هل جنوب السودان في طريقه الى التشرذوم..؟

ان الساحة الجنوبية في هذه الايام ,ملئ بالعديد من العجائب,و الغرائب.. والتي تجعل الراس يشتعل شيبا..من جرى ما يحدث فيها..وما وجود الضائقة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها البلاد.. وانشغال الحكومة بامور اخرى بعيدة عن هموم المواطن البسيط.. برز في الساحة الجنوبية الكثير من التحركات الجهوية, والجغرافية وبدأ كان الانسان الجنوبي في اتجاه البحث عن كيانات جديدة تهتم بالقضايا التي يهمه بعيدا عن الحكومة المركزية ,والتي لا يهمها من امر غير كيفية التشبث بالحكم غير مبالية بما يحيط بالمواطن من مشاكل في ملبسه,ماكله,مشربه,علاجه, وغبرها من القضايا الاقتصادية والاجتماعية,والامنية ,والتي ترهق مضجه كل يوم..في ظل تلك المشاهد الخاتمة والمظلمة ,ظهر جليا ان الشعب يسير في طريق وعر,وفي غابة موحشة بلا راعي يقوده الي سبيل الراحة والاستقرار..

فوجد البعض ان الخلاص يكمن في التوجهات الجغرافية والجهوية لانها لم تجد اذان صاغية لمطالبها المشروعة من المركز ,فكان الرد لها ليش شئي غير الصمت والسكون التي يقابل بها الحكومة كل المطالب الشعبية التى ترفع لها.ان انعقاد المؤتمر الجامع للولايات الاستوائية الكبرى لهي خطوة نحو ذلك,لانه لا يوجد داي لولايات مستقلة عن بعض لتعقد مؤتمرات لوحدها..بعيدا عن الولايات الاخرى..فهذا يعني ان هناك كوكرا جديد يطبق وراء الكواليس..و لقد بدأ جليا في نتائج المؤتمر حيث طالب بعض مخرجاتها بالفيدرالية..وهي نظام الحكم الحالي في البلاد..اذا اين فيدرالية يريدون؟ ..كما طالبت بفك اسر القيادي عبدالرحمن سولي المسجون من قبل السلطات الحاكمة, بتهمة قيادة تمرد مسلحة لم يحاكم بها الى الان ..ولم يثبت التهمة.. حيث نفى اعضاء حزبه صراحة بطلان تلك المزاعم وقالت ان مجرد تلفيقات من الحكومة وزعيمهم منها بري كبراءة الذئب من دم يقعوب!! ويقولون انها مكيدة سياسية نصب له باحكام.. وهذا المؤتمر يعد بمثابة وجود مشاكل مشتركة حقيقة توحدت تحتها الكيانات الاستوائية الثلاث..هذا المؤتمر في تلاحميها يظهر الوحدة الحقيقية بين الكيانات المختلفة الاثنيات التي تشكل الاستوائيين, وهو لا يتوفر الان في الكيانات الاخرى والتي تعرف بالمجموعات النيلية..لان الصراع حول السلطة بات الامر الذي يفرق بينهم اكثر مما يوحدهم و يجمعهم ,فان الصراع حول زعامة الدولة اضحى امر داخل بشدة اكبر بكثير في كونه يمكن يوما ان يوحدهم .

ان المشهد العام لجنوب السودان,يظهر ان الوحدة الهشة التي كانت يجمع بين الكيانات الاثنية في جنوب السودان لم تكن لا نتيجة لوجود عدوا واحد مشترك..والان ما بعد الانفصال اظهر جليا ان ما كان يخفى اعظم..فالوحد الجنوبية كانت وحدة وهمية.,تحمل في طياتها العديد من المشكلة المبطنة سرعان ما لاح بعد زوال العدو المشترك. واظهر بعض القادة عنصريتهم القبلية البغيضة ,استغلوا السلطة لحل المشاكل الاثنية بين كياناتها المتناحرة ,ولم تسعى جاهدة او تحاول ايجاد حل لمشاكل الاخرى التي تدور بين الاثنيات فيما بينها,رغم وضوحها.وهكذا فان القيادة الغير نزيهة ابدا لن تخلد في قياد بلد ما مهما كان قوة سيطرتها..

فالان هنالك اصوت شبابية في الموقع الاجتماعي فيسبوك, تنادي بجمهورية الاستوائية,ورغم انها مجرد اراء فردية لا تغبر الا عن اراء اصحابها الا انها تعد بمثابة تحول حقيقي في مطالب الجنوبين..وهذا يبين ان اهمال المطالب الصغيرة..يودي الي اتساع سقف المطالب مهما كان اصحاب المطالب يبدون ضعاف في اعين السلطة..ولاادري هل سيقوم هناك مؤتمرات لولايات اعالي النيل الكبرى..وبحر الغزال الكبرى.. ايضا لنرى ماذا سيفضي اليه تلك المؤتمرات الجهوية من ايجاد حلول لمشاكل الدولة ,ام ستساهم في تعقيد الامور اكثر,ورفع مطالب تعجز الدولة علي تنفيذها..فيتحول الي مطالبات بجمهوريات جديدة علي قرارة الجمهورية الاستوائية. ومن ثم يبدأ التحالفات علي كيانات قبلية,.وهنا سيكون جنوب السودان الكيان القبلي كالصومال..يبدو ان ذلك ما يخبئه القدر اذا ما ذهبت الاوضاع على الوتيرة الحالية مالم يطرح تغير في العقلية التي يحكم بها الجنوب..من توفر سبل اعمال القانون ووضع المواطنة لتكون هي معيار توزيع الحقوق والواجبات, وليس القبيلة والولاة الحزبي,او توصيات الانكلات هي السبيل للتمثيل في مرافق الدولة. ان الديمفراطية ليس مجرد اغنية تغنى بها في الالسن,ولكنها يجب ان تنزل الى ارض الواقع, فتوفير الحريات في التعبير عن الراي والحقوق الاخرى المنصوص بها في ميثاق جنيف لحقوق الانسان هي السبيل الوحيد, لينعم شعبنا في الجنوب بدولة القانون الذي يعيش فيها الانسان الجنوبي حرا ابيا,وسيدا.