logo

واشنطن تقرر رفع الحظر عن جنوب السودان وشركاتها ستمنح رخصا للعمل

باقان أموم لـ?الشرق الأوسط?: الظروف الراهنة تجعل الجنوبيين أقرب إلى الانفصال

Mr. Pagan Amum.jpg

واشنطن: طلحة جبريل
قال مسؤول جنوبي بارز إن واشنطن قررت استثناء جنوب السودان من الحظر الاميركي المفروض على البلاد. وقال باقان اموم الامين العام لحزب الحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب لـ?الشرق الأوسط? إن هذا القرار اتخذ بعد محادثات اجراها وفد جنوبي مع هنري بالسون وزير الخزانة الاميركية، مشيراً الى ان الحظر سيرفع فورا وان الوزارة ستمنح رخصاً للشركات الاميركية للعمل في الجنوب، مؤكداً ان هذه الرخص ستصدر الخميس (امس)، وزاد قائلاً ?اؤكد لكم ان الحظر رفع رسمياً?.

ولم يتسن الحصول على توضيحات من وزارة الخزانة حول هذه الخطوة، في حين قال مصدر في الخارجية الاميركية لـ?الشرق الأوسط?: ?يمكن الحصول على معلومات في هذا الشأن من وزارة الخزانة?. وقال اموم إنه بحث برفقة الوفد الذي يرافقه ويضم وزير المالية في حكومة الجنوب ونائب مدير البنك المركزي مسألة زيادة المساعدات الاميركية للجنوب وكذلك المساهمة في إعادة تعمير المنطقة.

وقال اموم إنهم بحثوا كذلك رفع الحظر المفروض ضد باقي انحاء البلاد، واوضح ان هذه العقوبات هي في الواقع ضد حزب المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم في الخرطوم) واشار الى الغاء العقوبات المرتبط بتطبيق اتفاقية السلام الشامل بين الشمال والجنوب، وكذلك بالوضع في دارفور. وزاد ?تركيزنا هو على تحسين العلاقات بين السودان والولايات المتحدة?. وكانت واشنطن قد وعدت الخرطوم خلال زيارة قام بها السماني الوسيلة وزير الدولة في وزارة الخارجية السودانية للعاصمة الاميركية في أواخر اغسطس (آب) برفع الحظر مع بدء انتشار القوات الهجين في دارفور.

والتقى اموم مع اندرو ناتيوس المبعوث الاميركي الى السودان قبل سفره الى الخرطوم، كما التقى مسؤولين في الخارجية، ومن المقرر ان يلتقي الاثنين المقبل مع جينداي فريزر مساعدة وزيرة الخارجية للشؤون الافريقية. كما التقى في نيويورك نائب الامين العام للامم المتحدة، ومساعد الامين العام للشؤون السياسية. في حين اجرى وفد عسكري من قيادة الجيش الشعبي في جنوب السودان ويضم الوفد رئيس الاركان ونائبه، محادثات في البنتاغون.

وتفادى اموم الحديث عما راج بشأن تطرقه خلال محادثاته في واشنطن الى الوضع بعد الاستفتاء المفترض تنظيمه في اكتوبر (تشرين الأول) عام 2011 في الجنوب واحتمال انفصاله، بيد انه قال على رأس أجندتنا خلال لقاءات واشنطن تنفيذ اتفاقية السلام الشامل وضمان اجراء الاستفتاء وتعمير جنوب السودان اقتصادياً. واشار الى ان موعد الاستفتاء ما يزال بعيداً، بيد انه قال ?الاستفتاء سيكون اما لصالح وحدة على اسس جديدة او الانفصال... وكل الظروف الراهنة تجعل الجنوبيين يفكرون في الانفصال لانهم يعاملون حتى الآن كمواطنين من الدرجة الثانية لان الامر يتعلق بنظام وعقلية، وما يدفع الجنوبيين نحو الانفصال احساسهم بانهم لا يحترمون? على حد تعبيره.

وشدد على ضرورة العمل من اجل ازالة التهميش وزاد يقول ?حتى في حالة الانفصال فإن البلدين لابد ان يرتبطا بعلاقات وطيدة?. واعتبر ان الانفصال يعني فقط ?ان تكون لديك حدود جديدة وتدفع الرسوم الجمركية وتتنقل بواسطة جوازات سفر?. وبشأن مصير الشماليين الذين يوجدون في الجنوب، والجنوبيون الذين يعيشون في الشمال قال اموم ?السودانيون سيختارون البلد الذي يريدونه ووجودهم على الجانبين سيؤدي الى خلق تواصل بينهما?، لكنه استدرك قائلاً ?اذا حدث الانفصال لابد ان نفكر في الترتيبات وعلاقات الجانبين لان الجنوب لن ينتقل الى مكان آخر بل سيكون جاراً للشمال?. وزاد ?قبل ذلك هناك الانتخابات وهي مهمة جدا بل اكثر أهمية من الاستفتاء وهناك فرصة للسودان ان يبقى موحدا لو ان السودانيين غيروا من سياساتهم?، ورداً على سؤال حول موقف واشنطن من موضوع الانفصال قال اموم ?موقف الولايات المتحدة هو تشجيع سودان موحد وفي الوقت نفسه سيحترمون الموقف الذي يقرره اهل الجنوب عبر الاستفتاء?.

وانتقد اموم الشريك الرئيسي للحركة الشعبية في الحكم (حزب المؤتمر الوطني) وقال في هذا الصدد ?لدينا مشاكل كثيرة في تطبيق اتفاقية السلام الشامل من بينها انتهاك الاتفاقية من طرف حزب المؤتمر الوطني الذي يتنصل من التزاماته وهناك ايضاً مشكلة ابيي (منطقة غنية بالنفط متنازع عليها بين الجانبين) حيث وقعنا بروتوكولا تشكل بموجبه فريق مشترك، وعندما خلص الفريق الى نتائج رفضوها?.

وحول مسألة إعادة نشر الجيش في السودان وسحب وحداته الى الشمال قال اموم ?حزب المؤتمر الوطني قرر الاحتفاظ بقواته في مناطق النفط وفي اعالي النيل واحتفظ بعدد كبير من القوات هناك، وهذا ليس مؤشراً جيداً وينقض اتفاقية السلام?. وتقول الخرطوم انها سحبت بموجب الاتفاقية نسبة تزيد عن 80 في المائة من الجنوب نحو الشمال، وقال اموم ?حزب المؤتمر الوطني ينتهج حالياً اسلوباً ديكتاتورياً حيث جرى اعتقال معارضين، وعادت الرقابة على الصحف وهناك خروقات كبيرة تحدث?.