logo

ميناء ملكال (ارشيف/فشودة)
ميناء ملكال (ارشيف/فشودة)

 

بقلم: د.جالفان سامسون

 

في 29 يوليو 2020 ، نشر القس جوشوا داو ديو رسالة كان يرد فيها على مقال الدكتور بيتر أدوك نيابا بعنوان `` المناطق الإدارية المستقلة: ورقة من الإرث الاستعماري في ((عملية فرق تسد)) ''. كانت رسالة القس جيشوا شخصية إلى حد ما وليس قصد الكاتب هنا الرد عليها. ففي أعتقادي أن الدكتور بيتر أدوك نيابا قادر على الدفاع عن نفسه والرد عليه فيما يتعلق بالادعاءات التي وجهها القس جوشوا داو ضده.

 

الغرض من هذا المقال هو دحض الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة، و التي أدلى بها القس جيشوا حول أرض شلو (Chollo) والتي تقع على الضفة الشرقية من النيل وخاصة أن مسألة ملكال قد تم حلها منذ زمن بعيد عن طريق الحدود والحدود الاستعمارية في 1/1/1956. والأمر المحير هنا انه قد ذهب أبعد من ذلك حيث تمادى لادعاء أن "السجلات والوثائق التاريخية كثيرة مما أقنع حتى الاتحاد الأفريقي (AU) (African Union) والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (IGAD الإيقاد) ولجنة الحدود الفنية (Technical Boundary Committee )(TBC) واللجنة المستقلة للحدود(Independent Boundary Commission )(IBC) حسب تعبيره كما جاء في رسالته حيث الادعاء ان التقرير المؤرخ بتاريخ 2019-2020 المقدم من تلك الأطراف جاء لصالح ملكية مجتمع افدانق للأراضي في الضفة الشرقية لنهر النيل ''. إن التأكيدات المذكورة أعلاه من رسالة القس جيشنا داو هي التي أجبرتني على وضع قلمي هذا على الورق من أجل تصحيح الأمور حتى نوقفه عند حده.

 

بادئ ذي بدء ، فإن تقارير TBC و IBC والتي يدعي ذاك الموقر أنها أقنعت الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (الإيقاد IGAD) بشأن عدالة الاستيلاء على أراضي شلو ( Chollo) وعلما بان تلك الوثائق عامة و هي وثائق متاحة للجميع للتعرف عليه. لا يوجد في أي مكان من تلك التقارير ما يمكن ادعاه أن الحكم فيها كان"لصالح ملكية مجتمع افدانق لأراضي شلو الواقعة على الضفة الشرقية لنهر النيل". على العكس من ذلك ، فقد قدم تقرير TBC في الصفحة 95 ما حكم عليه كخريطة لجنوب السودان والتي تظهر الحدود كما كانت في 1/1/1956. وأظهرت تلك الخريطة أن هذه المناطق التي يدعي جيشو ملكيتها للفدان تابعة لشلو دون أي لبس. وهذا حكم مرجعي لا يمكن التغاضي عنه أو إساءة تفسيره.

 

دعونا لا نشوه الحقائق المتاحة للجميع ومحاولة تحريفها. فبالمناسبة ، كان الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيقاد) وغيرهما من الأعضاء المعنيين في المجتمع الدولي هم الذين ضغطوا في شباط / فبراير 2020 على الرئيس كير للانتباه إلى المنطق والتنازل عن 32 بانتوستانات ( الإثنية ) (باسم الدول) هي تلك الولايات التي قسمت البلاد على أساس العرق و العشيرة. فلا يمكن لأي دولة في الوجود أن تُبنى على أساس الشوفينية العرقية والتعصب القبلي الأعمى.

 

لئلا يتم تضليل القراء غير المطلعين وعدمي الإدراك بالحقائق بما قد يبدو على أنه تصريحات رجل كاهن(قسيس) تدعمه الأخلاق الكنسية ، فإن المرة يحتاج المرء إلى الإشارة إلى الحقائق التالية من إجلاء الحق:

 

أولاً ، كان المجتمعان شلو(Chollo) و الدينكا (Jieng) يعيشان في سلام طوال القرنين أو نحو ذلك فكانا معًا كجيران في سلام وأمان!

