تحدثنا فى مقال سابق قبل هذا المقال عن مفهوم المساءلة الإدارية للادارة العامة كبعد من ابعاد الحكم الراشد ولقد وعت بان سوف نتناول الابعاد الاخرى المتبقية للحكم الراشد مثل : ( العدالة - حكم القانون - المساواة ) إذا وجدنا متساعاً من الوقت قبل نهاية العام 2010 .
ولكن قد بادرة الى زهنى بان مفهوم الحكم الراشد بجنوب السودان مستقبلا لا يمكن تطبيقه او ممارسته بصورة فعالة بدون قيادات سياسية او إجتماعية او إدارية يتمتعون بسمات او قدرات او مؤهلات معينة .
وبالتالى سوف نتناول فى هذا المقال "مفهوم القيادة الإدارية" وفقاً لمفهوم ونظريات السمات والموقف والتفاعلية والسلوك القيادى وعن كيفية يتم الإختيار للقادة الإداريين وتختم ببعض الإرشادات التى يجب مراعاتها عند اختيار القادة الاداريين بدولة جنوب السودان القادمة عند الدفع بالقيادات السياسية والاجتماعية والإدارية وحتى القبلية فى المواقع المختلفة من اجل كفاءة الادء فى مرافق الدولة القادمة لحسن تصريف شئون الناس ولتجنب امراض اجهزة الادارة العامة مثل :( التهرب من المسئولية – التكلؤ فى إتخاذ القرار – الإبطاء فى التنفيذ – الرشوة – المحسوبية – إستقلال النفوذ – الإختلاسات – عدم التقدير للمسئولية – الإخلال للمواعيد- عدم الرجوع للوائح – عدم التقيد باللوائح فى حالة العلم بها – الاعتماد على الناحية الشكلية فى اللوائح بدلا من اصابة الهدف الذى ترمى إلية اللوائح ) .
وكل هذه الامراض تعكس سلبا على المواطن وتؤثر على إتخاذ القرار وتضر بمصالح العام للجمهور وكما نشاهد منذ وقت سابق والحاضر بإنه من الصعوبة ان نفرق ما بين رجل الاعمال والرجل السياسي والعلكس او المتعلم والامى او العكس او ذو المؤهلات او غيرها ......الخ كما اصبح العمل السياسى هو مصدر لتكوين الثروة والإثراء من كثيراً من .....الخ.
وبذلك ليس من قبيل المقالاة القول بان تقدم المجتماعات وحضارة الشعوب والامم يتوقفان الى حد بعيد جداً على القيادات العليا القادرة فى منظمات الإدارة المختلفة والمجتمع وان المجتماعات لم ولن يتطور تلقائياً بل يقودها ابناها الغيورين والقادرين والراغبين للا صلاح وتطويرها.
فالقيادة السياسية على مستوى الحكومة تقع على مسئوليتها تحديد الاهداف العامة والعليا للمجتمع ومتابعة تنفيذها واما القيادات الإدارية العليا فى منظمات الجهاز الإدارى للدولة مطالبة هى بدورها بتنفيذ هذه الاهداف العامة وبذلك يمكن ان نفهم لماذا تعنى الحكومات والمجتمات بإختيار القادة الإداريين وبتدربيهم وتنمية مواهبهم وقدراتهم ومهارتهم .
وفى هذا العصر تزداد اهمية القيادات الإدارية الصالحة والمؤهلة والقادرة والراغبة والرشيدة ذات الإلمام المتوازن بالعلوم والثقافة والمهارات الإدارية والإنسانية .....الخ .
وتقليدياً ارتبط مفهوم القيادة الادارية مباشرة بفكرة السلطة الرسمية داخل التنظيم الإدارى وظل هذا المفهوم سائداً حتى الربع الاول من القرن العشرين مرادفاً للسلطة القانونية التى تمنحها القواعد الرسمية للروساء الإداريين فى ظل التدرج الهرمى للمنظمة الإدارية .
