logo

بادئ ذي بدء أود أن أترحم على أرواح أبناء شلو الأشاوس الذين قضوا غضون الأيام القليلة السالفة وهم يستميتون في الدفاع عن عَرضهم وعِرضهم, والذين يحق لنا ولهم أن نطلق عليهم أبطال شلو من جيل التضحيات, كما أُحيي في هذا المقال وعبر هذا الموقع , الذين ما فتئوا يذودون عن حِمى شعبنا وأرضنا المكلومين, وهم أيضاً ندعوهم أُباة الضيم, كما يستحقون أوسمة وأنواطاً تعلق على صدورهم تبجيلاً وإيماناً منا بدورهم الذي إبتدأ التاريخ يسطره لهم على صفحة بيضاء مرقطة بدماء جرحاهم وشهدائهم .

ليس يرضى الحرُ يوماً بالضنى , هذا ما قاله الشاعر السوداني عبد اللطيف عبد الرحمن في إحدى قصائده , وهو بهذا البيت إنما يقصد أن الإنسان الحُر والذي يؤمن بأنه حُرُ , فهو لا يقبل أبداً أن يذل أو يهان, وهذا بالضبط ما يحدث الآن في مملكة شلو, فكيف يمكن أن يلتزم أبناء شلو الصمت وهم يرون بأُم أعينهم جرائم بشعة ترتكب في حق شعبهم وأرضهم؟!! كيف لِحُرٍ من أبناء شلو أن يرى أُمه أو أُخته تغتصب أمام ناظريه وهو لا يتحرك ساكناً؟!! أو كيف لأي من أبناء شلو يترك أباه أو أخاه يقتل وهو منصبٌ يشاهد؟!! أم كيف لإبن شلو أن يسمح لأي كائن من كان أن يغتصب أرضه؟!! .ألن تنقلب الدنيا إنقلاباً !.

نحن نحترم الحركة الشعبية ونحترم كذلك التغيير الديمقراطي ولا سيما أي حزب من أحزاب جنوب السودان , كما نحترم الجيش الشعبي ونحترم أي مجموعة منتفضة أو متمردة أو مليشيا . وأية قبيلة أو مجموعة عرقية على طول أقاصي بلدي السودان الجنوبي, إيماناً بمبدأ إعتبار الغير . ولكن إن تجرأ أي حزب أو جيش أو مجموعة مسلحة أو قبيلة مهما بلغ من شأن أن يتعدى حدوده ليعتدي على شعبنا وحقوقنا كـ" شلو" فإني أرى أنه لا مناص من النضال ضده, فهو في نظر القانون يكون مجرماً بالضرورة ولا بد للمجرم أن ينال قصاصه. فما أود قوله هو أن شلو وأرضها لن تكون لقمة سائغة لكل من تسول له نفسه الأمارة بالسوء الإعتداء عليها أو على شبر من أراضيها.

نحن قومٌ يحب السلام وذلك مبدأ جوهري في ثقافة شلو والدليل أنه لم يسجل لنا التاريخ القدبم والحديث قط إعتداءنا على غيرنا, وذلك إيماناً بمبدأي " شين" و" قيط" أي اللعنة والبركة , ولكننا نحتفظ بحق الرد في حينه إن أُعتدي علينا والبادئ دائماً أظلم .

أما أبناء القبيلة ممن هم في منصب قيادي في أي تنظيم أو مؤسسة , فعليهم أن يبادروا بتقديم ما يمكن تقديمه, من أجل نصرة الحق وإعلاء قيم العدل, وإلا فليصمتوا فالتاريخ كفيل بمعاقبتهم . أما من لوث يديه بدمائنا بصورة مباشرة أو غير مباشرة, فنحن واثقون كل الثقة أن عدالة السماء تمهل ولا تهمل . فعليه أحد أمربن : أولاهما أن يتوب عن أفعاله ويفيق ويعدل عن طرقه الرديئة بطلب المسامحة من القبيلة والقيام بدور ريادي يذكر له, ثانيهما : أن يلعق مرارة لعنة القوم عليه ويكون مطروداً غير مرغوب فيه إلى أن يلاقي حتفه .

أخيراً وليس آخراً , فليقف أبناء القبيلة , القاصي منهم والداني صفاً واحداً لأجل نصرة الحق, كلٌ حسب الدور الذي يراه مقدورا عليه أن يقوم به . والسلام على مملكة شلو العظيمة , وما جاورها . ولنا عودة بمشيئة الله.

SAM CHOL DAAK

.Email : This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.