logo

قير شونق الونق وزير الداخلية

تابعتم في الجذء السابق من مقال ارهاصات الثورة ضد الحركة الشعبية في اعالي النيل الذي بينا من خلاله ملابسات وسيناريوهات العمل المسلح الذي جري في المنطقة وما لحق بثوار من مظالم سالفة الذكر ادت بهم الي الانتفاضة ضد نظام ظل يهمل قضاياهم عن عمد ولا يعطيها الاهتمام المناسب بل وساهم بطريقة ما او باخري فيما لحق بهم من انتهاكات في حقوقهم و ممتلكاتهم وارواحهم...

وكذلك تناولنا السيرة الكاملة لاشهر هؤلاء القادة " الونج" ووصفنا حياته قبل الاعتداء علي منطقة "القنال" من قبل مليشيات اتار مدفوعة باوامر ابنهم القيادي النافذ في الحركة الشعبية "قير شونق الونق وزير الداخلية بحكومة الجنوب وكل ما يعرف عنه شخص حقود علي قبيلة الشلك وبعض القبائل المجاورة بامنطقة كالنوير وغيرهم وهو الذي يحرض اهله ضد جيرانهم وكل ما يبحث عنه الرجل مكاسب شخصية علي مستوي عشيرته باعتبار ليس له طموح تاهيله ليحلم علي مستوي القطر "الجنوب " نسبةً لمستواه التعليمي المتواضع واخلاقه المنحطة بالاضافة لثقافته الدنيئة التي لا تسعفه علي النظر بايجابية التعايش السلمي بين قبائل المنطقة وانهم يساندون بعضهم البعض من نواحي كثيرة في التعليم والصحة والثقافة ....الخ

بل كان من واجبه يعزيز الترابط القبلي والقيم الثقافية المشتركة وكذلك التاريخ المشترك بين الدينكا والشلك ، واذا رجعنا الي تاريخ الرجل نجده تربي وسط الشلك لكن احساسه بالدونية جعله يركب امواج الكراهية ضد قبيلته الثانية ،والكل يعلم انه وراء كل الاحداث الاجرامية الدامية التي جرت في مناطق الشلك ويعتبر العقل المدبر لاحداث" القنال ، انقديار" وعن طريق وزارته يتم تجنيد المليشيات الشرطية وتوزيع السلاح للاهالي في المنطقة وهذا يحدث وفق خطة محكمة تتم في دهاليز واضابير اجسام قبلية كونت لهذه الامور تضم في صفوفها قيادات بارزة بحكومة الجنوب من ابناء "بدانق " وكذلك عرف قير شونق باثارة الشكاوي ضد قبائل اعالي النيل من غير الدينكا ولسان حاله يقول للاخوة في بحرالغزال انهم مهددون بطمس الهوية وخطر الانقراض لقلة اعدادهم بالمنطقة والاخرون يحاربونهم بشتي السبل بهذا الاسلوب الرخيص يتم استدرار عواطف البحر غزاليين باستخدامهم في المعركة لكونهم يمتلكون مفاتيح السيطرة علي الجنوب وهكذا كسب الرجل عون سلفاكير ليأتي به يجره خلفه لخوض حرب لا يعرف له اول ولاخر وبالفعل استعان بالرئيس في اعادة ترسيم حدود اعالي النيل - جونقلي لتحويل مناطق الشلك عن اعالي النيل بحجة ان الحدود بين الولايتين يجب ان تكون علي تخوم نهر السوباط ،ولكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا لا يشمل الخطة المناطق الاخري الواقعة علي شريط السوباط كالمناطق التالية "ادنق"ابنق " وواندينق" ..الخ.

