logo

الجيش الشعبييكاد المرء لايصدق ان حاملي السلاح في الجنوب حالياً خارج الجيش الشعبي هم ثوار من الطراز الاول، وهم في الحقيقة صنعه الخرطوم وبعض فاقدي السلطة في الجنوب وباحثين السلطة عبر تلك الملشيات . لكن ما لا يمكن انكاره، هي ان الجنوبين قد صنعو ثورة التحرير داخل القوات السودانية. مايسمي في ادبيات السياسة السودانية بتمرد توريت . وهي في الاساس ليس تمرد ‘ انما ثورة توريت، لان التمرد هي الخروج ان الصح، بينما اولئك خروجهم كانت ضد الشمال الذي تريد الهيمنة علي الجنوب .

هنا قد يحق لنا ان نتساءل ماهي مواقف حاملي السلاح أطور_ اولونج وغيرهم ، وماهي مطالبها، ومصالحها وراء حمل السلاح؟. قد لايكون من السهل تحديد مواقفها ومصالحها ومطالبها من حكومة الجنوب الطرف الثاني في النزاع. لكن في كلا الاحوال لا تخرج من سياق المنافسة علي السلطة. وبما أن حماية السلطة من الوسائل المشروعة سياسياً كان علي حكومة الجنوب حماية نفسها من التمرد الداخلي المسنود بقوة الموتمر الوطني لإفشال الجنوب و الجنوبيين.

 

جورج أطور والتغير الديمقراطي

لاشك ان اطور احدى هيئة اركان الجيش الشعبي قبل تمرده عليها وهو من خريجي مدرسة اعالي النيل الثانوية تمرد ضمن الكيتبة 104 _105 ضد سياسة الشمال الظالمة علي الجنوب ؟ لكن ما الجديد في الامر اذن؛ الجديد هي ان اطور تدرج في صفوف الجيش الشعبي حتى رتبة الفريق. ثم رفض الانصياع الي قرارت المكتب السياسي للحركة الشعبية وترشح مستقلاً في إنتخابات الابريل الماضي في ولاية جونقلي؛ ثم فازعليه مرشح الحركةالشعبية ، كوال منيانق .

من هنا دعونا نتفق ان موقف اطور من حكومة الجنوب موقف انتخابي شبيه بموقف التغير الديمقراطي وهي نقطة الإلتقاء بين التغير الديمقراطي و جورجي اطور بعتبار هذا عسكري وذاك سياسي .

ماهي مطالب اطور اذن؟ ، المتأمل في الوقع يجد أن مطالب اطور لا يخرج من نطاق إلغاء نتائج الانتخابات- قيام موتمر بمشاركة كافة القوة السياسية الجنوبية- إنشاء حكومة قومية- ثم محاسبة القيادات العسكرية المتورطة في قضايا الفساد والاخلال الامني بجنوب . وهي مطالب بعضها تهجيزية والاخرى سياسية وبعضها تلغى وجود الحركة الشعبية الطرف الثاني في الاتفاقية السلام، كما هي ذات المطالب التي تنادي بها التغير الديمقراطي والقوة السياسية المعارضة في الجنوب رغم كل ذلك قد واقف الحركة الشعبية علي اقامة موتمر الحوار الجنوبي الجنوبي _كحدى مطالب التمرد والقوة المعارضة في الجنوب. بيداء ان ثمة تساءل يتبادر الي ذهني ، هل هذه المطالب يستحق الدماء والدموع التي نذفت ولازالت تنذف والاسر التي شردة ولازالت تشرد والارواح التي ماتت ولازالت تموت؟ صدقوني تلك المطالب ثمنها لاتساوي مواطن او جندي في الجيش الشعبي اوفي ملشيات اطور، لكن لماذا غابة عنا احترم الانسانية؟اما حليفه التغير الديمقراطي فظلت تناشد حكومة الخرطوم بعدم قبول نتائج الانتخابات في الجنوب لانها مزورة من قبل الحركة الشعبية لم تكن هذا فقط بل تمادى لدرجة التشكيك في عدم نزاهة الاستفتاء وعدم القبول بنتائجها ان لم يكن حر ونزيهة ولكن قبل ان تمطر السماء نار أقيمة في موعده والنتائج حرة ونزيهة بشهادة الوكيل الشرعي لتغير الديمقراطي (الموتمر الوطني ) ثم العالم اجمع .

اذن ما البديل الذي يمكن اتخاذه من قبل الموتمر الوطني و التغير الديمقراطي البديل هي إفتعال نيران حرب بالوكلا من الخرطوم يتم تنفيذها بواسطة الحليف العسكري في الجنوب جورجي اطور ومعاونه من العساكر وهذا ماحدث بضبط في فنجاك بجونقلي و بحر الغزال والاستوائية ثم اعالى النيل بواسطة اولونج ولنا في الاخيرة وقف .

التغير الديمقراطي -جورجي اطور- اولونج

الصبي الموهوم واليافى اولونج قد وقع بن فغسي الاسد التغير الديمقراطي من جهة و تمرد أطور من جهة اخرى إن لم يكن هنالك موتمر الوطني بدعم المعنوي و العسكري . وتم احتواه من الطرفي بعتباره الامتداد العسكري لتغير الديمقراطي في اعالى النيل خاصة البر الغربي . لكن الحقيقة المرء هي انه إستطاع بواسطة خلايا التغير الديمقراطي الميت في الولاية ، استدراج واستقطاب أمهات وشباب، والمؤسف جميعهم من شلو فيما يسمى التدريب في دو،ثم التنظيم في صفوف الجيش الشعبي، سرعان ما تحول لحفر الخنادق و الاسعداد للحرب دون معرفة اسباب الحرب لكن الشماته تقول ان هنالك اراضي محتلة يجب إستردادها،وفاتت عليهم ان الاراضي محتلة من قبل جيينق، وهم يحاربون حكومة الجنوب لماذا؟ضيف ان مشكلة الاراضي تم تداولها سابقاً بين حكومة الولاية، و روبت قوانق في فشودة وتم التوصل لتسوية سياسية لتلك القضية.

وحكومة الجنوب شكل لجنة برئاسة رياك مشار ستباشر عملها بعد الفراغ من ترتيبات الاستقلال. اذن لماذا اثارة تلك القضية من قبل التغير الديمقراطي و اولونج ؟ بتاكيد هذا لم يكن وسيلة البحث ان الحل بقدرما هي وسيلة تاجيج الصراع العسكري لإسقاط النظام او منعهم رتب عسكرية عالية من الناحية العسكرية اما السياسية منعهم وزارات في الحكومة الانتقالية. أذن القضية لم تكن شلو كما يظن الكثير منا بل شلو عبارة ان الية الوصول الي كراسي السلطة و الرتب العسكرية العالية من اولونج واطور من جهة و التغير الديمقراطي من جهة اخرى .ومن الطبيعي ان يودي الصراع المسلح إلي خسائر دموية ونزوح وتشريد بل قتل الابرياء و الاعتقالات المشبوه فيهم .و الذي يهمنا التاكد عليه هي ان الموجهات العسكرية بين اي قوتين ستقضي علي الاخضر واليابس.

اخيراً علي حاملي السلاح في جميع انها الجنوب خارج القوات النظامية الجلوس في طاولات التفاوض مع الحكومة بدلاً ان سفك الدمء دون مقصد وللأسباب سلطوية. وعلي حكومة الجنوب إغلاق دور التغير الديمقراطي او تجميد نشاط التغير الديمقراطي وطرد عضويتها من البرلمان،لانه يساند الخيار العسكري و يدعمها مادياً ومعنوياً.