logo

refrendum2011لقد كان نظرة العديد من شعب جنوب السودان لتاريخ التاسع من يوليو نظرة تفاؤلية ممزوج بفرح إعلان دولتهم الوليدة حيث سيتم إعلانها للملاء أمام أجهزة الإعلام الضخمة من فضائيات ووكالات الأنباء العالمية وبحضور كثيف من قادة الدول لتشريف انضمام دولة جديدة إلي نطاق الأمم...

فان شعب جنوب السودان يتوق إلي انبثاق فجر الاستقلال والحرية والتي راود أبناء الجنوب منذ أمد بعيد، منذ بدء الصراع مع الشمال رغبة في تحقيق الكرامة وبناء دولة العدالة والمساواة ومن اجل تحقيق الديمقراطية المنشودة، أن الزمن مقصر إلي أن تأتي يوم 9 يوليو ليتحقق الأمنية ، ولكن مع كل هذا التفاؤل فان القلق يراود الشعب الجنوبي نتيجة لعدم توصل أطراف المعادلة السياسية في جنوب السودان في تنفيذ بنود ونتائج مؤتمر الحوار الجنوبي - الجنوبي مما خلق تباعد بين التوجهات السياسية وعدم وجود صورة مضيئة في نفق المرحلة القادمة ، أضيف إلي ذلك ازدياد حركات التمرد وتوسع رقعة نشاطها في بعض أنها الجنوب المتاخمة للشمال والتوتر الحاصل بين شريكا نفاشا وتبادل الاتهام بينهما بحيث يتهم كل طرف الأخر بدعم المعارضين المناويين له ، كل هذه الإرهاصات تبشر بعدم التفاؤل لما يخفيه المستقبل بعد التاسع من يوليو هل سيقوم حرب جديد بين الشمال والجنوب أم سيدور حرب أهلية بين الجنوبيين أنفسهم أم الاثنين معا، أي حرب جنوبية - جنوبية وحرب جنوبية شمالية ، كل هذا الاحتمالات و التكهنات يجعل الكثير من التحديات أمام القيادة الجنوبية في أن تضع عملية اتفاق الجنوبيين قبل الاستقلال غاية أساسية يجب السعي من اجل تحقيقها حتى يستطيع دولتنا الجديدة الوقف علي أرجلها ومن ثم نخوض معارك التنمية والتطور لنلحق بالأمم المزدهرة. فهل لنا أن نستفيد من دروس الذين سبقونا في الاستقلال كاريتريا حيث اندلعت حرب ضروس مع جارتها إثيوبيا بعد الاستقلال مما أضرة بعملية التنمية في تلك الدولة والدولة التي انبثق منها. أن البحث عن السلام المستدام يجب أن تكون الهدف الأسمى وبالتالي فانه السبيل الوحيد لبناء نهضة حقيقة ، لذا علينا تجنيب ما يقود شعبنا في الجنوب والشمال إلي العودة إلي مربع الحرب لان الحروب لا تأتي بنتائج غير تؤديها إلي الدمار الشامل.

إن الحرب لا تحقق غير الخراب وتشريد الشعوب ويكفي ما عناه إنسان الجنوب منذ الاستعمار و ما زال يعاني حتى الآن من يشعل تلك الحروب يتمتعون برفاهية هم وأسرهم في دول المهجر أو أللجو بينما يموت أبناء المساكين المغلوبين علي أمرهم ، فيكتوون بنيران أشعلها آخرون . أمنياتنا أن تأتي التاسع من يوليو وتجد بلادنا في سلام و أمان وخيرها مصان.