التي تقع في عمق جنقولي عن الضفة الجنوبية للنهر المذكور الظاهر ان ما جري بيد الرئيس مدفوعاً بحمية القبلية ما هو الا كيد اريد به باطل وكنا نأمل منها ان تكون خطة استراتنيجية لوضع الحدود الادارية للولايات كما المؤسف في ذلك ان الفتنة جرت علي يد الرئيس وما كان ينبغي له ان يتورط في امور تافهة كهذه لا تليق بمركذه، والذي لا يعلمه سلفاكير ان فتنة الارض اشر الفتن وغالباً ما يطول الصراع حوله لان الطرفين قد يتشبثوا بالنزاع واي محاولات حسمها لصالح اياً منهم يشعر الاخر بالخسران ، ما هو عليه ازمة الارض بين دينكا نقونق والمسيرية اولاد كامل في ابيي حيث زيف المؤتمر الوطني الحقائق ليقنع المسيرية بأحقية الارض وعليهم بالنضال لاسترداده والحقيقة تقول ان المسيرية والمؤتمر الوطني جمع بينهم النفط والكلي في واقع لم تعرض فيه مصالح المسيرية للخطر حيث امن لهم التحكيم حقهم في الرعي ومواشيهم يمكنها التحرك والتوغل في عمق الجنوب في مكان لا يستطيع معها انابيب الوطني الوصول اليه والان نري المسيرية وقد خلقوا في انفسهم قناعات الطمع والجشع في ارض الدينكاوهو ما نقشاه ان يحدث بين قبيلتي الدينكا والشلك في اعالي النيل الذين كتب لهم جوار سلمي في السابق خالي من النزاعات ويعرف كل منهم حدود الاخر والخاص به الذي يفصل بينهه والقبائل الاخري في المنطقة وبالعودة لسابق العلاقة بين القبيلتين عاشا علي جوار متداخل اقتصادياً اجتماعياً وثقافياً امن لهم رابطة متينة قامت علي اكتشاف الاخر والتعرف عليه واستخدم طرفا العلاقة وشائج وقنوات اجتماعية في التواصل والتبادل الثقافي كالزواج والهجرات المتبادلة فردية كانت ام جماعية واندماج الاجزاء ،يلاحظ ذلك بجلا في مناطق التماس حيث يحمل كل منهم الوشم او الشلوخ الخاصة بالقبيلة الاخري والبعض يحمل اكثر من هوية علي جبهته في تعايش سلمي منقطع النظير ولاشك ان العلاقة تخللها احتكاكات مختشنة في فترات متقطعة من تاريخ الجوار وهذا يحسب امراً طبيعياً باعتبار لا يوجد تفاعل بين الكيانات الانسانية الا وتْارجحت بين الصراع الذي يؤدي الي التنافر تارة والتعاون الذي يؤدي الي الانسجام والاستقرار تارةً اخري بل والنزاعات تحدث حتي داخل القبيلة الواحدة كصراع العشائر والبطون حول المراعي ومصادر المياه العزبة والاراضي الخصبة ...الخ .

ظل النزاعات بين قبيلتي الشلك والدينكا في اعالي النيل في اطارها الاجتماعي المحدود ولم يشمل في اوجه كامل اجزاء القبيلتين بمعني ان احتراب الاهالي في كل حالاته كانت حصرية علي العشائر المتجاورة ومسبباتها تدول حول مسائل بسيطة غير معقدة كالجرائم التي يرتكبها الافراد ويجر اليها العشائر.

وما نريد تسليط الضوء عليه في هذا المقال هو كيفية تحول هذه النزاعات من طابعها الاجتماعي البسيط باسلحتها البيضاء الي نزاع مسلح حول مسألة معقدة"الارض" ! اخذة بعداً سياسياً تزكيه القبلية وغرورها ويحشد لها المليشيات بعتداد عسكري ضخم يفتقر اليه بعض الجيوش الافريقية في استنذاف سافر لطاقة الدولة الوليدة .

فكرة صغيرة في حجم الشرر من بنات افكار قيادات سياسية من ابناء الدينكا"اعالي النيل" تنطلق في مطلع السبعينيات ويتلقفها العقول الخاوية للبسطاء في تهافت خطير علي اجرائها مفادها ان كافة الاراضي التي يقطنها الشلك في الضفة الشرقية للنيل الابيض والضفتين الشمالية والجنوبية لنهر السوباط الذي يجري من الشرق الي الغرب من مصادرها في المرتفعات الاثيوبية مقترنةً بالابيض عند نقطة الالتقاءعند منطقة القنال هي ملك لقبيلة الدينكا ويعتقد ان ملهم هذه الفتنة هو السيد اندرو ويو الذي احتفي بعودته من امريكا قيادات "بدانق" وبالتزامن مع الهجوم ضد الثوار ربما قصد بذلك حفل استقباله واثلاج صدره بالدماء تاكيداً له ان فكرته حية في طور التنفيذ وعليه ان لا يقلق بشأنها طال ما عاش لها كل هذا العمر ،طرحت هذه الفكرة الخبيثة( واسميها المؤامرة ) تحت حجج واهية ساهم الغباء والجهل في ابراذها عند اصحابها المفتونون بكثرة قومهم ،والاعتقاد بتبعية الارض المشار اليها تقوم علي القناعات الاتية :

1/ ان المنطقة المذكورة تسمي في لغة الشلك "لوق جيانق" معني ذلك حسب اعتقاده اعتراف من قبل الشلك بانها ضفة الدينكا نسبة ً للتقارب بين كلمة "جيانق" والتي تعني الراحة والاستجمام او الاتكاء بعد عناء عند الشلك وكلمة "جينق" التي يطلقونها علي الدينكا ،كلمة "لوق جيانق " مركبة تطلق علي الضفة الشرقية للنيل ومعناه ضفة الاستراحة والاسترخاء سميت هكذا لقلة سكانها وخلوئها من الزحمة والضجيج ويندر ما يسكن فيه ملوك الشلك ، اصحاب هذه الفرضية لم يضعوا في بالهم التداخل اللغوي بين القبائل النيلية الذي يسمح بتشابه المفردات في استخداماتها او العكس

