logo

 سايمون كونالأخبار الواردة من ملكال لا تسر سامعها ! إقترب موسم الاستؤزار و بدأ "مكثري الثلج" في التكالب و إحاقة المؤامرات ضد إخوانهم و رفاقهم نفاقاً و تزلفاً عند الباب العالي!! و فيما تزداد الشكوك حول قدرة رجل مثل سايمون كون فوج- قيل ان الشعب أتي به عبر الصناديق- علي إدارة ولاية معقدة مثل أعالي النيل و التوفيق بين فسيفسائها ، فإن الاسئلة المشروعة القديمة المتجددة تظل تطل برأسها من حين الي أخر كلما مرت بهذه الولاية كربة. لماذا تفرض المركز قيادات علي أعالي النيل فرضاً و لا تترك أهلها يتشاورون فيما بينهم حول من هو الأجدر علي تولي امورهم؟!

كثيرون يعلمون ان سايمون كون لم يكن معروفاً لدي الناس في الولاية و لا سمعوا به قبل أن ترشحه الحركة الشعبية للمنافسة علي مقعد الحاكم بدلاً من مواطنه جيمس دوير المعروف علي نطاق واسع في الولاية. كما أن كثيرون يعرفون أيضاُ ان النتيجة التي أحرزها كون في الانتخابات حامت حولها شكوك أصبحت محل تندر في مجالس المدينة.

إن نظام تصدير القيادات الذي تعتمده الحركة في ترشيح اعضائه في المناصب المختلفة في الولايات عفي عليه الزمن و لم يعد عصرياً. وقد إتضح ان هذا النظام وراء الكثير من الاضطرابات التي شهدتها عدد من الولايات قبل و بعد الاستقلال!! سواءاً كانت هذه الاضطرابات أمنية كما في ولاية جونقلي او إضطرابات سياسية علي شكل التشاكس بين الجهاز التنفيذي و التشريعي كما حدث من قبل في شمال بحر الغزال و واراب وحتي في ولاية أعالي النيل نفسها. فبعض الحكام يديرون ولاياتهم كشركات خاصة او كضيعة خاصة بهم و اسرهم ، لا يبالون بالشعب و لايهابون المسألة طالما احسوا ان المركز يسند ظهرهم و حاكم أعالي النيل واحد من أشد هولاء الحكام سفوراً !!

فمنذ جلوسه في كرسي حكم الولاية و هو لا يكف عن إفتعال المشاكل و إبتزاز الخصوم! أهان من قبل النائب العام في الولاية وحاول طرده من الولاية في خطوة تكشف عن جهل مسئول بحجم الحاكم بحدود صلاحياته ، هذا عوضاً عن جهله الفاضح بحقيقة وضعية السلطة القضائية في الجمهورية التي تجعلها فوق سلطات حكام الولايات!! كما دخل في معارك وهمية مع المجلس التشريعي في الولاية بشأن دستور الولاية، و استهزأ بالمواطنين في أكثر من مرة ، هذا علاوة علي سجله الفقير في مجال التنمية في الولاية بما لم يسبقه فيه حتي ولاة عهد المؤتمر الوطني البائد الموسومين بالفساد و قوة عين !! و قد تخاصم كون من قبل مع الامين العام للحركة الشعبية فاقان أموم الذي يفترض انه أعلي منه في التراتيبية الحزبية.

أخر معارك سايمون كون وقع قبل ايام عندما أمهل الامين العام للحركة الشعبية بالولاية جون كور 72 ساعة لمغادرة الولاية والا تعرض لما سماه عواقب غير حميدة وذلك بحسب تعميم صحفي صادر عن مكتبه. أما اسباب الطرد فتبدو واهية بحيث لا تنطلي علي من يعرف جون كور او خبر البيئة السياسية القذرة في أعالي النيل ! إنه موسم التكتلات و التهافت الرخيص علي مائدة الحاكم. إتهم الحاكم امين الحركة في الولاية بالتخابر مع الحركة الشعبية- التغيير الديمقراطي و الاتصال به، الي جانب تبديد اموال قال إنه دفعه للامانة لتطوير عمل الحزب و تهم أخري تبدو معبأة في قوالب جاهزة و علي قفا من يشيل!! رفض كور مغادرة الولاية و استعصم بمكتبه في حي الجلابة ، فاحتدم الخلاف بين الرجلين وإستفحل حتي وصل الامر الي عصب مقر الامانة العامة للحركة الشعبية في ملكال بالحجارة من قبل زبانية الحاكم الذي يفترض انه عضو أصيل في الحركة بل و مناضل خاض غمار المعارك كجندي من جنودها تحت نفس الرايات و الألوية التي يهينها و يستحقرها اليوم!! لا ادري الي اين ستنتهي فتنة السلطة و المال بقياداتنا الذين كانوا حتي الامس القريب مصدر فخر و إعتزاز بالنسبة إلينا؟!

في الواقع إستطاع الحاكم كون تدجين كل من يقف او يراه انه سيقف في وجهه في الولاية سواءاً كان سياسياً او محافظاً او من كبار موظفي الخدمة المدنية في الولاية. فقد اقال من قبل في لمح بصر و بجرة قلم سريعة محافظ مقاطعة ماكال و عين بدلاً منه محافظاً اخر ظن انه من حواريه و لكن سرعان ما تصادما مع صاحبه الجديد فقام بإعفائه هو الاخر من منصبه و هو بالكاد امضي شهرين في مكتبه!! و كل ذلك سبب رفض هولاءالمحافظين نقل رئاسة المقاطعة الي البر الغربي ليصول و يجول ما يسمي بعمدة بلدية مدينة ملكال بحرية دون كابح. لا أدري إن كان المحافظ الحالي لمقاطعة ماكال أخونا واو اقوديينق رضخ لامر النقل ام لا و لكني اتنمي الا يفعل حتي لو كلفه ذلك منصبه. يستخدم الحاكم في حربه مع شرفاء الولاية عصا الترهيب و جذرة الترغيب فهو يغدق المال حتي علي غير مستحقيه و يرهب حتي أعضاء مجلس وزرائه و الكل يهابه اما لانه خائف من الفصل ان كان موظفاً لديه او من التنكيل و الطرد ان كان ممن لا يجد حظوة عنده مثل الرفيق جون كور .

و كثيرون قد لا يعرفون الوضع الشاذ للحاكم سايمون كون في الولاية فيما يتعلق بتراتيبته الحزبية في الولاية التي يحكمها ، فهو ليس رئيس الحزب في الولاية كما هو معمول به في باقي الولايات . فرئيس الحزب في ولاية أعالي النيل هو شخص اخر هو دوك جوك و كان يشغل نائب الحاكم في عهد ما قبل الاستقلال الذي كان حاكم أعالي النيل يعينه المؤتمر الوطني بحسب محاصصة السلطة و الثروة. هذه الوضعية خلق استقلالية جعلت الامانة للحركة الولائية تتحرك بعيداً عن اوامر الحاكم . و طبيعي ان امراً كهذا لن يروق لشخص يريد ان يتحكم في كل شيئ حتي في اتفه التفاصيل!! و لئن استطاع استمالة رئيس الحركة في الولاية بضمه الي مجلس وزرائه فقد استعصي عليه الامين العام جون كور . فمن يلجم هذا الرجل .. و هل حقاً يفكر الرجل في حظوظه في الانتخابات القادمة بعد ان إختصم حتي مع من غطوا عورات نتائجه السابقة التي اتت به الي الكرسي الذي يجلس فيه اليوم؟!!

كيمي جيمس