صورة أوتوبيس رِحْلات (المصدر: نيوجيرسي دوت كوم)
. . منذ عشر سنوات تقريباً فى منتصف صيف شهر رمضان المبارك . . أثناء وقوفى فى محطة الأتوبيس الواقعة على الكروكس أفينيو بين مدينة باترسون وكليفتون فى ولاية نيوجيرسى . . أمام محطة الجازولين فى إنتظار الأتوبيس لرجوعى إلى البيت بعد إفطار رمضان فى مسجد الأتراك . . مر بجانبى أخين شابين طالبين جامعيين يدرسون فى جامعة كاليفورنيا بأمريكا . . يتحدثين العربية . . فألقيت عليهم التهنئة . . " كل سنة وأنتم طيبين" . . "وأنت طيب" . . قد أجابان أثناء عبورهما عرض الشارع لركوب سياراتهما الصغيرة البيضاء . . ماركة مازدا أو مرسيدس . .
. . خلال دقيقة أو دقيقتين . . رجع أحدهما . .ثم سلم علىّ . . ومن اللهجة السلسة . . عرف أنىّ مصرى . . فبادر بالسؤال الإعتيادى . . "إنت مصرى؟" . . "الحمد لله" . . أجبته . . فضحك لقولى "الحمد لله" . . ثم بدأ يشيد بفخر أن معلمه اللغة العربية فى السعودية كان أستاذ مصرى مازال يعتز به . . ويظل متذكر إسمه . . وأثناء المحادثة المختصرة . . عرفنى أنه فى زيارة رمضانية قصيرة بضيافة صديقة الفلسطينى القاطن فى مدينة باترسون . . وأنهما كانا يجلسان من قرب منىّ حول مائدة إفطار رمضان . .
. . ثم جاءت لحظة سلام الذهاب . . وحين مددت يدى لتصافح يداه . . حاول بطريقة أدبية محتشمة أن يضع بعض الدولارات فى يدى . . فرفضت بعزة . . وأبيت بكبرياء كرم الأخلاق . . وبأسلوب أدبى محتشم قبول حسن نيته وكرمه الخيرى . . بيقين جازم أن مثل مساعدة . . زكاة كانت . . أو صدقة . . (لا تجوز) لمن مثلى . . فأبدى فهم عن قناعة بذلك . . وأوحيت له أن هناك أناس أخرين يأتون إلى الإفطار بأشد حاجة وأحس ماسة مُلحة لها . . وخلاف ذلك . . لن تصبوا أو تصب فى محلها . . ثم ترك ليلحق بصاحبه المنتظر هناك فى سيارته عبر الشارع . .
. . بعدين . . جاء الأتوبيس . . وجلست أفكر عن "السر الخفى" من وراء هذا العطف والتعاطف لإيحاء أنىّ بحاجة إلى "معونة". . رغم مظهرى العام وملابسى الغير مبالغ فيها . . (لم) تطفوا طرفة على حسن بصيرتى وتواضعى المبالغ فيه فى مسيرة حياتى الذهنية والفكرية . . أدبية أوفلسفية كانت . . أو حتى المعيشية على قناعة البساط الأحمدى . . فريما لأنه رأى أنىّ أتجول فى المواصلات العامة . . وأغلبية المصلين يملكون سياراتهم الخاصة . . و(لا) علم له أنىّ قد تبرعت بثلاث سيارات دفعة واحدة لجمعية خيرية راعية الأطفال المكفوفين من فترة ليست ببعيدة قبل لقائه.. وحين ذهبت المنزل . . أفرغت الكيسين من الفواكة . . وأثناء نفضهم لطويهم فى سلة المهملات . . فوجئت بسقوط فلوس على الأرض . . فقوست ظهرى لإلتقاطها . . فوجدت دولار مطوى داخل ورقة فئة الخمس دولارات . . فتعجبت . . ليس من المفاجأة . . بل من "فاعل الخير" (السعودى) الذى يجب أن يعى بعين الحكمة والحنكة تعاليم ميادئ وأسس قيم الإسلام الحميدة التى قاطعة الشك باليقين . . لكل واعى مبصر . . القلب والبصيرة . .