2/ استند هؤلاء علي عادة يتبعها الشلك في دفن ملوكهم حيث اعتادوا مواراتهم الثري بالضفة الغربية للنيل اعتبرها هؤلاء عدم احيقة الشلك في اراضي شرق النيل طالما لايميلون الي دفن موتاهم من اصحاب المقامات السامية بها ،قلنا لهم ان المصريون القدماء اعتادوا كذلك علي دفن فراعنتهم بالجهه الغربية لنهر النيل كما يفعل الشلك هل يعني هذا ان لا نصيب للمصريين في الجهه الاخري للنهر ؟

ثالثاً : الحجة الثالثة والاخيرة التي يعتمد عليها اصحاب العضلات في طرد الشلك عن مناطقهم المذكورة تستند هذه المرة علي ان الكثافة السكانية الاكبر للشلك تقع في الجانب الغربي للنيل وهذا يعتبر دليل كاف علي عدم تواجدهم في الضفة الشرقية للنيل بل هم حديثي العهد في هذه الجهه الا بعد استضافتهم لهم .قلنا لهم كذلك ان عبور النيل لا يحتاج لمعجزة لنا ان نتواجد في كل ضفافة ولا يجوز تقيد النشاط الانساني في رقعة جغرافية محددة ويظهر ذلك في انتشار الدينكا في سبعة ولايات جنوبية سبقهم في بعضها قبائل اخري لقد عَمر الشلك تلك الاماكن قبل 400 عام علي قدوم الدينكا اليها من البحيرات واستغروا بالمناطق التي تبعد عن النيل عشرات الكيلوا مترات تاركين الشلك خلفهم علي الضفاف

باطبع لم يقف الشلك مكتوفي الايدي حيال هذه المهزلة الجدلية فتوجهوا باسئلة لاهلنا الدينكا لعلهم يجيبوا عليها

اولها : اذا كانت هذه الارض تعود ملكيتها لكم فمتي وكيف اخزناها منكم ؟ لا اجابة ..!

ثانياً: من السابق في التواجد علي هذه الارض بيننا وبينكم ؟ فأجابوا بلا ادني تردد انتم ..!

ثالثاً: هل لكم علم بسكان تلك المنطقة من قبلكم ؟ اجابوا بلا ..! قيل لهم ان السكان السابقون للارض التي التي تقيمون عليها هم قبائل الانواك ثم تركوها رحلوا عنها واستضفناكم عليها بعد ما ورثناها عنهم

رابعاً : متي قدمتم الي المناطق التي تقطنوها الان اتار ،خور فلوس ،باليت ،اكوكة ،ملوط ،الرنك ..الخ

اجابوا بعدم مقدرتهم تذكر ذلك ،قيل لهم حدث ذلك ايام الرث اوين في اواخر 1800م لكنني اظنهم يدرون ذلك يقيناً .

اخيراً وضح كوضوح الشمس ان الامر كان يحركه الطمع في ارض الجار وهذا حرام ما بعده حرام .

ذكرنا في المقدمة ان مطامع الدينكا في التوسع علي ارض الشلك بدا طرحهها علناً في بداية السبعينيات وظلوا يخططون لذلك ويعدون لها العدة في دهاليز المؤتمرات والاجتماعات التي لم يخلوا حضورها قيادات سياسية وعسكرية نافذة من كل مكونات الدينكا في اقاليم جنوب السودان

اهمها الاجتماع الذي عقد في منطقة فنيقور قبيل التوقيع علي اتفاقية سلام الشامل للتفاكر في كيفية الاستيلاء علي اراضي الشلك وتهجيرهم منها ويليها في الاهمية اجتماع اخر التئم شمله باتحاد جامعة الخرطوم في العام 2005م بحضور قيادات ورموز سياسية من كل الاتجاهات الجغرافية للقبيلة وفي مداخلة لاحدهم طلب استخدام القوة ضد الشلك ليأتون الارض عن يدٍ وهم صاغرون واستنكر بعضهم المطلب وطالبوا بشطبه من مضابط الاجتماع لكن في النهاية اجمعوا عليه .

وغيرها من مداولات جرت بفنادق جوبا ومقر رئاسة الجيش الشعبي "بلفام" وامانة حكومة الجنوب ومحاضر هذه الاجتماعات ترفع غالباً لشخصية في القمة شفاهتاً او مكتوبة يأتي الاذن بالتنفيذ.