في 14 مارس 1980 ، كتب جون قاجانج أوول ، رئيس محكمة أتار (أرديبا) الإقليمية ( رئيس محكمة أهلية محلية) ، ومايكل مياكول دينق ، الرئيس التنفيذي ، إلى مفوض مقاطعة جونقلي بشأن إنشاء قرية أوباي- النموذجية في نيطوو ( Nyitho) بواسطة مشاريع تنمية جونقلي التابعة لقناة جونقلي. في تلك الرسالة ، ادعى الزعيمان أن: "كل الأراضي الواقعة شرق النيل هي أرض الدينكا ، على الرغم من أننا نسمح لبعض الشلك بالاستقرار [و] رعي مواشيهم ، وجمع الحطب والعشب [و] زراعة محاصيلهم" على حسب ما جاء في تلك النص. كانت تلك هي المرة الأولى التي تثار فيها مثل هذه الادعاءات من قبلهم بطريقة عامة. فبدلاً من انتظار الرد على الرسالة التي بعثوها إلى مفوضهم ، فان مجتمع الدينكا (Jieng) في طيوني (Thiony) وجيرانهم صعدوا الأمر و قاموا باستهدف شلو (Chollo) مما أدى إلى قتال بين المجتمعين والتي للاسف الشدئد أدى إلى مقتل الأبرياء من كلا الجانبين. في الواقع ، كان الصراع ناتج نتيجة التحريض التي قام به النخب من الدينكا (Jieng). فبتالي، كان هذا هو أول حالة انقسام وخصام يحدث بين تلك المجتمعات و التي كانت تعيش فيما بينها سلميا لقرون خلد.

 

ثانياً ، و لتهدئة التوتر حينها ، عقدت الحكومة الإقليمية بقيادة الجنرال عبدالله رصاص اجتماعاً في عام 1982 وجمعت قادة الطائفتين لمناقشة قضايا الصراع في مدرسة أوبل. في ذلك الاجتماع ، نطق القس جوشوا داو نفسه بكلمات مسيئة ضد الرث أيانق حيث قال له بأنه مجرد إنسان وأنه اي جيشوا داو يمكن أن يصبح رث مثله(قمة الوقاحة) . بسبب سلوكه غير المحترم تلك ، خرج الرث أيانق غاضبا من قاعة الاجتماعات ، وكان على الحكومة أن تناشد السيد اشويل لوال لإقناع الرث أيانق بالعودة إلى مكان الاجتماع لمواصلة تلك المداولات. كانت نتائج تلك الاجتماع غير مرضية لنخب الدينكا (Jieng) لأنها لم تدعم مزاعمهم التي كانت وما زالت لا أساس لها من الصحة باي شكل من الأشكال.

 

ثالثًا ، الحقيقة على الأرض هي التي تؤكد على أنه لم يكن هناك اي فرد من (دينكا(Jieng) ولا واحد عاش ولا كان يعيش شمال نهر السواط باستثناء في منطقة أبونق، والتي تبدأ من بانقلاي شرقًا. ومن ثم ، فإن أي اداع بأن مدينة ملكال تنتمي إلى افدانق(Apadang ) تعد أمر شائن على أقل تقدير.

 

عندما اعتادت الدينكا (Jeing) من مقاطعة جونقلي عبور نهر سوباط ، كانوا يمرون عبر قرية لشلو في فاجور بعمودية فانييدواي. و هم في طريقهم إلى مدينة ملكال ، يمرون عبر قرى شلو في باطورو ، وبالو ، وأواشي ، وطورو ، ودور ، وآليل ، وأدودو ، وواتجوك ، تاركين أناقدير إلى الشرق. إنهم لا يمرون بقرية دينكا واحدة لأنه لا يوجد أي منها هناك في طريقهم الى ملكال. هذه من الجهة الجنوبية لمدينة ملكال. اما من الجانب الشمالي ، فقرى شلو (Chollo) المجاورة هي:ماكال Makal وديتانق Detang وبوكنيج Bukieny و اوبوار Obwa و ليلو Lelo و كوقو Kwogo و واتاجوك( واجوك) Watajwok. فكيف إذن أن تكون مدينة ملكال هي مدينة وأرض للدينكا في حين لا توجد قرية دينكا واحدة مجاورة لها؟ هذا غير منطقي على الإطلاق.

 

رابعًا ، يترتب على النقطة المذكورة أعلاه أن الادعاء بأن شرق النيل الأبيض ينتمي إلى مجتمع أفدانق وأن شلو كانوا مهاجرين أمر سخيف ومضحك في نفس الوقت. لدعم ادعائه ،كان يجب على العم جيشوا داو ( Joshua Dau) تقديم أسباب ملموسة ، إن وجدت اصلا ،والتي يدعي انه أجبرت مجتمع الدينكا (Jieng) للتخلي عن أرضهم وتركها لـ "المهاجرين كما يدعي هو " ليعيشوا حيث هم الآن.

