logo

جرت مياه تحت جسر البيت الجنوبى خلال اربعة ايام الماضية بعدما فجر الأمين العام للحركة الشعبية ووزير السلام في جمهورية جنوب السودان الرفيق فاقان أموم اوكيج مفاجأة من العيار الثقيل، بتقديم استقالته بعد أسبوع واحد من استقلال الدولة الوليدة واعلان جمهورية جنوب السودان ، وخمسة أيام من تكليفه بالوزارة، في خطوة أثارت كثيرا من الجدل في الاوساط السياسية والاجتماعية...

كما أثارت استقالة فاقان فرح وتهليل العنصريين وأعداء الجنوب وخصوم فاقان السياسية سوى فى شمال او جنوب السودان وظهرت جليا فى صحف الصفراء فى شمال السودان (الانتباهة – اخر لحظة – الاهرام ) و فى مجالس و اماكن التجمعات ابناء شلو فى الحزب التغيير الديمقراطى .

وفي المقابل أثارت قلق وتخوف الوطنيين فى الجنوب السودان وبصفة خاصة قواعد واصدقاء ومحبيين وجماهير الحركة الشعبية .

بما ان الاستقالة كما جاء فى اللائحة خدمة المدنية السودانية هي طلب مكتوب يقدمه الموظف الى رئيسه المباشر معلنا رغبته في ترك الخدمة ولا تنتهي خدمة الموظف إلا بصدور قرار بقبول استقالته من الوزير المختص أو بمضي تسعين يوما من تاريخ تقديم الطلب، هذا يعنى فاقان اموم مازال فى منصبين حتى هذه اللحظة ، ولكن الموكد انه سوف يستمر فى منصبه كامين العام للحركة الشعبية مما يعنى ان الذين ينتظرون الجنازة فى الضفة الغربية سوف يطول انتظارهم وتمنياتهم حتى اشعار اخر .

بيد خطوة استقالة كمريد فاقان فى ايامها الاولى تأرجح بشكل واضح بين روايتين الأولى بمثابة تصريح رسمية صادرة عن مكتب فاقان عبر السكرتير الصحفى عاطف كير تتحدث عن استقالته من وزارة السلام فقط وليس فى منصب الامانة العامة للحركة الشعبية ، والثانية عبارة اكاذيب وتلفيق وفبركة مدبرة وجدت طريقها لبعض الصحف ذو اجندات عنصرية وعاقدة على الجنوب و الحركة الشعبية وعلى فاقان اموم شخصيا ، كثيرون يعتبرون هذه اكاذيب مجهولة المصدر ولكنها معروفه لكل من له العقل وبصيرة ، كمريد د.لوال اشويك دينق وزير النفط الاتحادى السابق وعوانه يتحملون 70% من اكاذيب ضد فاقان اموم كرد فعل على اتهام الذى اطلقه كمريد فاقان فى حق كمريد لوال اشويك دينق انه باع نسبة 48%من نفط نصيب جنوب لشهر يوليو لمؤتمر الوطنى .

ولكن العجيب والمثير الذى جعل الكل يتساءل ما الذي حدث بضبط ودفع باقان أموم أوكيج رجل الدولة وصحاب المواقف القوى والصعبة ان يتقدم باستقالة ؟ هل هى خلافات بين كمريد فاقان وبعض قيادات ؟ أم لشىء آخر يعرفه فاقان لوحده ؟ ام بسبب وظيفتين الحزبية(امين العام ) ومنصب التنفيذى ( وزير السلام ) ؟ ام اراد فاقان اموم ان يذكرنا باغنية الفنان الكبير ابن جنوب السودان البار إيمانؤيل تومبى(((( نحن كل فى مركب واحد ماشى لى قدام مركب بتحا انحن يلقلق شوية ولكن ماشى قدام ......... )))).

فعلا يا كمريد فاقان المركب يلقلق شوية ولكن يجب عليك كالقيادى وثورى ومن المؤسسيين ومخلص لاهدافها توصيل الثورة الى نهايته ، نهاية ليس باعلان جمهورية جنوب السودان بل مشوار مازال بعيد حتى لا تترك لضعاف النفوس يغتالون حلم الشعب .

وبرغم دستور الحركة الشعبية لتحرير السودان نص على تفرغ أعضاء سكرتاريتها القومية بمن فيهم الأمين العام للاضطلاع بمهامهم التنظيمية، إلا أن قيادة كلف كمريد فاقان بالمنصب الوزاري لمتابعة تنفيذ اتفاقية السلام الشامل وتهيئة الأجواء لإجراء الاستفتاء على حق تقرير المصير لشعب جنوب السودان ولقد تحقق الانجاز بنسبة 100% فى 9 يوليو 2011 الجارى مما يستدعى ضرورة تغير الادوار وانتقال الى مرحلة مابعد الانفصال ومجابهة تحديات المرحلة جمهورية جنوب السودان بادوات ومسميات وروح جديدة ، ولكن فى راى الشخصى ان فكرة استقالة كمريد فاقان من وزارة السلام والتنفيذ الاتفاقية خطوة موفقة لاعادة تنظيم الصفوف من جديد ، ولكن توقيتها وفى هذه الايام بالذات خطوة غير موفقة مما كانت مبرراته ، ومن موكد ومؤسف جدا ايضا انه تقدم باستقالة فى منصب الامانة العامة ولكن هذه خطوة غير موفق وخطاء كبير بكل مقايس فى هذا التوقيت بالذات مما كان اسباب ، لذا وجد هذا خطوة استنكار و رفض تام من قبل قيادة وقاعدة الجنوبية ماعدا اصحاب النفوس الضعيفة وذو اجندات الشخصية وشخصنة الامور ومن حاملى السلاح وخارجيين عن القانون (مليشيات ) ومن بعض الاحزاب السياسية الجنوبية وعلى راسها التغيير الديمقراطى وفى مقابل وجدت ترحيب كبير من طرف مؤتمر الوطنى وعلى لسان د. قطبي المهدي رئيس القطاع السياسي للمؤتمر الوطني في تصريحات صحفية الذى عتبر استقالة كمريد فاقان بمسابة خطوة جيدة ومساعدة على حل القضايا العالقة؟ولكن على ما اعتقد تصريحات د. قطبي المهدي يمثل رصيد ثورى لكمريد فاقان و دور الذى كان يقوم بة خلال الفترة الانتقالية وقيادة ملف التفاوض فى قضايا العالقة بين شمال وجنوب وفى مقدمتهم النفط وهى سبب تباين وجهات النظر وتبادل الاتهام بينه و وزير النفط الاتحادى

