logo

منذ توقيع اتفاق السلام الشامل  كان هناك مخاوف بان ابيي هي الشوك التي ستعصف بالعلاقة بين طرفي الصراع ولا سيما أن الطرفين كان مرغمين ومجبرين علي توقيع برتوكول ابيي  حيث لم تكن الصورة واضحة في تفسير بنودها ، والتي كان يحتمل العديد منها  أن تجد عدة تفاسير من كل طرف علي حدة  حسب ما يقتضيه مصالحه ومأربيه...

فكل طرف من طرفا الصراع يقف مع اثنيه معينة ، فالحركة تقف مع دينكا نقوك، والمؤتمر مع المسيرية  مما افقد تلك المجموعتين أي فرصة للتلاقي نتيجة للوقوف كل من حكومتي السودان الجنوبي والسودان الشمالي مع إحداهما.

أن الخطأ الجسيم التي وقع فيها الطرفين هو ذهابهما إلي محكمة  لاهاي ، حيث أن التحكيم أعطي  أن يحكم فيها جهة لا علم لها  بالتعقيدات  داخل تلك المنطقة ، حيث أن هناك التداخلات  والتقاطعات والتي يصعب حلها  بتحكيم دولي لا تراعي المصالح  المشتركة و المتراكبة والمتقاطعة بين المجموعات الاثنية  التي يتكون منها  سكان هذه المنطقة ،حيث  أن للسكان الأصلين مصالح وللرحل أيضا مصالحهم  التي ترتبط بالرعي والتحرك في المواسم المختلفة، هذا ما حذا إلي عدم دخول التحكيم حيز التنفيذ ،لان بعض الأطراف رفض القبول بها رغم أن المبدأ التي بنية عليه  هو قبول كل الأطراف بما يخرج بها نتيجة التحكيم !! ولكن كان يمكن أن تكون هناك حلول ممكنة إذا  ترك شريكا السلام الأمر للإدارة  الأهلية للقبيلتين  بان يتولي الحكوميتين الإشراف علي التفاوض بين تلك القبيلتين دون التدخل منهما  وذلك لان القبيلتين ادري بما لديهما من مصالح مشتركة يمكنهما الاتفاق عليها حتى تكون العلاقة الأزلية  التي تجمع بينهما لا تنقطع بمجرد إنتما  احدهما لأي طرف من طرفا الاتفاقية ، وهنا نود أن ننصح الشريكين وأبناء المنطقة من القبيلتين  بان أللجو إلي الحرب لن ولم تؤدي إلي أي حل بل سيكون الخاسر في النهاية هو سكان المنطقة وان هولاء الساسة الذين يدقون طبول الحرب لم  يكتووا بنارها ولكن المتضرر الأول والأخر هو المواطن البسيط في ابيي حيث انه الذي سيدفع فاتورة  الصراع، وهذا ما حدث خلال اليومين الماضيين  حيث بدء المواطنين في النزوح جنوبا حسب التقارير القادم من وكالات الأنباء  التي تراقب الأحداث هناك، هذا فان الآلاف بدءوا  يفرون من آتون النار القادم من قوات حكومة الشمال  حيث القذف المدفعي الكثيف والقذف الجوي بالطيران  تحصد أرواح الكثيرين من الأبرياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل فيما يحدث ، فهل يعي هولاء الساسة أن ثمن الحرب اكبر بكثير من فاتورة السلام آم أن أمر المواطن البسيط لا يهمهم، هذا فان كل ما يهمنا هو أن يعيش مواطن السودان في شماله أو جنوبه في سلام وأمان واستقرار.