فالقائد الإدارى وفقاً لهذا المفهوم هو كل ريئس إدارى يتمتع بحق إصدار اوامر السلطة التى يتعين على التعابعين تنفيذها وإطاعتها والإ تعرضوا للجزاء فعناصر القيادة الإدارية كانت هى : ( الاوامر والطاعة والجزاء).
اما المفهوم الحديث للقياة الإدارية يعتمد على فكرة العلاقات الإنسانية التى تربط بين القائد الادارى واعضاء التنظيم الادارى ليس بوصفهم اتباعاً بلا كيان بل بوصفهم شركاء فى العملية الإدارية مع القائد فى مسئولية القيام بإنجاز الإهداف المشتركة للمنظمة الإدارية.
ولكن ثار التساؤل بين الباحثين لمجالات الإدارة عما إذا كانت هناك خصائص او سمات معينة فطرية او مكتسبة يجب توفرها فى القائد الإدارى الناجح ؟.
وللاجابة على هذه التسؤال حاول بعض الباحثين وصف بعض السمات والخصائص للقائد الناجح وفقاً للمقدرات وسلوك وتعامله مع الاخرين .
ووفقاً للمفهوم تحديد القيادة او القائد فى عصرنا الحالى إنما تتحدد بناء على المقدرة القائد على التاثيرعلى العاملين او الموارد البشرية فى سلوك افراد التنظيم او الإدارة وخلق الولاء بينهم وغرس روح الفريق الواحد من اجل بلوع الاهداف المشتركة عن طريق الاقناع والاستمالة وتنسيق جهودهم وتوجيهم لبلوغ الغايات المنشودة .
والقيادة هى عملية تجهيز وترتيب الموقف القيادى او ان القائد هو ذلك الشخص المتاثر باجتياجات الجماعة والمعبر عن رغبات اعضائها فهو يركز الإهتمام ويطلق طاقات الجماعة فى الإتجاه المطلوب او هو ذلك الشخص الذى يستطيع قيادة كل فرد نحو اهداف المنظمة او هو الذى يعطى اهتمام كبير لمختلف القوى المؤثرة التى تتعلق بسلوكه فهو يفهم نفسه وعمله وواجباته ويستفيد من الإمكانات او هو الذى يساعد على توجية جهود الجماعة باتجاة تحقيق الاهداف .
فالقائد الفعال هو الذى يسلم بوجود اختلافات فردية بين العاملين ويؤمن بوجود تناقضات بين اهداف المنظمة واهداف الافراد ومن ثم يستخدم مهاراته وقدراته التاثيرية لكى يحقق التوائم بين الفرد والمنظمة ويسعى لإذابة هذه المتنقاضات والخلافات .
اسفرت البحوث والدراسات التى قدمها علماء النفس والاجتماع عن وضع معايير ثابتة يتم على اساسها ختيار القادة وحصرت هذه المعايير فى مجموعتين: الاولى معايير شخصية تدور حول السمات الشخصية للقائد والثانية: حول معايير موضوعية مرتبطة بالمركز القيادى وعلاقة القا ئد بالمرؤوسين وبذلك تبلورات اربعة مداخل للقيادة .
الاولى : المدخل الفردى " نظرية السمات":
وهو نظرية\" الرجل العظيم\"او \"الكارزمى \" وترى اصحاب هذه النظرية ان الله قد منح قلة من الاشخاص بعض الخصائص والمميزات التى لا يتمتعه بها غيرهم وان القادة يولدون ولا يصنعون والسمات الشخصية موروثة او فطرية وبعضها مكتسبة وهذه السمات هى التى تؤهلهم لقيادة المجموعة والتاثير فى سلوك افردها .
