logo

© وكالة حماية البيئة / جيورجوس موتافيس

© وكالة حماية البيئة / جيورجوس موتافيس

فرانسيس مايكل

"كوني" شعار لمناهضة قضايا المراة بجانب اللون "البرتقالي" تعبيراً بالوقوف مع قضية المراة، وياتي حملة الـ16 يوم هذا العام، في ظل ما مرت به المراة في جنوب السودان من التحديات خلال أربعة سنوات من الحرب الأهلية منهن من تعرضن لأبشع جرائم الإغتصاب والعنف الجسدي والقتل وغيرها، لكن تظل المراة في منظور المجتمع هي مجرد آلة لإنتاج النسل أو خادمة الرجل.

إن العنف الواقع ضد النوع في أساسها لا تقتصر على الجنس الواحد، لكن أبشع الأحداث التي تتعرض لها النساء والأطفال تستحق الوقوف عليه للحديث عنه بإعتباره قضية إنسانية قومية يحتاج لتحرير المراة من كل حالات الظلم والعنف، ورغم ان العديد من الجرائم غير مبلغ عنه بسبب إنعدام العقاب والصمت الكبير خوفاً من وصمة العار الإجتماعي والإحساس بالفضية، تدفع الجميع لتعاطف معها، والحقيقة هي أن هذا حق من حقوقها ان لا تتعرض أي شخص للعنف.

لماذا يجب ان يخاطب الرجل قضايا المراة؟، العديد من الناس يستغربون عندما يكتب الرجل عن شأن المراة بينما تصمت هي "المراة" ولا تعرف من أين تبداء بسبب إنها لم تتلقى إشارة من الرجل للوقوف عن شأنها، والحقيقة هو أن قضية المراة في نظري هي قضية تسويقية من الرجل ويجب أن يرفع الرجل يده وتعطي المراة مساحة لمخاطبة قضاياها بنفسها، وهي أولى بالحديث عنها حتى لا تحسهن بالتهميش، ولكن على المراة في جنوب السودان أيضاً أن تفهم إنها قادرة لنهوض في غياب الرجل لتصل الى مرحلة المساواة والريادة في السياسة والإقتصاد والفن وغيرها.

في دولة جنوب السودان تتعرض الكثيرات من النساء لعمليات الإتجار بالبشر عن طريق بيعهن لأصحاب الثروات الضخمة داخل المدن مقابل الحصول على المال، وفي الريف الكثيرات منهن ضحايا التحرش الجنسي وأفعال جنسية لأطفال قسر والزواج الإجباري وغيرها وهذا بفعل التداخل الإجتماعي مابين إنسان الريف والمدن بجانب الحرب وإنتشار أفراد مسلحين في القرى، ولكن هذا القضايا هي مكتوم عنه بسبب أن معظم نشطاء المجتمع المدني ترتكز أنشطتهم في المدن فقط ولا يهتمون بإنسان الريف البعيد، إذاً التحرك العـأجل بترك المدن وتحويل أنشطة التوعية إلى الريف لمناهضة قضابا العنف الجسدي قد تساعد في إنقاذ ما تبقى.

لماذا يجب لنا كرجال إعتبار قضية المراة إنها أساسية في جنوب السودان؟

يتفق الكثير من الناس أن العادات والتقاليد لها تاثير على ممارسات العنف الواقع ضد النوع، ومما تؤدي دوماً الى إرتفاع نسبة العنف المستمر ، وما يغيب الظن أن أبشع أنواع العنف تقع في المدن مثل جرائم الإغتصاب والعنف الجسدي وغيرها، تدفع العديدات منهن لحالات الإنتحار او إرتكاب جرائم تعزلهن من المجتمع، ونجد ان الفئات المتورط من الرجال هما شخصيات لهم الواعي التعليمي أو مسؤوليين بازرين، لكنهم لا ينتبهون ان أفعالهم هذا ليس وإلا عنف بطريق ما ضد المراة. فلماذا لا نعتبر القضية محوريةكونها ترتكب بفعل شخصية تتمتع بالقوة او السلطة وان كان السلطة المنزلية لتمارس التسلط العنف على المراة بطريقته الخاصة، وإن كانت المراة لاتدرك أهميتها في المجتمع حان الوقت لتعرف أنها ليست آلة يتم تكليفها يجب أن تختار ما تناسبها في الحياة مشاركة في السلطة شؤون الأسرة إتخاذ القرارات وغيرها من قضايا الحياة.

يتم ممارسة أساليب مبتكرة ويعتقد الناس أنها لا تمس بالمراة، مثلا تقييد المراة من العمل في المجتمع الريفي وحرمانها من الخروج خوفا من الإنفلات، كذلك بعض هذه الممارسات قد تثير العديد من التساؤلات وهي مشاريع تتبنها الدول المتقدمة مثل اوربا وأمريكا وغيرها، على سبيل المثال فتح بيوت الدعار لتدخلها الرجال في أي وقت لإشباة رغباتهم الجنسية والتعامل معهن من دون رفق بهدف ان هذا الرزيلة تتم مقابل المال، في نظري هذا يعتبر عنف ضد المراة بطريقة ما، ولكن نظرة المجتمعات المتقدمة تضعها ضمن الحريات المكفولة في قانون حقوق الإنسان الدولي وهي مسائل يجب أن يقف عليه العالم ككل لوقفها وإحتراماً لكرامة النوع.

إن العبودية والإستغلال الجنسي التي تتم على أساس النوع، في جنوب السودان، يجب أن تتوقف لتنهض المراة والطفل والرجل معاً بهدف خلق مجتمع سلمي يهدف إلى المساواة بين النوع، وأن كانت التحدي الأكبر أمام المواطن يجب إزالته بتعليم المراة والطفل والرجل لمحاربة العنف القائم على أساس النوع.

الخلاصة هو ان الرجل دوماً يضع الأشياء في مصلحته لتحقيق أهدافه، وهذا منظور الغرب لأفريقيا بصنع الأشياء وخلق أزمات تشغل بها أفريقيا لنسيان دورها في التطور، هكذا هي عقلية الذكورية لدى إنسان الريف والمدن الذين يتزعمون التطور والتثاقف، وتضع امام المراة الكثير من المشاكل ولتشغلها بهدف نسيان مشاركتها في المجتمع بصورة فعال.

 

Francis michael
Journalist - South Sudan صحفي من جنوب السودان
phone: (+211) 912 199 976
(+ 211) 926 398 793
(+ 211) 956 421 514
( +249 ) 915252324 - SUDAN