logo

جنوب السودان و كغيره من المجتمعات التي تزرح تحت التخلف و الامية كانت و لا تزال تعاني من تفشي القبلية و بابشع صوره حتى في الاوساط المثقفة و التي يفترض فيهم انهم حاملي شعلة الاستنارة التقدم .

لذا فمن الطبيعي جدا ان نجد من يقدم نفسه كديناوي او نويراوي او شلكاوي في المجتمعات و من دون ان يلاحظ خطا هذا التعريف و مدى اضراره و اعاقته لتكوين مجتمع مدني معافاة يقدم نفسه كجنوبي او كوشي و ربما اماتونجي وفق ما ستؤول عليه اسم الدولة المتوقعة في غصون اشهر.

هي ليست دعوة مني للترفع عن القبيلة‘بل عدم التقوقع داخله.

فالقبيلة هي الامتداد لكل شخص و لا نستطيع التنكر له بقدر ما لا يوجب التخندق فيه و الذي لن يجدي نفعا خصوصا في العالم الذي نعيشه.

فالافراط بالتباهي على طريقه(قبيلتي و قبيلتك)لن نجني من وراءه غير الاحتراب و العداء فيما بيننا....وتقرير الامم المتحدة عن ضحايا الحروب القبلية في جنوب السودان للسنوات القليلة الماضية لا تطمئن ابدا‘حيث صارت العنف هي الطريقة الوحيدة لمالجة اعوص المشاكل و ابسطها في ظل الغياب التام للاجهزة الامنية و احيانا انحيازها مع طرف من اطراف الصراع!!!

وإن كانت هنالك امل لرؤية جنوب خالي من العنصرية فهي معلقة على الاجيال الناشئة و هي تتطلب الاهتمام من كل فئات المجتمع سياسيين و مثقفين و فنانين و المسئولية الاكبر تقع على عاتق وزارة التربية و التعليم و الكادر القائم على امره إذ يجب ان يضعوا في الاعتبار ضمن خطتهم لاعداد المناهج اعتماد التربية الوطنية كمادة من مقررات التعليم الاساسي لما يتميز به هذه المرحلة من اهمية قصوى في تشكيل الوعي منذ مراحل مبكرة مما يساعد على ظهور جيل معافاة من القبيلة البغيضة(جيل يقدم نفسه ليس باسم قبيلته انما باسم وطنه)جيل واعي لواجباته تجاه الوطن و يملوءه الاعتزاز بالانتماء الى هذه البقعة الجميلة المسماة جنوب السودان.