ايضاً ذهبوا الي تشكيل لجان عهد اليها انزال الخطط الي واقع التنفيذ برئاسة شخصية بارزة في اركان الجيش الشعبي تمرد مؤخراً ،يحكي ان شخصية بحر غزالية في القمة هدد بوقف دعمه للعملية في حال بقائه عن التمرد ..!

ولانجاح المؤامرة والتمكن من تنفيذها جري الاتي ..ّ!

(أ) نزع كامل سلاح المواطنين "الشلك" وتم علي يد جورج اطور حيث قام بجمع قطع السلاح المنتشرة في المنطقة ولم يستثني من ذلك شرطة الرث

حيث ترك لهم بنادق ضاربة في القدم وزخيرة شحيحة لا تكفي لرد هجوم للكلاب الضالة دعك عن تأمين مقر الرث في "فشودة وألك" وتم اعادة توزيع نفس قطع السلاح التي تم جمعها لمليشيات الدينكا لتعزيز موقفهم وعتادهم الحربي تمهيداً لاجتياحههم لجيرانهم .

(ب) نشر قوة عسكرية من الجيش الشعبي بمناطق الشلك في الضفة الغربية والشرقية للنيل جل عناصرها من قبيلة الدينكا مهمتهم مراقبة تحركات الشلك ومضايقتهم حتي لا يعيدوا اعمار مناطقهم ،او يسعوا للبحث عن السلاح لرد المخاطر في الوقت الذي تم فيه ابعاد كل عناصر

الجيش الشعبي من ابناء الشلك خارج اعالي النيل ليمرح عليها اخرون من ابناء بحر الغزال الذين لم يذق المواطن معهم طعم الحياة والكرامة ،بما يلجأ اليه هؤلاء العسكر من اهانة وانتهاك حقوق الاهالي بالاعتقالات والتحقيقات المتكررة في اوكار استخبارات الجيش الشعبي والتدخلات المزعجة في الشئون الداخلية للاسر (بين المرء وزوجه ) ومصادرة الممتلكات ،واثقال كاحل المواطن بضرائب باهظة غير مشروعة التي يجمعها الجيش الشعبي ، واغتصاب النساء والاطفال والحد من حركة الناس مما ادي الي قلة الانتاج عند السكان المحليين حيث تراجع عدد الصيادين "الليلين" ومزارعي الاراضي النائية تفادياً للمخاطر الامنية التي تحدق بهم لانتشار السلاح بايدي جنود ثمالي كذلك انتشار النهب والسرقة علي اوسع نطاق كل هذه المشكلات افضي الي تفاقم الفقر وضعف العودي الي الريف .

ج/ ابعاد ابناء الشلك، القضاة، وكلاء النيابة، وقيادات شرطية برتب عليا عن منطقة اعالي النيل واستبدالهم باخرون اقلبهم من ابناء الدينكا ليحول ذلك من تعقب ومحاكمة المجرمين والمليشيات القبلية وذلك في حال اقدامها بالهجوم والاغارة علي المناطق المستهدفة ويصدق ذلك علي المجرمين وافراد المليشيات الذين تم القبض عليهم عقب الاعتدائين علي منطقة "انقديار " حيث لم يتم تقديمهم للعدالة والاغرب من ذلك اخراجهم من السجون دون ضمانات وهم الان احرراً طلقاء .

د/اعتماد الحرب النفسية ضد المواطنين "الشلك" باطلاق شائعات مضرة بسمعتهم في وسط القبائل الجنوبية في محاولة سافرة لاعزله باتهامهم بالعمالة للمؤتمر الوطني والتخابر لصالح الشمال والدعوة للوحدة،والعمل علي الحاق الضرر بمكتسبات الجنوب في الاستقلال وزعزة الامن باعاز من حزب التغير الديمقراطي وكل هذه الترهات فندها الزمن والاستفتاء الذي جري ، وصبر الناس عليها لان مطلقيها هم الفئران الصغيرة التي تريد ان تفسد الكروم الكبيرة ،وكان القصد من ذلك محاولة لجعل القبائل الاخري تنفر من الشلك حتي لا يهبوا لمساندتهم ضد مطامع الدينكا .

ك/ البند قبل الاخير من هذه الخطة هو اطلاق يد المليشيات للاغارة علي القري المستهدفة ونجحوا في ذلك مرات عديدة وذلك في ظل تغاعس الشرطة التي يقودها ابناء الدينكا علي القيام بمهامها لتأمين القري وانقاذ الموقف بترك المواطنين يلاقون مصيرهم علي يد مليشيات الارض وهذه يقع في صميم الخطة التي اريد بها التواطوء من قبل الشرطة الذي يتحكم في تعليماتها اصحاب الغرض ه/ انشاء موحافظات بحدود وهمية لتضم اراضي الشلك "اكوكا"

كانت هذه محنة كئيبة عاشها افراد القبيلة في وقت غاب معها الرحمة والشفقة من قلوب قيادات حكومة الجنوب علي الاطفال والشيوخ بل كانوا يقديمون علي شرب البيرة بقلوب منشرحة ويطيلون الجلوس في مجالس المنادمات والحديث الشيق عن الابادة وحلم الرقص علي الجماجم .