. . وقررت بعزيمة قوية حينذاك . . أن أرد له مبلغه " حفنة الست دورات" فى الإفطار العام التالى . . كما وضعه بالتمام خلسة فى إحدى الكيسين مستغلاً سهو الحديث معه . . وكنت وقتذاك تحت مراقبة شديدة من المخابرات الأمريكية الفاشلة "أف بى أى". . كالتى مازلت فيها الأن . . بل أسوأ . . حتى وضعت تحت طائلة "شخص مستهدف" مسجل ضمن "لائحة القتل" من (عربجية) "رعاة البقر" الضالين عن الحق والحقيقة مع قلة الحياء وبغض ضغينة الخلق مهذ خمس سنوات عجاف . . ومعها بدأت هوجة هواجس مع موجة جرداء بجراد مكر شيطانى وكرم زيف مصطنع مضر . . ليس بأمريكية أمريكان الوهم الهاوى . . وأصبحت فى محورومأرب شيطنة وافدين شرذمة كارهين حياتهم وأنفسهم يتوافدون علىّ . . ليل نهار . . يبغون "مساعدتى" بالمال . . ويسعون فى "معاونتى" بعرض متواصل من محاولة إعطائى أكل وشراب مسمم . . بدون طلب أو سؤال أو حتى مجرد النظرلهم ويبذلون جهداً سخياً بملاحقتى فى الأماكن والمواصلات العامة لتحقيق هدفهم من هذا وذاك اللذذان يقابلان بالرفض الغاضب القاطع الشك باليقين . . وأخرها بالأمس . . إمرأة "عقربة" فى أرزل العمر . . إحدى أرجلها أصبحت فى القبر بالفعل . . أتت بصحبة كلبها حول الطاولة (الترابيزة) التى أجلس عليها . . لتعطى لىّ ورقة فئة "عشر دولارات" بضرب يدى اليمنى الممدودة إلى فمى حاملة كوب الشاى الورق لإستيحاء شفطة شاى مع الإفطار داخل فرع كافتيرية من فروع محلات مشهورة الصيت . . يقال لها "ستاربكس" كافى . . ولحسن الحظ . . قد سكب الشاى السخن على الطاولة والأرض . . بدل "جسدى" . . بعد نطر الكوب الساخن عمداً من يدى بحجة الكرم المزيف "المستهدف" من قبل "المخابرات" الخالية والخاوية من "كلمة" ("المخابرات") نفسها . . والجميع يعرف أن أمريكا (لا) تعرف إله . . و(لا) تعبد مع الدولار أحد . . لأنه (هو) "رب أمريكا" الوحيد (المقدس) . . ومن أجله تداس أدميات البشر . . وتنتهك وتدنس حقوق الإنسان بلا مبالاة من أجل عيون هذا "الأخضر" (الوهمية) . . والكلب المصاحب لها يظل دليل قاطع أنها مخبرة . . لأن ألاف الكلاب تأتى مع كلاب لكى تلوف وتحوم حولنا ليل ونهار . . ومنهم بسذاجة فطرية . . وبعض بإفتخار متعجرف . . يقرون أنهم يتقاضون خمس عشر. . أو سبع عشر . . أو عشرين دولار فى الساعة ليأتون بكلابهم نحو [أبو الخير] لغرض شيطانى مريد مريب مؤذى مملوء بضمر السوء وحقد بغيض بالطبع . . البركة فى "خير" (أبو الخير) . . وخيبة "مخابرات" خفاقيش الضلال . . وظلمة الظلام . . سليلة سلة سفهاء يبعثرون مليارات الدولارات أكثر من ما منحو مصر معونة منذ وكسة كامب ديفيد إلى الآن . . لينالوا من شخص وقور . . قد وقف أمام طواغيتهم بعزة وكبرياء فرعونى أصيل . . ليعلن بعزم وجرأة شجاعة أدبية (لم) تعهد بها الزنبقة الزرقاء ("أمريكا") من قبل . . ليكرر تكراراً ومراراً . . "كف *** كاف بكفاية" . . حتى يستيقظ "أهل الكهف" فى "الكونجرس" من ثبات النوم العميق على كابوس الفضيحة المؤرق . . الذى سوف يمزق غلاظ قلوب قساء . . قد مردت على الحقد والكراهية بضمر مكر السوء والضغينة . . كى يمحق ضمائر شياطين الخرس مع صهر أصنام الصمت من هنا وهناك . .
