثوب الواعظين واشباه يمشون على ارجلهم،الصعاب التى واجه ابناء الجنوب بعد اتفاقية السلام الشامل عبارة عن صوره مصغرة لواقعهم فى الدوله الجديدة،الصراعات القبلية والحروب المدمرة سوف تكون اشد ضراوة،والغلاء المعيشى والفقر سيقتل الالاف من البشر سيصبح الجنوب جهنم ناره يحرق الكل،الاثرياء الجدد الذين نهبوا الثروات والاموال سيهربون خارج الجنوب.

القبائل النيلية الشلك والنوير والدينكا هم الدينمو المحرك لمستقبل الوطن مع احترامنا لبقية القبائل الجنوبية الاخرى،اذا تخلى القاده من ابناء الدينكا عن الدسائس والمؤامرات ضد ابناء القبائل لاخرى ومحاولة الانفراد بالسلطة وحكم الناس جورا وبهتانا وعدم مشاركة الاقليات فى السلطة ،سيولد ذلك مشاعر الكراهية والشحناء والبغضاء ،التواثق على ثيقة مثلى لحكم الجنوب بين النخب والمفكريين هو الحل .كما ورد فى المواثيق الدولية يجب منح حق تقرير للاقليات المتمملة والمضهدة ولكن منحه للقبائل كالوضع فى جنوب السودان فيها مخاطر كبيرة للاسباب التى ذكرتها انفا،مع استدراكنا بطول امد الصراع بين شطرى الوطن ،الانفصال هو الحل الناجع وتبعاته سيدفع ثمنها الشعب فى الشمال والجنوب .