وافراد قبيلة الشلك تسلحوا بالصبر والجلد اكثر من اي سلاح اخر ولسان حالهم يقول دعوهم يفعلون ما يحلوا لهم فإن الدماء تصرخ الي الرحمن السميع العليم واللعنة علي ابنائهم من بعدهم ،واخرون يصلون هكذا ..يا ابتاء اغفر لهم خطاياهم لانهم لا يعرفون ما يفعلون ..وكنت انا من هذا الفريق.

واستمر الوضع علي المعاناة وطفح الكيل حتي جاءت الانتخابات ليتجرع الناس الاماً اخري باختيار سلفاكير اشد المرشحين كرهاً للشلك من بين مرشحي الحركة ، لحكم الولاية وهذا ما يسمي بالخطة "ب " في سياسة استخدام طرف ثالث في الصراع . وقبله كان قلواك دينق قرنق الذي كرس الفترة التي قضاها في حكم الولاية في خدمة اهداف واستراتيجيات الدينكا بل وذهب اكثر من ذلك عندما ماطل اصدار الاومر للقوات الامنية بشأن تأمين المناطق التي تمت مهاجمتها وانقاذ اهلها، من قبل مليشيات الارض بانقديار حيث تم الاتصال به لاحاطته بمعلومات تفيد عن تحركات مجموعات عسكرية لضرب قري بعينها ما كان عليه الا ان اطلق وعود كاذبة بانه سوف يرسل قوة لحماية تلك القري وبالطبع لم يفعل او يحرك ساكناً واكتشف الناس حينها ان الرجل الذي استقبلوه بالمزمار والدفء والرقص عند قدومه حاكماً عليهم ما هو الا عدواً ماكراً ومأرد من صلصال تظاهر بالايمان والوغارة وشعارات دينية براقة "الله والنظام" ،ولما سقوط قناعه قلنا ان الرجل بائع افيون محترف .

وبعد ان قضي اجله في السلطة جاء رجل الجنة " باقجوك" أوطون أوير حاكماً للولاية ثم هدأت الاحوال برهة وما لبثت في الحكم كثيراً فقزفت به طوفات الانتخابات خارجاً ليبحث عن لقمة عيش اخري بجوبا ليست دري وجدها ام لا ..!؟

ليأتي ملك الكراهية والفساد وزارع الشقاش بين قبائل اعالي النيل العميد سايمون كون فوج ،جاء الرجل يسعي بين الناس بالحقد والبقضاء ظهر ذلك في محاولاته لعادة هيكلة الخدمة المدنية بدعوة ان حصة الشلك منها اكبر من حجمهم لذا لجأ لاستجلاب عناصر قبيلته بلا كفأت ومؤهلات للزج بهم في درجات عليا مدراء عامين ومدراء ادارات بمؤسسات الخدمة المدنية بالولاية وتمت محاولات اثنائه عن تسيس العمل المدني والدفع به نحو هاوية القبيلة العنصرية باعتبارها الركيذة الاساسية في قيام الدول ؛لكن الجاهل مصاب ؛ تجاهل كل النصائح وركب رأس عفريت وهكذا ظلت الاذاعة المحلية تعلن قراراته بالاستمرار ؛(بموجب السلطة المخولة لي وفق الدستور اعلن الاتي اسمائهم 1-توت توت توت مدير ادارة ............ 2- لام بوث شول - فراش بوزارة............هكذا جاءت قراراته العشوائية البائسة .

ولم يكتفي بهذا وحسب بل عمل علي تحويل جنيهات الحكومة الي ثيران يتبرع بها يوم تلوة الاخر بلهو صاخب يدعوا الي الشقفة علي الولاية التي جسم علي صدرها معتوه مبدد للاموال الشعب لا شك انها صنيعة رئيس حكومة الجنوب الذي اتي به ،واهمال فاحش للتنمية في اغني ولايات جنوب السودان يعيش اهلها فقر مدقع.

كذلك في عهده تجراع مناطق الشلك اشد الالم والكوارث وكان هو الاخر يرفض نجدة المنكوبين في كل محنة تقع علي الناس ،نتيجة منعه للمنظمات من تقديم المساعدات الضرورية لاسعاف الجرحي والمرضي من النساء والاطفال ..الخ .