فالملك والامير ... الخ كلهم قادة وقد ركز رواد هذه المدخل منهم\" رالف ستوجدل\" \" وبروان\" على عدد من الصفات منها ويمكن اجملها فيما يلى:
1 . المقدرة على الفهم للامور- الذكاء - وسرعة البديهة - طلاقة اللسان - والقدرة على التعبير عن افكاره - الاصالة - العدالة - اليقظة.
2 . مهارة الادارية والقدرة على التصور- المبادة - التخطيط - التنظيم – التقدير- اختيار المرؤسين وتدريبهم والفصل فى منازعاتهم - الانجاز - الثقافة - والتعليم - المعرفة الواسعة بامور العمل - المقدرة على الانجاز الاعمال ببرعة ونشاط .
3. الاستعداد الطبيعى لتحمل المسؤلية - ( اى التصدى للعمل مع إرادة تحمل نتائج هذا العمل والشعور بعدم الرضا فى حالة فشل هذا العمل) - الثقة بالنفس - المثابرة - الاعتماد على النفس - الرغبة فى التفوق والطموح - الايمان بالقيم - القدرة على التكيف – الحزم - (اى القدرة على التقرير والبعد عن صفة الشخص المتمردد) - السرعة فى اختيار البدائل المناسبة - المقدرة على الاقناع والتاثير( اى القدرة على اقناع الغير بإفكارهم بحيث يستطيع الثاثير فى فكر الاخرين ومن ثم فى سلوكهم) – الحكم الصائب فى الامور- الامانة - الاستقامة- النضج العاطفى والعقلى – وجود الدافع الذاتى المحفز للعمل والانجاز - الحدس ( اى الإحساس المرهف الذى يساعد الشخص على سرعة تفهم الاشخاص والاحداث والقدرة على توقع تلك الاحداث) .
4 . روح المشاركة – ( تعنى الروح الاجتماعية الطيبة والمقدرة على التنسيق والتعاون وخلق الوحدة وتحقيق الترابط داخل التنظيم - القدرة على التركيز - روح الفكاهة والدعابة).
5 الحيوية وقوة التحمل - الطموح – الإصرار- المباداة او المبادرة - الشجاعة - القدرة على التنظيم - القدرة على التحليل – الاهتمام - الحساسية الاجتماعية - القوة - المعرفة الفنية - القدرة على التعاون – القدرة على اتخاذ او صنع القرارت - القيادة .
6 . القدرة على تفهم الموقف –( اى يتطلب مستوى زهنى) - مهارة الانسانية والاجتماعية ( مقدر الفرد القائد على نقل مشاعره وافكاره الى فرد اخر فى التعامل مع مرؤسه فى تلبية حاجات المرؤسين).
ومن الصعب ان تتوفر كل هذه الصفات بشكل متكامل فى شخص معين وان كان من المحتمل ان يتوفر بعضها فى شخص واحد ولكن يجب ان يتمتع القائد الإدارى بسمات سياسية ونظامية :-
اولا: سمات سياسية :
تشمل قدرة القائد او المدير على الإستجابة لروح السياسية العامة وللمثل العليا التى يريدها الشعب سواء كانت ذلك اقتصادية او جتماعية.....الخ .
ثانياً : سمات نظامية:
تعنى مقدرة القائد على الالتزام بالانظمة وتطبيقها وادراكه لخطوط الاتصال الرسمى وقدرته على اتخاذ القرار الصائب فى حدود الاهداف والخطط .
الثانية : المدخل الاجتماعى \" نظرية الموقف\":
هذه النظرية يقيم فهمه للقيادة على اساس العامل المشترك بين القادة ‘ ليس هو سمات شخصية معينة ولكنه القدرة على إظهار كفاءة افضل فى مواقف معنية والقيادة دالة الموقف الاجتماعى ودالة الشخصية وهما حالة فى تفاعل .
إن السمات المطلوبة توافرها فى القائد تعتمد بدرجة كبيرة على الموقف الذى يعمل فيه وعلى الموقع القيادى الذى يشغله.