.برغم امر استقالة كمريد فاقان مازال فيها غموض فى بعض جزئيات إلا ماتم تاكيدة على لسان فاقان

يتمثل فى الاتى:

نفى بصورة قاطع بعدم وجود خلاف سياسى بينه ورئيس الجمهورية او نائبه بل قدم الاستقالة في إجتماع ودي مع رئيس وكانت فيه روح طيبة وشعور عالٍ بالمسؤولية موكد ان واحد من اسباب استقالة ان شخصه يشعر بمساهمة وأنجز كثير من ملفات ويريد في هذه المرحلة أن يتقدم لمساحات أرحب للمساهمة وافصاح المجال لبعض الكوادر

واذا تم قبول الاستقالة انه سوف يكرس جهده فى خدمة جمهورية جنوب السودان والحركة الشعبية و سوف يقوم بتدريب القيادات الشابة في الحركة لتحمَل المسؤوليات

كما نفى ما اثاره كمريد د.لوال دينق موكد فى حقيقة لا يوجد خلاف ما حدث بضبط ، أن لوال اتخذ قراراً منفرداً بإعطاء دولة الشمال (48%) من بترول الجنوب في لشهر يوليو . وهذا خرق حتى للإتفاقية نفسها، وعندما إنتقد المسألة، كمريد لوال قام بتلفيق وترويج أكاذيب وإطلاق إتهامات في محاولة منه للدفاع عن نفسه ، وهذا ما حدث بالضبط وفعله كمريد د. لوال اشويك فى موتمره الصحفى واصبح النغمة المفضلة للصحف الانتباهة – اخر اللحظة الاهرام . ولكن من ايجابيات التراشق الذى حصل بين كمريد فاقان ولوال تم تصدير اول شحنة النفط باسم جمهورية جنوب السودان الى الصين امس .

وفى هذه سانحة نقدم نصح لقيادان كمريد فاقان وكمريد لوال عن يبتعادا من وسائل الاعلام وتصريحات سالبة ومؤتمرات صحفية الاتهامية الكيدية ويجب إدارة خلاف فى مؤسسات الحزبية او التنفيذية حتى نفوت الفرصة على اعداء و متربصيين بوحدة الصف الشعب الجنوبى والحركة الشعبية كالتنظيم سياسى وهم كثر بيننا ينتظرون الخلاف لاستثماره لصالح اجندتهم وهذا ما حصل بضبط خلال اربعة ايام الماضية مازال الحكاية مستمرة حتى هذه اللحظة .

ولكى لا اكون مخطى فى اتهام كمريد د .لوال اشويك دينق وعوانه انه من يقف وبنسة 70% خلف إشاءعات ضد فاقان اموم ، هذا مقتطف من بيان الصحفى

In conclusion, I am glad that comrade Pagan’s accusation against me is a blessing in disguise –it has set a sustained discourse for transparency and accountability in our new Republic of South Sudan. Let transparency and accountability therefore be the hallmarks of our first Republic. In line with this new approach of open discourse of public policy, I am ready to be questioned on this matter not only by the Parliament but also by the media or indeed any audit or party panels. In the same spirit, I expect the Secretary General to come clean on the following issues:

a) $30 million of the SPLM entitlement during the pre-Interim Period, which was transferred to a US-based corporation in 2008 or there about by the GOSS Ministry Finance and Economic Planning under the instruction of the SPLM Secretariat. Where is that money and in whose name has it been deposited?

b) How much has been paid to the contractor that started in 2006 building the SPLM Headquarters in Juba. That building has remained to this day a skeleton. Who is accountable within the Secretariat to the delay in the completion of the building?

c) I am interested to know how the Network of the World (NOW) was sold to Vivacell Telecom Company. This is because NOW was acquired through resources that were meant for the technical team, which prepared the SPLM Strategic Framework for War-to-Peace Transition. The team gave up these resources to enable the SPLM to embark on investment programs.

ولكن الذى يجب تاكيده هنا ان استقالة الذى قدمه كمريد فاقان ليس بسبب البيان الصحفى برغم انه جزء من الازمة ، ولكن بتاكيد يوجد مشاكل حقيقية متراكمة خلال الفترة الانتقالية تم تجميده الى مرحلة مابعد اعلان الدولة ،وانها لا تخرج من اطار تباين فى وجهات النظر وطرق التعامل وتعاطى مع قضايا السياسية الشائقة ، يجب تصحيحه مع انطلاقة جمهورية جنوب السودان من اجل وضع نقاط فوق الحروف ولكنها بتاكيد ليس عبر استقالات وانسحابات .

Oyeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeجمهورية جنوب السودان

فاولينو اوموج اوماى

20يوليو 2011