هكذا جاءت مواقفه من كل مجزرة قام بها الجيش الشعبي ضد المدنين في مناطق الشلك ،لول ،ابارنيم ،فشودة اواخر العام لماضي حيث سمح الرجل باغتصاب النساء ووأد الاطفال وحر قري، بحجه ان نسبة التصويت له في الانتخابات الاخيرة كانت ضعفية في مناطق الشلك ولذات السبب امتنع عن اشراكهم في حكومته معني ذلك انهم خارج دائرة مسؤليته كحاكم للولاية ،هذا دليل انحطاط فهم القادة بجنوب السودان وعرف سايمون كون ميله لارضاء الدينكا بالولاية علي حساب الشلك لعلمه ان القبيلة ثكلي ليست لها من يدافع عنها لان ابنائها لاسيما في صفوف الحركة اماتهم الجبن ودفن الرؤس لذا يمرح بارتياح علي ظهورهم كيف ما شاء ؛وبدأ لي وكأن قول استيفن ضيو قد تحقق حيث كان يقول بلهجته المحلية "بير أشي ضياو"معنها بكي الشلك ياله من رجل حقير سقيم ،

لهذا كله ضاق بابناءالشلك زرعاً ولجأؤا الي استلهام البطولات عن تاريخهم الطويل المفعم بالثبات والانتصارات والقدرة علي رد العدوان لاسيما الدروس التي تعلموها من الوقوف في وجه المهدية وثوراتهم الواعية ضد الاستعمار الانجليزي ولا ادري اي اسباب اخري حمل الشرفاء علي التمرد ضد حكومة الجنوب والحركة الشعبية سوي الظلم ومحابات وجوه ، ويكفي ما ذكرناه في المقال الاول عن القيادات "اولنج" روبرت نقوانق ،لوانج،ايوك اوقاد،، واسبابهم التي دفعتهم الي التمرد ما ادي الي توترات حادة وحرباً سجالاً بينهم واخوانهم في الجيش الشعبي الذين دفع بهم الحركة لتحقيق مطامع قبلية المستفيد الاول منها هم الدينكا، فالناقمين والثائرين لا ترضيهم الحلول الرمادية لانهم متكسكين بحقهم كاملاً .

وللخوض عميقاً في سيناريوهات عصيان ابناء الشلك وملابساتها وما خلفها من ابادة جماعية اوقعها الجيش الشعبي بالمدنين، العزل وموقف الساسة المتنفذين من ابناء الشلك في الحركة الشعبية منها.

تناولنا في المقال الاول يحمل نفس العنوان ان القوات التي تحاربها جيش الحركة الشعبية في مناطق الشلك بالتحديد التابعة للقائد "اولنج" .

تعود نواتها ومكوناتها الي شباب منطقة القنال الذين تم تهجيرهم بالقوة عنها من قبل مليشيات اتار بدعم الجيش الشعبي وتحريض من وزير الداخلية بحكومة الجنوب قير شونق ومساندة حاكم جنقولي كول منيانق تضافرت جهود هؤلاء ليلقي بمواطني الشلك لاسيما شباب منهم الي ساحة التمرد والعصيان المسلح .

بعد ان تم لهم التلاعب برأس رئيس حكومة الجنوب سلفاكيرلضمان مشاركته في ضم المنطقة محل النزاع الي محافظات الدينكا التابعة لولاية جنقولي كذلك ذكرنا في نفس المقال ان القوات المتمردة بعد ان ظلت حائمة علي وجهها في احراش الغابات المجاورة لاعالي النيل حط بها الحال للعودة الي حظيرة البيت الجنوبي للانضمام الي قوات الجيش الشعبي حقناً للدماء وتجاوباً مع مقررات مؤتمر فشودة وتجمعوا في منطقة "دوو" مما اتاح للجيش الشعبي فرصة الانقضاض عليهم وارادوها بضربة واحدة واذ بهم يفشلون ،وحدث هذا كله بتحريض من باقان اموم

الذي ظل يعارض الخطوة ويحترق لها كبده بحقد جنوبي اي " التنظيم " الذي بموجبه ينضم هؤلاء للجيش الشعبي ظناً منه ان هذه القوات تتبع حزب التغير الديمقراطي بقيادة لام كول، ويدري يقيناً ان هذا القوات تتألف خلصة من ابناء الشلك الذين قاموا للدفاع عن اراضيهم واماكن تواجدهم ،الا ان نفسه ابت الاقتناع بهذه الحقيقة حتي يري هؤلاء الشباب وهم اشلا متطايرة بذلك داب علي التحريض ضدهم لابادتهم وكاد ان ينجح لولا عناية الله ان تصدي هؤلاء الشباب العدوان بثبات نادر علي الرغم انهم في معسكر للتدريب والكثير منهم بلا سلاح في حوزته .