فمثلاً رئيس وحدة حكومية يحتاج الى مهارات وقدرات تختلف عن تلك التى يحتاجها القائد العسكرى فى الميدان ....الخ ‘ بل حتى فى التنظيم الواحد فإن الاختلاف فى المستويات الادارية يودى الى إختلاف بسمات القيادة المطلوبة فى كل مستوى .
فالقائد الادارى فى قمة الهيكل الادارى يحتاج الى مهارات وقدرات تختلف عن تلك التى يحتاجها مدير إدارة او ريئس قسم فهو يحتاج الى الإحساس بمطالب الجماهير وباهداف السياسة العامة للدولة والقدرة على التخطيط والتنسيق المتكامل والاشراف العام وايجاد الحلول الاصلية والبديلة للمشكلات العامة.
فنظرية الموقف إذن تربط بين سمات وصفات القائد والموقف الادارى الذى يعمل من خلاله وهى لا تنكر ما يحتاجه القيادة من سمات وخصائص ولكن تربطمها بالظروف الذى يعيشه القائد وبالموقف الإدارى الذى يتعرض له على اساس ان عوامل الموقف والمتغيرات المتربطة به هى التى تحدد السمات التى تبرز القائد وتعمل على تحقيق فاعلية القيادة.
الثالثة : المدخل التوفيقى \" نظرية التفاعلية\" :
وهى تركز على الجمع بين النظريتين \"نظرية السمات\" \"والنظرية الموقف\" فالقيادة الناجحة فى هذه النظرية لا تعتمد على السمات التى يتمتع بها القائد فى موقف معين ولكن تعتمد على قدرة القائد فى التعامل مع افراد الجماعة .
فالقيادة فى خلال هذه النظرية عملية تفاعل اجتماعى بين القائد ومرؤسه تتحدد خصائصها على اساس ابعاد ثلاثة هى : (ا) السمات الشخصية للقائد .
(أ) عناصر الموقف ومتطلباته.
ج وخصائص الجماعة المقودة .
فالسمات التى يملكها قائد معين مثل \" كالذكاء - سرعة البديهة - الحزم - المهارة الإدارية والسياسية والفنية \"......الخ التى ورثها او اكتسبها لا تكفى لظهوره ك2
*قائد بل لابد من اقناع الجماعة بهذه السمات والقدرات .
فالقائد الناجح هو الذى يستطيع ان يحدث التفاعل ويخلق التكامل مع افراد مرؤوسه وتحقق اهدافهم بتعرفه على مشكلات مرؤوسه ومتطلباتها ثم العمل على حل تلك المشكلات وتحقيق هذه المتطلبات واشباع حاجاتهم وهذه النظرية اكثر واقيعية فى تحليلها لخصائص القيادة الإدارية .
الرابعة : المدخل\" السلوك القيادى\":
ركز هذه النظرية على دراسة مسلك القادة الإداريين وانماط او الاساليب التى يتبعونها فى القيادة ومن ضمن الاساليب التى توصلوا اليها هى:
القيادة التسلطية:
ويتميز هذه القيادة بالإسبداد او سيطرة القائد على المنظمة او الإدارة ومن فيها مع اقتناعة بعدم جدوى مشاركة الاخرين فى اتخاذ القرارت او رسم السياسات .
فالقائد ينفرد بالسلطة ويعتمد على الاوامر الملزمة التى يصنها وحده ويعتبر الجزاء هو السلاح الفعال للقيادة فى رائه فهو لا يهتم بالتخطيط ولا يعرف العاملين او الموارد البشرية الى اين يسيرون وهذا النمط القيادى لا يصدق علية بوصف القيادة الصحيحة بالمعيار الحديث .
وخطورة هذا النمظ هى عدم فاعلية القرارت المتخذة لان القائد لا تتوفر له كل المعلومات الفنية والمعطيات اللازمة لإتخاذ القرارت وهذا النظام يفتح الباب لسيادة العلاقات الشخصية وتفوقها على الاسس الموضوعية فى تسيير العمل وتقييم الاشخاص العاملين وضعف التخطيط يضعف الولاء وروح المعنوية ويودى الى الى تفكك الإدارة وانعدام التعاون .
