logo

إن الزمن يمضي وساعة الصفر يقترب لإجراء الاستفتاء علي تقرير مصير جنوب السودان ، إلا أن الملاحظة هي أن سرعة وتيرة قرب زمن الاستفتاء يتفوق علي استعداد الحكومة لهذا الحدث سوء كان الحكومة الاتحادية أو حكومة الجنوب في تحركهما نحو استيفاء مطلوبات إجراء الاستفتاء في جو ودي خالي من الاضطرابات والمشكلات.

هذا ما يحتم علي الحكومة في الجنوب التجهيز لمواجهة بعض التحديات والتي اعتقد أن أهمها يكمن في الأمن الغذائي والأمن الصحي بالإضافة إلي الأمن المادي للمواطن في الجنوب لإيجاد ما يحتاجه من سيولة مادية لقدر الله أن الصراع عاد إلي مربعه الأول في حال تعذر الشريكان في الاتفاق وحل المشكلات العالقة ,علي القضايا العالقة من ترسيم الحدود وقضية آبي وهما اكبر عقبتين يقفا حاجزا في تقدم إجراءات الاستفتاء إلي الإمام ، وما يزيد الطين بلة هو بعض التصريحات النارية لوزير الدفاع السوداني من القاهرة بخصوص عدم إجراء الاستفتاء ما لم يتم ترسيم الحدود أولا وان الحكومة في الشمال لن ولم يعترف بأي استفتاء يقام ما لم يتم حل كل القضايا العالقة بين الطرفين وهو أمر أن دلت علي شئ إنما يدل علي رغبة البعض من قيادات المؤتمر الوطني في استفزاز مشاعر الجنوبيين لجرهم للحرب ومن ثم انهيار اتفاقية السلام الشامل والعودة إلي المربع الأول ولاسيما أن تلك التصريحات وردت من القاهرة . وبهذه العودة للحرب يكون المؤتمر الوطني قد تخلص من حاجز و مآزق التي وقع فيه عندما قبل بتقرير المصير و التخوف من الانفصال التي بات كل المؤشرات تشير إلي انه الخيار المرجح الآن للجنوبيين جراء تمسك النخبة الحاكمة في الشمال في جعل الدولة ، دولة دينية مستعربة وعدم الاعتراف بالديانات والقوميات الأخرى في التوجه السياسي و الثقافي والاجتماعي للدولة، هذا فان الحكومة في الجنوب عليه توخي الحزر وعدم التسرع في ردود الأفعال ،لان الهدف الأساسي لهولاء هو جر الجنوب إلي حرب أخرى من اجل إيقاف ما اكتسبه الجنوب من حقوق أهم ما فيه الحصول علي الاستقلال المنشود في القريب العاجل . وعليه فان الوضع يستدعي للجنوبيين النظر إلي الأمر من كافة جوانبه والاستعداد لمواجهة العواقب المترتبة علي أمر الاستفتاء مما يجعل إعداد عدة استراتيجيات و وضع بعض الخطط العامة طولية المدى وقصيرة المدى يعد أمورا جوهرية في هذا الوقت بالذات فالأمن الغذائي والصحي بالإضافة إلي الأمن العسكري للاستعداد لأي طارئ مما سيحدث نتيجة الاستفتاء هي أمور أساسية يجب النظرة إليها متى ما كان هنالك أي عمل يراد وضعها كخطط واستراتيجيات ،هذا فان تخزين الأغذية من قبل حكومة الجنوب أمر في غاية الأهمية وخاصة في الولايات المتاخمة للشمال كأعالي النيل والوحدة و ولايتا شمال وغرب بحر الغزال وما يجدر الإشارة إليه هو اعتماد معظم هذه الولايات علي الأغذية الواردة من الشمال بالإضافة إلي أن معظم المواد التموينية المختلفة تأتي إليها من الشمال وهذا ما نعيبه علي حكومتنا في الجنوب بالرغم أننا كُنا علي العلم التام بان هناك استفتاء ، نجد انه لم يكن هناك أي خطط أو استراتيجيات تم وضعها رغم أن معظم القادة في الحركة وبعض الأحزاب يعلمون أن الانفصال هي إحدى الخيارات التي يمكن أن يفضلها الجنوبيين علي الوحدة لأسباب كثيرة ومتعددة لا يسعى المجال لذكرها. ومن الأمور الأخرى التي أرى إنها مهمة ولم نضعها في الحسبان والبال هو أمر العائدين من الشمال، من موظفين وعمال و طلاب وتلاميذ وغيرهم بحيث أننا لم نحتاط لكيفية استقبال هولاء وكيفية استيعاب و توظيف هولاء الموظفين وعملية تشغيل العمال الذين سيفقدون وظائفهم وأعمالهم عند عودتهم،ولم نفكر في وضع هولاء التلاميذ ،أي في الإجابة علي السؤال، كيف سيدرسون في الجنوب؟ وبصفة خاصة الذين درسوا بالعربي في المدارس في الشمال، في كل المراحل المختلفة ،الأساس والثانوي وحتى بعض الطلاب في الجامعات لم يدرسوا باللغة الانجليزية وطبعا هنا في الجنوب النظام التعليمي كله أصبح يستخدم اللغة الانجليزية والقادمين من الشمال لا يعرفون غير اللغة العربية وأيضا كيف سيجلس طلاب الثانوي في العام القادم للشهادة الثانوية إذا ما تم الانفصال؟؛ هذه القضية تم التطرق إليه من بعض الاخوه هنا في هذا الموقع علي ما اذكر الأخ كيمي .أذا مشاكل التعليم والطلاب والعائدين يجب أن تناقش ضمن قضايا مع بعد الاستفتاء لمعرفة أوضاع الذين ما زالوا يدرسون في الشمال الآن و ما مصيرهم بعد الاستفتاء وكل الجنوبيين الذين يقطنون في كل ولايات الشمال ،كيف سيساهم حكومة الجنوب في حماية حياتهم وممتلكاتهم أثناء وجودهم هناك إلي أن يعودوا لوطنهم الأم في اقرب فرصة بعد الاستفتاء هذا فهناك الكثير والعديد من القضايا التي يواجهنا قبل وبعد الاستفتاء يجب علي الحكومة في الجنوب وكل منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية المساعدة في طرح القضايا الملحة ووضع الحلول الممكنة و المشاركة في تقديمها، لان الزمن لا يسعفنا لنتماطل أو نبخل بها . هذا مجرد بعض ما أراه قد أكون مصيب أو مخطئ ولكن للنتفاكر معا في وضع مقترحات ليستفيد صانعي القرار منها 

ولكم مني أعطر التحية .

ملحوظة هذا المقال كتب في فترة سابقة وقد يكون هناك بعض التطور والتي قد لأتخفى للقارئ الكريم، ولكن رادة الشبكة بملكال كان السبب في تأخيره.