وعندما تقحقر قوات الجيش الشعبي عند التئام الوغي عادوا وصبوا جام غضبهم علي السكان المحليين وعملوا بهم تقتيل وتعزيب في اول توسونانمي في افريقيا حتي بلغ عدد النساء والاطفال الذين ابيدوا في جماعات العشرات في "اووجي" وحدها دعك من المناطق الاخري إنهالوا عليهم بشي من الفظاظة وكلك مناطق" دوو" ألليل" التي فقدت خمس من الخريجين وطلبة الجامعات كان يرجوا ذويهم من رفع عنهم المعاناة بعد تخرجهم لكن يد باقان تحرك في كل مكان .

واشك كل الشك ان تمرد الرجل في سنه المبكرة تاركاً دراسته الجامعية جاءت بغرض دفع المظالم عن اهل الجنوب...

باقان يحرض ضد اهله ويعرض حياتهم للخطر وهو يفعل هذا لكره دفين في نفسه يحمله انسانه الباطن دون عن يعي لذلك، فباقان الذي نعته البعض بالقومي ،فالقومية لا تعني الغاء الذات والتماهي في الاخر ياهذا، بل ان تجود بما لديك للإثراء التنوع الذي يساوي القومية ، لعن الله قومية في جنوب السودان ينقصها الشلك

وكذلك انتابني الشك مجدداً ان ليس في الحركة وجيشها من حاربً لاجل مبادئ الحرية والمساواة وازالة التهميش كما يزعمون او ان يكون خاسوا في مبادئهم او نسوه او لم يفهموا الشي الذي من اجله مكثوا في الغابات اكثر من عشرون عاماً ..!

أيعقل ان قرنق وحده هو الواعي لفعله والاخرون من حوله سكاري من كرهة الجلابة ؟ هذا لان مظلوم الامس لا يجوز ان يصبح ظالم اليوم .

نظراء باقان في الحركة الشعبية من القبائل الاخري يفعلون عكسه تماماً وهذا مربط الغرابة عندي ،نأخذ دينق الور الذي تقلد ملف ذات شان خارجي في حكومتي الاتحادي والجنوب ظل ينافح عن قضية ابيي ويتواجد بها عقب كل مشكلة جرت لها ولاقي الكثير من الانتقادات لمواقفه هذه لخلطه الخارجي بالداخلي هل معني ذلك انه ليس قومياً محباً لوطنه ؟ كلا: هذا من طبيعة البشر حب الانسان الذائد لمسقط رأسه ومدفن صرته اكثر من اي مكان اخر عكس باقان الذي يحترف لها .

واخيراً اليكم مواقف بعض قيادات الشلك من المجزرة وحمام الدم التي جري بمناطقهم .

نستهل ذلك بما ذهب اليه القيادي بالحركة الشعبية اوياي دينق اجاك رئيس اركان الجيش السابق وزير الاستثمار بحكومة الجنوب الذي قدم من جوبا في زيارة استطلاعية عقب المجزرة لموقع الاحداث و خلالها راي بام عينه بشاعة الموقف وان الذي جري يفوق التطورات ثم عاد الي مدينة ملكال ليجتمع بابناء شلو، وجه لهم تهديدات وهم بعد في مناحة وكانوا يتوسمون فيه خيراً حيث وجدوا منه عكس ما توقعوه بكيله الاتهامات ضدهم والوعيد بالمذيد ان لم ينفضوا من حول حزب التغير الديمقراطي وهذا غباء لانه خلط بين الحزب والقبيلة وليس كل من تضرر له علاقة بالتغير الديمقراطي .

واسهب في كلام سخيف في منتهي الغزارة لا اريد ان اوسخ به تلكم السطور او الطخ به هذه الورقة الناصعة او اسمم به هذه الكلمات رأيت ان لا اتحدث عنها مطلقاً لانها تفوح منها رائحة نتنة لا تشبه اوياي الذي خبرناه ،حيث بدأ الرجل يتحدث بتهكم وكانه يكلم اطفالاً في غاية الضعف بدلاً من ان يمسح الدمعة من علي الوجههم فضل ان يذهب في طريق باقان ناكئاً الجراح حيث جانب الصواب كل ما قاله في الاجتماع وكانه ياخذ بالمثل السودني (التسوي بايدك يقلب اجاويدك ) لكن لا احد جاء به من اجاويدبل تطفله والفضوليتة هما من اتت به .

وتاكد ان خيبة الهزيمة التي لحقت بالرجل في الانتخابات الاخيرة هي التي تحركه ليشمت باهله وكان الناس ينتظرون منه تعزية النساء والاطفال لا اكثر لانه لا يقوي علي ادانة تلك الجرائم حتي لا يلحق بالرجل الشجاع "تلفون كوكو" الذي ظل قابعاً في سجون الحركة الشعبية

لمناصرته قضية ابناء جبال النوبة التي باعها الحركة الشعبية بثمن بخس اسمه المشورة الشعبية الذي لا يساوي سوي سؤال يطرح علي النوباوي حول رايه في تنفيذ اتفاقية السلام الشامل جاعلين منهم خبراء ومحللين سياسين.