القيادة الديمقر اطية :
يؤمن القائد الديمقراطى بضرورة مشاركة العاملين او الموارد البشرية فى اتخاذ القرارت ويطبق ذلك بالفعل بناء على هذا الإقتناع التلقائى ولا يصدر قراره إلا بعد تمام المناقشة والاتفاق بحيث تاتى الصياقة الرسمية للقرار تعبيراً عن تلك الروح الجماعية .
وايضاً تشترك القائد اعضاء المنظمة او الادارة فى تحديد كل الامور مثل ( وضع الخطط والبرنامج وتقسيم العمل ونظام الرقابة ) وفى تلك القيادة تسود المعايير والاسس الموضوعية فى القيادة والإدارة وفى تقييم الاشخاص) .
القيادة التى تؤمن بالحرية المطلقة :
فالقائد الادارى من هذا النوع ياخذ بمبدا الحرية الكاملة لاعضاء التنظيم الإدارى فيتسم دور القائد بالطابع السلبى ويترك جماعة العاملين او الموارد البشرية تحدد كل شىء بإرادتها هى وحدها دون ادنى تدخل من جانبه .
وهى التى تتفق على السياسة المتبعة فى الإدارة وعلى تقسيم العمل وطرق الاداء وتتخذ القرارت باتفاق جميع الاعضاء والقائد يقف دوره عند حد تقديم المعلومات التى يحتاجها العاملين او الموارد البشرية والاشياء التى تطلبها يتدخل بنفسه باى موقف ايجابى الا اذا طلبت العاملين رائه او تقيمه.
الاتجاه الافضل فى راينا هو ذلك الاتجاه الذى يوفق بين\" نظرية الموقف من ناحية\" ومن ناحية ثانية يؤمن \"بوجود قدر ادنى من سمات والصفات \" الواجبة توافرها فى القيادة الإدارية .
طرق اختيار القادة الإدارية :
القائد الإدارى بالمعنى الصحيح يجب ان تتوافر فيه خصائص معينة من بينها قدر هام من \"المهارات الفنية \" \"والإنسانية \"والزهنية \" لذلك فمن المسائل الهامة التى يجب ان تواجهها كل دولة مسالة الإختيار الموضوعى السليم للاشخاص الذين سيتولون مناصب قيادية واعدادهم وتدريبهم لان جانب من السمات القيادة يتوافر بعد شغل المنصب القيادى وتسود فى دول العالم بوجه عام ثلاثة طرق اساسية لاختيار القادة الاداريين وهى :
الاختيار السياسيى :
نظرا لان الإدارة العامة تقوم اصلاً لتنفيذ اهداف السياسة العامة للدولة التى سبق تحديدها بواسطة القيادة السياسية العليا فإنه ليبدو امراً منطقياً ان تتمتع الحكومة او القيادة السياسية بسلطة اختيار كبار القادة الإداريين اى هؤلاء الذين يمثلون طبقة الإدارة العليا فى كافة منظمات الإدارة العامة (وتلك ظاهرة تقريباً عالمية) .
فالوزراء فى كل دولة لا يتصور ان يختاروا بطريقة اخرى سوى الإختيار السياسى فمثلاً يختارهم رئيس الجمهورية الذى يمثل القيادة السياسية العليا كذلك السفراء الذين يمثلون الدولة فى الخارج والمحافظون الذين يمثلون سلطة الدولة المركزية فى الاقاليم او الولايات كل هؤلاء لا يتصور الا وان يختاروا اختيار طبقاً للمعايير سياسية بواسطة القيادة السياسية للدولة ونفس الشىء يمكن ان يطبق على روساء الهيئات العامة المستقلة ووكلاء الوزارات .
