logo

John garangرؤية السودان الجديد التى قدمها الدكتور جون قرنق ترتكز على تحليل علمى للاوضاع و تستند على تقويم متماسك لها فى واقع السودان التاريخى و المعاصر حيث شدد فيها على ضرورة تاسيس السودان الجديد على واقع وليس على الخيار ووحدة جديدة تقوم على واقعين الواقع التاريخى او التنوع التاريخى والواقع المعاصر وينوه في طرحه لضرورة الرجوع الى الماضى لادراك الحاضر وتمهيد لمستقبل وضرورة الاهتمام بتاريخ السودان القديم و الممالك التى نشات فى السابق.

وهذا هو ما اطلق عليه التنوع التاريخى وتطرق قرنق فى رؤيته للسودان الجديد لشكل ثان للتنوع المعاصر حيث يتكون السودان من قوميات متعددة ومجموعات اثنية متعددة ووجود اديان مختلفة بالسودان ، فهناك المسلمون و المسيحيون و اصحاب كريم المعتقدات الافريقية واديان اخرى كلها متعايشة من زمن بعيد هذا هو التنوع المعاصر حيث ان وحدة السودان يجب ان تاخذ هذين المكونين لتطوير الرابطة الاجتماعية والسياسية و تستند على التنوع التاريخى والمعاصر للشعور بانها تضم جميع السودانين ويفخر الجميع بالانضمام اليها والدفاع عنها وحدة تشمل جميع السودانيين بغض النظر عن العرق والقبيلة والدين.

ومن اركان الاساسية لمشروع السودان الجديد:-

-وحدة السودان من نمولى الى حلفا ومن طوكر الى جنينة

اولا:بخصوص وحدة السودان اصبح طوعا وليس كما كانت فى ادبيات العمل السياسى للحركة الشعبيية كواحد من اركانها التى لايمكن الفرض فيها،ولكن على ارض الواقع فشل هذا الركن فى تطبيقها و السودان الواحد محددة بقيام دولة فى جنوب السودان بعد الاستفتاء يناير العام القادم بين الخيارين الوحدة او اىنفصال و لكن معظم المؤشرات تشير الى الانفصال بواسطة مسيرات المؤيدة للانفصال فى مدن الجنوب وتخاطبها كبار مسؤلين الحركة بالدولة وتوجيح اجهذة الاعلامية بعمل من اجل ذالك مما يؤكد ان وحدة السودان قد سقط .فهل هناك وحدوي فى الحركة الشعبية؟

-فصل الدين عن الدولة

تشير رؤية السودان الجديد الى ان اىمجتمع يقوم على مكونات مبتسرة لايمكن ان يصمد او يعش طويلا هذا ما ينبى به تاريخ البشرية  على التكيف بسهولة وان يستمد اسباب القوة لا ستمراريته و بقائه.فقضية الدين بالدولة افضت الى شروخ فى النسيج مجتمع السودانى ولايمكن عن تكون للدولة دين،و فليس كل السودانيين بمسلمين وظل قرنق يقول دوما بانه مع الاسلام والمسلمين وليس مع جعل السودان دولة اسلامية وعربية.و يدعو الى بناء دولة قومية نتيجة لتفاعل المجموعات البشرية فى مجال الاقتصادى والاجتماعى والسياسى والروحى وبمرور الوقت تنشاء رابطة اجتماعية وسياسية وعدم ربط المناصب القيادية بالدولة بالدين كما هو فى شمال السودان والشريعة الاسلامية اصبح مصدر اساسى للتشريع فى الشمال اذا فصل الدين عن الدولة او السياسة وجعل السودان دولة علمانية قد فشل تطبيقها على مستوى السودان ولكن نجح بالجنوب فقط.

وفى ختام حديثى مشروع السودان الجديد قد فشل فى شمال السودان و اصبح محصور بالجنوب لوجود لارضية خضبة لها،وسيطرة الحركة على السلطة والثروة .وغياب د/جون قرنق مثل خسارة فادحة للمشروع السودان الجديد وللحركة التى بناها و سهر عليها،خصوصا و انه كان يعتمد على قوة دفعه الذاتية فى التنظير للمشروع السودان الجديد و الدفاع عنه بما جعل الحركة تدفع فاتورة المفكر الوحيد اليوم بعد رحيله،وكان سيكون صاحب الكلمة الراجحة فى تغليب الوحدة انطلاقا من رؤاه وقناعاته ان الخير طله فى ظل الوحد،والحركة الان تعانى من عدم الالتزام بفكره وخطه الذى رسمه قرنق وعدم الاهتمام بانشاء مؤسسة للفكر تهتدى بها سياسات وتوجيهات هؤلاء القادة.فهل يوجد قيادات بالحركة الشعبية مثل قرنق من جانب الفكرى.اننا فى جنوب السودان نؤيد قيام استفتاء فى مؤايدها لفشل خيار الوحدة الجاذبة وهذا ما اكدناه عندما كنا فى الجامعات السودانية بان مشروع السودان الجديد سيفشل فى الشمال وسينجح فى جنون السودان.