logo

اتفاقية السلام الشامل **ربما لم يكن المفاوضات بين دولتي السودان بكل تعقيداته وهمومه وعجائبه مهما بالنسبة للأغلبية العظمى من السودانيين في الدولتي السودان ، فبالنسبة لهؤلاء الغارقين و المنهمكين في روتين الحياة اليومية يبدو المفاوضات غامضاً و بعيد عن همومهم الذاتية ومعاناتهم الشخصية ، بل انه حتى بالنسبة لنا جميعاً يبدو كانه في أغلب الاحيان مجرد جلسات و مناقشات و ومضات و تصورات ومناظرات لا تدوم . ونود احياناً عن يكون هذه المفاوضات الغامض و المليء بالأحداث العنيفة و المزعجة و المثيرة ، نود لو لم يكن له حضور و وجود مؤثر في وعينا ومن حولنا ونود لو يتركنا ذلك المفاوضات كلياً و يكف عن تدخلاته في شؤننا وفي حياتنا الخاصة . الذي نشعور فيه بالأطمئنان و الامان ، مهما كان الشعور غامضاَ او واضحاً فاننا شئنا ام أبينا جزء لا يتجزأ من هذه المفاوضات سوى ، شاركنا في تقدمه او تاخيره ولقد اصبح مصير السودانيين في دولتي السودان متوقفاً علي طبيعة و مخرجات ذلك المفاوضات بين الدولتي واصبح السودانيين باسره اسيرا لقرارت وسياسات المفاوضين في الدولتي .

**ويبق التساؤل التي تطلعنا هنا هو هل ستصل طرفي تفاوض الي حل نهائي تنهى الرجو الى التخندق مرة اخرى وكيف يمكن ذلك؟ ، طبيعة النظام السياسي الحاكم في اي من الدولتي هي التي تفسر لنا الاجابة علي ذلك التساؤل. بناً ءعلي ذلك يمكن القول عن نظام الخرطوم تشهد ايامه الاخيرة و هي امتداد لسودان المهازل والمعانة و الاستبداد و القهري عبر تاريخه السياسي .

**قد حدث إنقطاع تاريخي في تاريخ البشرية في السودان والذي ولد جملة من التصورات و التحولات المتلاحقة نموذج لذلك الانقطاع اندلاع الحرب قبل رفع علم السودان (انيانيا 1 ) عام 1955انتهت بانفصال الجنوب في يوليو 20011 لكن الانفصال لم يكن نهاية اشكالات السودان ان لم تكن نهاية ذلك الانقطاع بل ظلت المشكلة السودانية والانقطاع التاريخي تراود مكانه مع بقية اطراف السودان و الحرب الدائر في اطراف السودان- حالياً دارفور و جبال النوبة و النيل الازرق نموذج لذلك الانقطاع ايضاً.

**لذلك لا بدا عن نشير الى عن إدعاءات الخرطوم بدعم دولة الجنوب حاملي السلاح في السودان ادعاء يكذ بها حقائق الواقع التاريخي و السياسي في السودان بل محاولة البحث عن ارتباط بين الجيش الشعبي في منطقتي النيل الازرق و جبال النوبة كذلك يكذ بها حقائق اتفاقية السلام الشامل بين حكومة السودان من جهة والحركة الشعبية و الجيش الشعبي لتحرير السودان من جهة اخرى .

** حيث يوجد وضعية خاص لمنطقتي اغرت عليها الخرطوم في نيفاشا ووافقت عليها وفدها ( برتكول فض النزاع في ولايتي جنوب كردفان /جبال النوبة و النيل الازرق )؟ ونص علي تقسم السلطة بنسبة 50%للموتمر الوطني و 45% للحركة الشعبية والجيش الشعبي ينتهي ذلك بالمشورة الشعبية لمنطقتي هل تم تنفيذ ذلك المشورة و من الذي تماطل في تنفيذها الم تكن حكومة السودان ؟.

**إن الاحداث البعيدة تاريخاً ثم اتفاقية السلام الشامل هي التي تقرر اليوم وضع نظام الخرطوم بالتالي تقرر توجهه نحو التفاوض خاصة ان ذلك القضايا محل التفاوض اي العالقة تم ترحيلها من الاتفاقيه نفسه لذا المرجعية الاولى لتفاوض هو نيفاشا ثم الوثائق التاريخية الاخرى .
كما ان تفاوض نظام الخرطوم مع الجزئية التي انفصل منه ينبغي ان لا يكون علي اساس الصورة النمطية و التصور التاريخي لجنوب السودان و الجنوبيين في سابقاً، بل علي اساس منهجي و اسلوب سياسي جديد تراعى التحولات السياسية و الظروف المنطقة من انفصال الجنوب . لكن كيف يمكن ذلك ونظام الخرطوم لازالت تسيطر في عقولهم التغمائية اوهام و اسطورة اسرائيل وامريكا و نظرية المؤامرة علي تفتيت و تقسيم السودان المهيأة اصلاً لتقسيم والانشطار .

**نظام الخرطوم نظام ايدولوجي اقصائي عنصري متطرف وهذا تمثل البيئة و الجو النفسي و العاطفي و القيمي التي تعمل بداخله مفاوضي الخرطوم مع مفاوضي الجزئية التي انشطر ت منه و بقية اطراف السودان الاخرى؛ ان شئنا الدقة الهامش السوداني ؛ كما يمثل البني السياسة و السلوك السياسي التي تحدده عوامل الظروف التاريخية و الدوافع السياسية في تعاملها اي الخرطوم مع المشكلات السودانية قبل و بعد انفصال الجنوب . ويبق السؤال التي تراود مكانه في الاذهان مرة اخرى هو هل ستفضي الجولة الحالي لحل القضايا العالقة بين الدولتي ؟اما ستنفض و تنهار كما في السابق و كيف يكون الحال اذا انهارت ؟

بقلم / سايمون قاج اكوج