ولكن يلاحظ ان اختيار القادة السياسية فى الدول المختلفة للقيادات الإدارية العليا هو فى الاصل اختيار مطلق فالشرط الاول هو الولاء السياسى ولكن لا يلزم ان يكون القادة المختارون قد تدرجوا من قبل فى الوظيفة العامة فقد يختارون من خارجها كذلك لا يلزم توافر مؤهلات جامعية بذاتها او تخصص فنى معين ( هذا هو وجه النقد يمكن ان يوجه لطرق الاختيار السياسى المطلق) فهو لا يضمن تحقق الكفاءات والقدرات والمهارات .
طريقة الانتخاب :
احياناً يتم الاختيار بعض القادة الإداريين عن طريقة الإنتخاب وان هذا الطريقة نظراً لطابعه الديمقراطى يخلق رابطة مباشرة بين القائد الادارى وبين الموطنين مما يضمن من الناحية النظرية ولاء القائد للمصلحة العامة ليس من وجه نظره الشخصية إنما من وجهة نظر الجماعة والراى العام.
ولكن نظام الإنتخاب إذا كان ضرورياً لإختيار مثل الحكام وريئس الجمهورية واعضاء البرلمان الإ إنه يصعب تعميمه على المناصب الإدارية ولو كانت قيادية إلا ما استثتى لإعتبارات خاصة.
ومن العيوب طريقة الإنتخاب القيادات الإدارية هى : ان الانتخاب لا يضمن اختيار افضل الكفاءات الادارية وانه يفتح الباب لسيطرة افراد الناخبين على القادة الإداريين مما يودى الى شيوع المحاسبوبية واستغلال النفوذ (ولكن وباستثناء الولايات المتحدة يطبق طريقة الانتخاب على نطاق كبير بالنسبة لموظفى السلطات المحلية و فى الإتحاد السوفيتى يطبق طريقة الإنتخاب فى اختيار القضاة والقيادات المحلية ).
طريقة المسابقات :
يلاحظ ان طريق المسابقات فى معظم الدول هو الطريقة العادى فى تعيين جمهور الموظفيين العموميين فلا يدخل الوظيفة العامة سوى الاشخاص حملة المؤهلات الذين يجتازون بنجاح امتحان المسابقة المنصوص علية فى القانون .
وطريقة المسايقة يعتبر هو الاسلوب العادى فى تعيين الشباب الجامعيين الذين سوف يصبحون فى المستقبل قيادات ادارية وتلجا الدول دائماً لإعدادهم وتدريبهم بعد تعيينهم حتى يكتسبوا \" المهارات القيادية\".
وطريق المسابقة يتمثل فى امتحان تحريرى او شفوى او الاثنين معاً والاشخاص المشرفيين على هذا الإمتحان يتميزون عادة بإستقلالهم عن السلطة الإدارية المختصة بالتعيين وهذه السلطة لا تستطيع ان تعين سوى المرشحيين الناجين فى المسابقة ووفق ترتيبهم فى نتيجة الآمتحان ومن مزايا هذا الطريقة يبدو انها اكثر ديمقراطية وموضوعية ومن عيوب هذا الطريقة انه يسمح فقط بنجاح المرشحين الذين لهم ذاكرة قوية مليئة بالمعلومات ولكنه لا يضمن توافر الكفاءات القيادية او المهارات الإدارية المتصلة بالقيادية العملية ولكن يمكن تلافى هذا العيب بوضع اسلوب فعال يجمع بين الطابع الشفهى واسلوب المناقشة الى جانب الطابع التحريرى بالا ضافة الى حسن اختيار موضوعات الإختبارة او المسابقة ونظام المسابقة هوالنظام السائد فى كل من : (فرنسا – الولايات المتحدة – انجلترا - مصر ) .