. . وجاءت غفلة مسعفة ذاكرة الشاب السعودى حين ركبت أتوبيس الخامسة صباح اليوم . . رغم أن السائقة المسلمة بحجاب . . قد رفضت أولياً فتح الباب لرجل يرعش من قرص زمهريرة البرد القارص الذى تقع درجات برو دته مقاييس عديدة تحت الصفر . . رغم إرتدائه بدلة بالطوا صوف ثقيل عمره أسبوعين فقط . . وهذا أمرعادى نعانى منه يومياً . . على سبيل الذكر . . وليس المثال . . فى يوم عيدهم "الكريسماس" وكرم شفقتهم برحمة العباد . . أكثر من دستة سواقين لم يقفوا لنا . . حتى بعضهم أظهر بغض وكراهية حقاراتهم بتمثيل الوقوف ثم الإسراع الفورى ليعمل مسخرة من نفسه السفيهة . . وليس من شخص الراكب المتواضع للأرض . . حى الضمير الذى يريد أن ينال من كيرياء هامته . . وينكل من كرامته بهذئه نفسه هو . . ومعدنه الوضيع الضال الأصل والمضل الفصل . . وخلاف ذلك . . ما فعل من إثم . . وشيطنة شيطان مريد عربيد . .
. . لكن عودة يقظة ضميرها أيقظها بفتح الباب مع "بيب" (زمارة) بعد أن تركتها واقفة فى منتصف الشارع تنتظر تغيير الإشارة الضوئية من الأحمر إلى الأخضر . . راجعاً إلى رصيف المحطة . . وشكرتها مع تهنئة الكريسماس عند دخولى فوراً . . وعند خروجى قد أوقفتنى لتعطى لىّ ورقة فئة "عشرين دولار" عبر الحاجز الزجاجى المصنع لحمايتها . . فرفضت بشدة وشكرت كثيراً . . فرمتها على أرض الأتوبيس . . فشكرتها مرة ثانية مع التأكيد لها . . أن ربنا قد تقبل صدقتها وقرضها لها فى حساناتها قرضاً حسناً . . وبعد أن سرت خطوات معدودة تاركاً الأتوبيس . . فوجئت بها خلفى تحاول جبرى على قبول "الهدية" حسب قولها . . التى قوبلت مع أعنت وأكثر إصراراً بالرفض الآبىّ . . مما دفعها لوضعها فى إحدى الأربع أكياس التى أحملها . . وهذا السبب المباشر الذى أوحى لها أنى رجل "هوملس" ينام فى الشارع . . لإرضاء حقد وضغينة عقلية طفولة . . وطفولية قوم ضالين فاسدين منافقين ظالمين كارهين أنفسهم قبل العالمين . . ربما محتاج مساعدة . . فأكدت لها ثانية . . وثالثة مما ذكرته سالفاً . . وأنى لست بحاجة إلى أكل أو مال . . بل مكان دافئ أتوارى فيه من قبح قسوة البرد أثناء عتم الليل حتى أستلم شقتى المنتظر لها منذ سنتين مضت . .