هذا؛ فصحيح بشكل خاص ، كما ذكرنا سابقًا ، لم يكن هناك أبدًا اي صراع عنيف بين شلو من جهة (Chollo) و دينكا نقوك ( Ngok Jieng) من جهة اخرى في منطقة ابونق (Abwong) لم يكن هناك اي صراع طوال القرنين أو نحو ذلك ، حيث كانا جاران متسالمان. فعلى العكس من ذلك ، فقد عاشوا معًا في وئام يتخللها التزاوج فيما بينهم.

 

خامسًا ، لكونه كاهنًا مشيخيًا ، سيتذكر القس أن مهد كنيسته ككاهن مشيخي في جنوب السودان كان دوليب هيل. حيث وصل إليه المبشرون الأمريكيون إلى هناك في مارس 1902. ومن الحقائق الثابتة بين شلو والتي تؤكدها أيضًا سجلات الكنيسة المشيخية (يمكن للقارئي التقصي عليه)؛ أن الشخص الذي أعطى الأرض للمبشرين هو أريو كوا جوك ، شيخ قرية فاجور ، لأن تلك الرقعة من الارض كانت تقع داخل صلاحياته كشيخ لتك المنطقة. وهي تحت سلطته الإقليمية(المحلية) . ولفائدة التاريخية للقراء ، تنتمي قرية فاجور إلى جور( Jur) ويسمى أيضًا وا اوكوا Wa Okwa) (او (اوجوكOjwok ) )، شقيق نيكانقو( Nyikango). أقام جور وأكوا على الجانب الشرقي من النيل الأبيض وكذلك فعل قيلو وأ اوكوا على طول نهر السوباط على كلا الجانبين وهو الجد لأبناء همومنا الانيواك.

 

سادساً ، الادعاء الكاذب الذي أطلقه المبجل (المحترم القس) و مجلس اعيان الدينكا (JCE) الذي يشارك هو في رئاسته بأن رؤساء ونبلاء شلو ، الذين ماتوا على الجانب الشرقي من النيل الأبيض ، نُقلوا إلى الجانب الغربي لدفنهم كلها مجرد محض افتراء وهمي ولا يحمل أي شئيا ما من الحقيقة. على سبيل المثال ، دفن جور وا اوكوا Jur wa Okwa وجميع أحفاده شرق النيل الأبيض في أرضهم ، بقرية باجور. دفن الأمير قولديت وأ اكووت في أناقدير شرق النيل الأبيض وكذلك الأمير لاه فديت في واو شرق النيل الأبيض. يمكننا المضي قدمًا إلى ما لا نهاية في الذكر الكثير من هؤلاء الذين دفنوا في تلك الارض.

خاض الرث كواط كير وأ اكوت أكبر معركته مع الأنصار في عام 1870 بشرق النيل الأبيض بالقرب من السواط. و في تلك المعركة هزم عدوه. لم يكن ليختار ساحة المعركة تلك إذا لم يكن هناك شعب موالٍ له. أين كان مجتمع الدينكا ( Jieng) في ذلك الوقت ، وأي عشيرة من عشائر افدانق (Apadang ) كانت تعيش هناك؟

 

سابعاً ، بما أن القس جوشوا داو ديو يدعي أن لديه حقائق تاريخية في حوزته ، فهل يمكنه إخبارنا عن أي دينكا افدانق كان يعيش بالقرب من توفيقية عندما أنشأتها الحكومة المصرية التركية كعاصمة لمقاطعة فشودة. وعندما تم نقل تلك المحطة في عام 1914 من توفيقية إلى مال با كال ، التي تنتمي إلى قرية ماكال ، منزل(مسكن) الرث ديوات وا اوشلو ، هل كان نسله ذاك الذي أعطى الأرض للحكومة فهل كان الشيخ الذي كان من نسله ينتمون للدينكا(Jieng)؟ وإذا لم يكن الأمر كذلك ، فمن كان شيخ افدانق( Apadang ) الذي عرض قطعة الأرض تلك على الحكومة لإنشاء المحطة في مال با كال (Mal-ba-kal) والتي أصبحت تعرف فيما بعد باسم ملكال!

 

ثامناً ، في أوائل الثمانينيات ، بدأت بعض النخب في مجتمع الدينكا (Jeing ) بالتحريض على أن الجانب الشرقي من النيل الأبيض وكلا جانبي نهر السوباط هما مناطق للدينكا (Jeing) . لقد اعتقدت هذا النخب أن القيادة في جوبا التي كانت تحت سيطرة الدينكا في ذلك الوقت يمكن أن تعمل لصالحهم. و لكي تحل جوبا تلك المشكلة ، أرسلوا المساحين إلى الموقع وتم وضع علامة على الحدود وفقًا لخريطة الإدارة الاستعمارية ، لكن نخب الدينكا (Jieng) لم يقتنعوا.

