logo

نال السودان الحالي استقلاله رسميا من بريطانيا يوم 1-1-1956 بعد ان اتفق النواب جميعهم بما فيهم الجنوبيون على اعلانه من داخل البرلمان دون انتظار الاستفتاء ليختار الشعب مابين الوحدة مع مصر او الاستقلال التام.

هذا الاستقلال تم وفي جدار الوطن شرخا عميقا نتج من تمرد الجنود الجنوبيون في خامية توريت بقيادة الملازم البطل الشهيد ليوناردو والذي دحض بما لايدعو مجالا للشك الاكذوبة الكبيرة التي اطلقها السيد اسماعيل الازهري عندما قال مخاطبا الشعب

السوداني(ها نحن قد جلبنا لكم الاستقلال ناصعا سليما كالصحن الصيني لا فيه شق ولا طق) !!!

الشاهد في الامر هو ما يمر به الجنوب حاليا من احداث تكاد تعيد نفسها بالكربون من الظروف التي مر بها السودان الكبير عندما نال استقلاله.فالجنوب اليوم على اعتاب الاستقلال بعد اقل من عشرة اشهر وهو يشهد شرخا كبير في وحدته الوطنية بوجود تمردات وتزمر في الكثير من مناطقها,وهي تمردات لو تعلمون ذات اثر سلبي بالغ على مستقبل الدولة الوليدة مهما اختلفنا في مشروعيتها كوسيلة لرفع المظالم.

المثل العربي يقول ان العاقل من اتعظ بغيره وليس بنفسه, عليه فالمطلوب من كل الحادبين على مستقبل الجنوب على رأسهم الحزب الحاكم في الجنوب الحوار الجاد مع قادة هؤلاء الاخوة امثال جورج اطور, قلواك قاي, جاوجاو , و روبرت قوانق والاعتراف بمظالم ومخاطبتها بكل تجرد ووطنية من اجل الوصول استقلال نظيف بلا بؤر توتر يمكن ان يستقلها العدو في سعيه اليأس الي اثبات ان الجنوبيون لايستطيعون حكم انفسهم وبالتالي اعادة غزوهم والي ارجاعهم الي حظيرة السودان القديم.

اختم واقول ان الحركة الشعبية عليها المسؤلية التاريخية الي الدعوة الي حوار في منبر تأريخي يؤمه كل الاحزاب السياسية الجنوبية والمثقفين ووجهاء القبائل من اجل مساعدتها في وضع خارطة طريق العبور الي ارض الميعاد بسلام يشعر به الجميع انه قد شارك فيه وبالتالي المحافظة على سلامته ورفعة مواطنيه

ودمتم

شول نيضوك