. . فأتت التذكرة سعفة مسعفة لنبل قصدها النبيل . . ترمى رمياً مريراً بعد أن مرت السنيين ومعها رمضانات . . ولكن لا حياة لمن تنادى . . لقد إختفى مع خفاء رمضان عام تلو الأخر . . ومازلت أنتظر . . وحفظت مبلغه "حفنة الست دولارات" لحين . . آملاً بحرص مع حنين . . عسى "مسير الحى يتلاقى" . . ليكون درس مفيد ثاقب الفهم . . وعظة لكل معتبر بصير من رجل صاحب مبادئ وقيم أدب وفلسفة إلى رجل فاعل خير قد تقابلان فى حب الإسلام عند محطة إفطار رمضان عقد من الزمن قد مر ومضى وقتذاك . . لعل وعسى قد تأتيه هذه الرسالة تلقائياً . . أو عبر عابر سبيل يعرف من هو فاعل الخير . . الشخص المراد معرفته أو "المستهدف" هنا . . قبل رمضان المقبل أو غيره لرد الخير الغير مجاز لمن (لا) يحق له أو عليه . . خاصة الموقع أدناه . . [أبو الخير] . . الذى يخرج ألفين (٢٠٠٠) دولارمن جعبة دخله زكاة رمضان كل عام من قبل لقاء الأخ السعودى فاعل الخير ومن بعده إلى اليوم . . ومن حيث . . نية "حفنة الست دولارات" . . القلبية الصادقة من هنا أو هناك . . [زكاة أو صدقة ليست فى محلها] . .
ابن مصر والفراعنة العظماء وأفريقية
عاصم أبو الخير
Newer articles:
- تحالف مفاجئ قد يعزز قوات الدعم السريع السودانية (محللون) - 25/02/2025 11:47
- روسيا تحصل على موافقة السودان على إنشاء قاعدة بحرية - 13/02/2025 20:15
- في صفقة مثيرة.. الإمارات تشتري نفط الجنوب في باطن الأرض لمدة 20 عامًا - 03/02/2025 12:42
- حملات جنوب سودانية واسعة تندد بانتهاكات الجيش السوداني بولاية الجزيرة - 16/01/2025 15:46
- إطلاق الآيفون وتأسيس جنوب السودان.. أبرز أحداث 9 يناير - 10/01/2025 13:12
Older news items
- جنوب السودان .. لن يصلح العطار ما افسده الدهر - 09/12/2024 10:07
- جمهورية جنوب السودان تختنق... هل فقد الرجل العجوز صوابه؟ - 29/11/2024 12:13
- جنوب السودان وتحديات تنفيذ اتفاق السلام - 08/11/2024 08:33
- استئناف تصدير نفط جنوب السودان من الأراضي السودانية - 21/10/2024 19:12
- جنوب السودان والمتنافسون على خلافة سلفاكير - 11/10/2024 11:24
Latest news items (all categories):
- JUSTICE, OR VENDETTA? - The Consequences of Kirr's pursuit - 10/10/2025 21:43
- Palestine: An ongoing tragedy - 10/10/2025 21:35
- Sudan and South Sudan Sign Pact to Protect Oil Pipeline, Critical Oil Infrastructure - 10/10/2025 19:22
- RJMEC: "There is a risk of a large-scale resumption of civil war in South Sudan" - 10/10/2025 19:15
- How communities safeguard mental health in South Sudan - 10/10/2025 19:05
See also (all categories):
Random articles (all categories):
- S. Sudan Opposition Urges Focus on Power-Sharing Deal - 08/08/2018 01:23
- Equatoria Peoples’ Alliance (EPA) - South Sudan and Uganda discuss security measures to target and harm thousands of innocent Refugees - 14/02/2022 11:32
- South Sudan: Searching for a Credible Development Path - Brookings Institution - 04/02/2013 17:53
- جنوب السودان: ضرورة تقييم " أثار الإثنية " الحركة الشعبية نموزجاً - 13/03/2019 11:10
- "Don't Judge A Book By Its Cover": South Sudan's U20 Keeper Turns Heads With His Mature Look - 25/02/2023 02:26
Popular articles:
- مفهوم التنمية . - 12/04/2011 01:00 - Read 94716 times
- مفهوم النزاع - 06/04/2011 01:00 - Read 61570 times
- مفهوم التنمية الصحية - 31/01/2012 21:32 - Read 49388 times
- Jobs Analysis Concept مفهوم توصيف او تحليل الوظائف - 01/10/2011 01:00 - Read 47474 times
- مفهوم الحكم الراشد - 23/10/2010 03:30 - Read 44034 times