وفى الختام ارجو من محبى قراء موقع فشودة الالكترونى خاصة الذين يرغبون فى قيادة المجتماعات والمؤسسات الإدارية بدولة جنوب السودان المرتقبة فى مطلح العام القادم بعد 9 يناير 2011 عمل الاتية :-
1 . ان يقوم كل فرد منا باعداد كشف لكل السمات القيادية بصورة مجردة لقيم كل فرد نفسه ليعرف عما إذا كان لديه سمات قيادية او وراثية او ذاتية او مكتسبة او مؤهلات قيادية والى اى نوع هو من القيادات ينتمى ؟ تسلطية ام ديمقرا طية ام الذى تؤمن بالحرية بصورة المطلقة ؟ لكى يكون ذلك التقيم دافعاً له للقيادة ؟.
2 . كما يمكن إرسال هذا المقال لإى شخص ترى القارى انه يمكن ان تقوم بنفس التقيم الذى قام به باعداد كشف لنفس السمات والمهارات المطلوبة للقيادة .
3 . على القيادات السياسية والاجتماعية والادارية وحتى القبلية بجنوب السودان عندما يدفعون او يختارون احد ابناهم للقيادة يجب النظر بعين الاعتبار ان يتمتع هذا الشخص ببعض السمات القيادية الوراثية او المكتسبة او الموهلات المطلوبة للقيادة .
Newer articles:
- رسالة المصــــــالحة - 06/01/2011 00:00
- إستراتيجية الحركة الشعبية مع الحركات الدارفور المسلحة، ماهو المكسب فيها؟ - 05/01/2011 00:00
- القبلية في جنوب السودان(سلبياته)وطرق محاربته - 16/12/2010 14:03
- نتيجة سجل الإستفتاء بولاية أعالي النيل هل يمكن أن تولد صراع جديد بين الشلو و النوير؟ - 16/12/2010 00:00
- برقية تهنئة للقائد التغيير الديموقراطى - 16/12/2010 00:00
Older news items
- الديمقراطية تقييد لسلطة الحكام - 28/11/2010 00:00
- الإنفصال افضل خيار لشعب جنوب السودان - 26/11/2010 00:00
- بين الإحجام و التدافع .. دروس وعبر من التسجيل - 18/11/2010 00:00
- الوحدة الوحدة ولا شئ غير الوحدة هكذا يقولون:- - 16/11/2010 00:00
- التغيير الديمقراطي ...و صمود أمام الإدعاءات الكاذبة - 15/11/2010 00:00
Latest news items (all categories):
- How South Sudan Returned to the Brink of War - 17/03/2025 16:20
- Support South Sudan’s “reconciliation initiatives”: IGAD Heads of States to Religious, Traditional, Civil Leaders - 17/03/2025 16:15
- South Sudan’s Riek Machar: I’ve Spent 7 Years Under House Arrest - 17/03/2025 16:05
- South Sudan’s Great Antelope Migration: Earth’s Largest Overland Mammal Migration - 17/03/2025 16:01
- Can technology help more survivors of sexual assault in South Sudan? - 17/03/2025 15:46
Random articles (all categories):
- AFRICOM Connects with South Sudanese Military Chaplains - U.S. Africa Command (press release) - 20/04/2012 09:11
- ICRC concern over situation in South Sudan - 08/02/2012 16:23
- EU increases humanitarian aid to South Sudan by €20 million - 21/12/2015 03:37
- Ethiopia says ties with South Sudan continuing to improve - 11/07/2013 21:47
- Exclusive: Bar South Sudan leaders from transition - inquiry draft - 05/03/2015 19:11
Popular articles:
- مفهوم التنمية . - 12/04/2011 01:00 - Read 88604 times
- مفهوم النزاع - 06/04/2011 01:00 - Read 56330 times
- مفهوم التنمية الصحية - 31/01/2012 21:32 - Read 43957 times
- Jobs Analysis Concept مفهوم توصيف او تحليل الوظائف - 01/10/2011 01:00 - Read 43821 times
- مفهوم الحكم الراشد - 23/10/2010 03:30 - Read 39217 times