وهل يعقل ان يقاتل النوبة كل هذا القتال المستميت ليحصلوا علي حتة سؤال؟

فلم ياتي موقف اياي عن النحو الذي كان يرجوه الناس فزاد احزانهم ونحيبهم لانهم في ساعة الم لياتي الرجل يرفس في لامبالاة ،ياله من رجل احمق خاف علي نفسه الخلع من وزارة الاستثمار لذلك فضل الاستثمار في دماء واحزان اهله ،وليته يجهل حقيقة ان لا علاقة للتغير الديمقراطي واكول بالامر .واذا كان الامر كذلك لماذا لا يلاحق ابناء القبائل الاخري من التغيير الديمقراطي بالولايات الاخري .

لكن ماذا يفعل وباقان جهز الشماعة اذن لا بد له ان ينجرف ورائه وهو يعلم يقيناً ان لباقان غرض هو نسف الحوار الجنوبي الجنوبي وحظر حزب الحركة الشعبية للتغير الديمقراطي من ساعة ميلادها وحتي اليوم ،لانها تعتبر المنافس الاقوي للحركة بجنوب السودان "فاقان" لا يؤمن بالتعدد الحزبي ويميل الي الدكتاتورية الذي يرايد لها ان تكون بالحزب الواحد الكبير .

عاد اوياي الي العاصمة جوبا واجتمع كذلك بفعاليات شلو وسار في نفس الدرب الذي سلكه في ملكال ،اتهامات تهديدات ..اتهامات تهديدات ... لم يتطرق الي الخسائر التي حدثت في الارواح الا في حدود ضيقة وهي القاء اللوم علي الاخرين .

وكذلك جاءت اراء من استطلعهم تلفزيون حكومة الجنوب ضعيفة وهزيلة وضبابية حتي من رجال كانوا حكام سابقين للولاية لم يخلوا حديثهم من اللغو والشطط والغاء اللوم علي الاخرين دون ان ييضعوا صورة لمنع تكرار الامر وسبل معالجته حيث نقصهم مواجهة قيادة الجيش الشعبي ورئيس حكومة الجنوب الذي نتوقع له فجر اوديسا قريب.

فالحديث الذي دار في اجتماع جوبا كان متحفظة قصد منه التمسك بلقمة العيش او زيادتة. وفي ذات الخصوص نشرت صفحات الانترنت مقال مليئ بالاكاذيب قال بها الدكتور بيتر ادوك وزير التعليم العالي روي خلاله الرجل بربقاندا ضعيفة الاخراج ان اختاً لزوجته "حدثته في الهجوم الاخيرعلي ملكال ان احدهم يتبع لقوات الثائر اولنج اخبرها بوشك هجومهم لاحتلال المدينة وعليها ان تدخر طعاماً كافياً في البيت ....الخ والاْهم في ذلك انه اباح لها بسرع استهدافهم لشخصيات بعينها ياتي من ضمنهم معالي الوزير وعقيلته علي رأس القائمة . هل يا تري من المنطقي ان يسر احدهم لامراة بشي يعرض حياة اختها للخطر ؟ والا كانت شريكتهم ولماذا لم تبلغ الشرطة بالامر ،تناول الرجل احداث ملكال بنوع من الاستخفاف والانصراف عن جوهر المآسي التي حلت بالناس ونكبتهم فشيخ هرم في مقام ادوك يفترض ان يتحلي بالحكمة ولا يدوس الموتي ويضحك عليهم هو الاخر في محاولة صاخرة للفت انظار الناس بعيد عن المجزرة بتناوله سفاسفها، وفي تقديري لا لا يمثل هذا سوي صيد في مياه عكرة واستقلال مصائب القوم لتصفية حسابات شخصية مع "ديسي" والقريب في الامر هو ان نيابا لم ينطق بكلمة واحدة يترحم فيها علي ارواح الضحايا لذلك جاء موقفه سلبي كغيره.


بما ان احدث ملكال تسببت في اعتقال الابرياء من ابناء الشلك دون غيرهم ويلاقون الان اشر انوع العزاب في سجون الجيش الشعبي الذي قام بالامر عشوائياً دون ان يتحقق في مدي ضلوع المعتقلين في تلك الاحداث وفي ذات الوقت نظرة ابناء الشلك في الحركة الشعبية للامور مخيبة للامال ومحطمة للقلوب لانها اتسمت بالجبن والخزلان لا اقول الخيانة وهنالك حشرات صغير لم نتحدث عنهم سوف ياتي يومهم.