تم إحياء هذه الادعاءات في عام 1994 عندما كتب بعض مثقفي الدينكا (Jieng) إلى الجنرال عمر البشير أن مدينة ملكال ملكاً و مكانًا للدينكا.

تم رفض ادعائهم لأن الحقائق كانت واضحة أنه ينتمي إلى امة شلو (Chollo).

 

ثم خلال اجتماع فانياقور في عام 2003 ، والذي دعا إليه الراحل الدكتور جون قرنق ، أثار بعض أعضاء الدينكا ( Jeing) ، الذين حضروا ذلك الاجتماع ، القضية مرة أخرى أن ملكال تنتمي إلى الدينكا ، وأخبرهم الدكتور جون قرنق أن ملكال موجود في داخل مناطق شلو. اي إقليم شلو. ومرة أخرى أشير إلى أن ملكال لا يمكن أن تكون مدينة الدينكا بينما جميع القرى المحيطة بها ، على جانبي النيل الأبيض ، هي قرى شلو.

 

تاسعاً ، في انحراف ملحوظ عن حكم الدكتور جون قرنق رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان الذى كان قبله ، أيد الرئيس كير المشروع التدميري للاستيلاء على أراضي شلو (الشلك) باستخدامه لسلطة الدولة لنهب تلك الأراضي ومحاولة اتباعها للدينكا من خلال إنشاء تلك الولايات والتي تم ايقاف العمل بها وتراجعه ظاهريا عنها بسبب اتفاقية السلام المنشطة.

 

فإن هذا الظلم الذي يفعله الرئيس كير يمكن أن يكون غير مواتٍ لمجتمع افدانق على المدى الطويل ،لأنه لن يسمح أي مجتمع مهما كان الأوضاع بأن تؤخذ أرض أجدادهم من قبل أي شخص. فلن ولم يتم هزيمة أي قضية تدعمها مطالب عادلة.

 

عاشرًا ، منذ أن اتفقت أطراف اتفاق السلام في 17 يونيو 2020 على أن ترشح الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة والي ولاية أعالي النيل ، أصدر بعض قادة افدانق بيانات متعددة تلو كل منها الآخر هددوا فيه بالعنف إذا أصبح الأمر كذلك . لقد تلاعبوا أولاً بفكرة إعطاء دينكا افدانق (Apadang Jieng) منطقة إدارية إذا قامت الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة بترشيح الحاكم. عندما أدركوا أن مثل هذا الاقتراح سيكون غير عملي على الأرض ، كتب جوشوا داو مذكرة إلى الرئيس مع نسخة مرفقة إلى النائب الأول للرئيس في 4 يوليو 2020 دعا فيها إلى منح شلو( Chollo ) منطقة إدارية غرب النيل . هذه هي المذكرة التي كان الدكتور بيتر أدوك نيابا يرد عليها. ما يحير العقل هو السؤال ما إذا كان افدانق (Apadang ) كيانًا سياسيًا ضمن اتفاقية السلام حتى يفرض إرادته والتهديد بالعنف إذا لم يتم الالتفات إلى موقفه ؟ ولكن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو الطريقة التي يتطرق ويحشر بها جوشوا داو أنفه في شؤون ولاية أعالي النيل وهو شخصية ينتمي لولاية جونقلي.

فكيف يمكنه أن ينتحل لنفسه حق التحدث نيابة عن شلو و يطلب منطقة إدارية نيابة عنهم؟ جرأته في رأيي هي خيال أعمق!

 

نوايا جوشوا داو واضحة. إن إنشاء ما يسمى بالمنطقة الإدارية لشلو غرب النيل هو استمرار لمخططه الشيطاني للاستيلاء على أراضي شلو شرق النيل بما في ذلك مدينة ملكال. لم يطالب شلو (Chollo) بمنطقة إدارية ولن يفعلوا ذلك أبدًا. إن فكرة المناطق الإدارية هي بمثابة العودة إلى بانتوستانايزيشن ( الاثنيانية) في جنوب السودان ؛ تقسيمها إلى جيوب عرقية وطائفية منعزلة. يؤمن شلو بالوحدة الوطنية وحل جميع المشاكل بالطرق السلمية. الاختلافات الحالية التي يسببها النخبة من أبناء الدينكا بين شلو (Chollo) و الدينكا (Jieng ) هي انحراف عن مسار قومية جنوب السودان. ونحن على ثقة من أن تلك العلاقات الجيدة والتي اتسمت بالتعايش السلمي بينهما ستعود يوما إلى ما كانت عليه في الماضي من حيث التوافق والتعايش السلمي وان مسبب الفتن سيكونون هم الخاسرون.

 

ومع التوفيق الا من عند الله. و دمتم

يمكن الوصول إلى الكاتب على العنوان: This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.