logo

الجزء الأول

رغم إن أخي و صديقي إدوراد أندرو أشيك عنون مقاله بانه رد علي مقالي السابق " أسئلة بريئة الي الدكتور بيتر أدوك نيابا " الإ إنه وقع في فخ الدفاع الاعمي عن صديقه و زميله المثير للجدل في هذا المنبر فاولينو أوموج أوماي مدعي النقاء السياسي، و رجل ودكونة الذي إتضح هو الأخر إنه كان متورطاً حتي أخمص قدميه في التعامل مع المؤتمر الوطني عندما كان ضمن كورال ما كان يعرف أنذاك بالسلام من الداخل تحت إمرة الدكتور رياك مشار تينج!!

أقول الدفاع الاعمي ، لأن الدفاع من حيث المبدأ سواءاً كان الدفاع عن الصديق ، الحزب او الفكرة أو أياً كان ، هو حق مشروع لأي إنسان داب علي وجه هذه البسيطة و لا ينبغي سلبه أياه ، فالإنسان علي حال من الاحوال مفطور منذ إن خلقه الواهب علي الدفاع إما عن نفسه او عن الاخرين او عن أفكاره.

أما أن يعميك الدفاع عن الصديق او الحزب عن رؤية الحقيقة الواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار و كذلك عن قول الحق البائن ثم تهرول بلا هدي متهاتفاً علي الباطل ، خاصة و إننا نتحاور حول امور سياسية ، فهذا لعمري ضرب من الرياء غير المقبول إطلاقاً ، و نوع من خداع الذات الذي حتماً سوف ينتهي بصاحبه في نهاية المطاف الي دوامة من الاضطرابات في منظومته الفكرية، إن لم نقل إضطرابات و عقد نفسية!

لأن ناكر الحق ظالم ، والظالم كاذب ، و الكاذب الي قيام الساعة لن يكون متصالحاً مع ذاته ولا أميناً مع نفسه بما يؤهله لقيادة حوار بناء .. هذه هي مشكلتي بعض مرتادي هذا الموقع علي حداثتي فيه!!

و لئن كنت أعرف الأخ إدوراد عن قرب منذ وقت مبكر ، وهو كادر سياسي مشهود و له إسم في الساحة ، فانني اربأ به إن ينزلق الي هذا المنزلق... حتي لا يصير نسخة مكررة من صديقه أوموج و من لف لفه .

لذلك فان أغلب الظن عندي ، كما أبنت أعلاه هو إن الأخ أدوراد وقع في الفخ الذي نصبه له صديقه أوموج من خلال الشوشرة و الضجيج الخاوي الذي ظل يثيره في هذا المنبر ، وذلك عندما إنبري بحماس مدافعاً عنه ، فجاء مقاله علي عكس ما رمي اليه عندما هم و أمسك القلم!!

بما إن المقال جله كان مكرساً للمنافحة عن فاولينو و ليست الحركة الشعبية المفترئة عليها ، فلا مناص أذاً من محاججة الاخ إدوراد حول من الذي يستخدم إسلوب الاساءة و الكلمات الرخيصة المعباة جاهزة الاستخدام ضد الاخرين ، وهي كلمات و مستصطلحات يقرف منها كل من يفلس في النقاش الموضوعي ويظل يكررها برتابة ظاناً إنه سيرهب بها الاخرون!!

نعم لقد نعتت فاولينو أوموج بالمهرج البهلواني ، فما يفعله هذا الفحل هنا في المنبر إن لم يكن هو التهريج بعينه ، فلياتي لنا إذن أخونا إدورارد أندرو أشيك بتعريف أخر لمعني كلمة التهريج و ليشرح لنا ما معني ان يقوم الشخص بتوزيع الاتهامات جزافاً دون وجه حق ضد الاخرين الذين لا يتفقون معه في الرأي !!

فاولينو أوموج يعطي لنفسه الحق في الاساءة الي محاوريه ووصمهم بالعمالة و الخيانة و الارتزاق و الهرجلة وغيرها من الكلمات علي هذه الشاكلة .. بل ووصل به الامر الي درجة وصفني بالجنون فقط لمجرد إنني أختلف معه في الرأي!!

لماذا تركت يا إدوراد كل هذه الاساءات و البذاءات التي...بها صاحبك فاولينو و ووجدت له مخرجاً بان سميته بالدفاع عن الانتماء السياسي، ثم تاتي بكل بجاحة و تعيب علئ وصفه له أنا و الأخ شول كوديت بالمهرج البهلواني؟ هل الدفاع عن الانتماءات السياسية يتم بسب الاخرين ؟ ألم أقل لك إنك وقعت في فخ الدفاع عن الرجل بالباطل ؟!!

ثم من هو فاولينو أوموج هذا حتي يوزع لناس صكوك الوطنية و البراءة من صفة العملة والارتزاق ؟ واين هو من أنشطة الحركة الشعبية ؟ أسأل هذه الاسئلة لأنني لم راه قط لا في قطاع الشمال ولا في قطاع الجنوب كما انني لا أعتقد انه كان ناشطاً علي مستوي ولاية أعالي النيل ، و لم أشاهده أو اسمع باسمه من قبل في منشط من مناشط الحركة الشعبية الكثيرة في الخرطوم و جوبا وملكال ، يناسب الشوشرة و الضجيج والغبار الكثيف الذي يثيره هنا في منبر فشودة حتي تحول الي ثور في مستودع الخزف !! فانا أعرف شباب كثيرين يعملون بصمت في خدمة الحركة لا يرومون الا المصلحة العليا للجنوب ، ويقبلون النقد بصدر رحب وقلب لا يشكك في وطنية الاخرين .

و لعل أمثال أوموج، يختزلون الحركة الشعبية في مكتب الامين العام المحترم و في شخصه فقط و المناسبات  الاجتماعية ذات الصلة به، و الا فلماذا هم غائبون عن هياكل و أجهزة الحزب و أنشطته الجماهيرية!!

لم توفق يا إدوراد في سؤالك عن إنتمائي التنظيمي ، و كانت إجابتي ستختلف لو كانت صيغة سؤالك مختلفه عما جاء في مقالك ، لأنه بحسب سؤالك فانك لا تريد معرفة إنتمائي التنظيمي من باب العلم بالشئ فقط ، و لكن لكي تحفظ و تهب إلئ حقوقاً في النقاش.

وهذا في حد ذاته ينطوي علي فهم أخر ، وهو ان النقاش في هذا المنبر حكر علي المنظمين سياسياً ، وفي أسوأ الفروض منسوبي الحركة الشعبية و التغيير الديمقراطي ، و بالتالي علي من يريد الكتابة هنا في اي موضوع ذات صلة بالاوضاع في الجنوب إبراز بطاقة هوية تنظيمية لعسس الموقع فاولينو أوموج و ادوراد أشيك حتي تحفظ حقوقهم عند النقاش ، و الا فإنهم عرضة للسب و الاساءة!!

أنا يا إدوراد ما أكتبه هنا يمثل أرائي و تحليلاتي للوقائع وفق منهج النقد البناء بغية لفت نظر المسئولين الي جوانب القصور في الاداء في دولاب الحكومة.

الذين يعروفونني ومن بينهم إنت، يعلمون إنه يصعب علي الاخرين إملاء شروطهم علئ ، و لدي قناعات و مبادئ راسخة طورتها بنفسي بالحراك مع الكتب وحوارمع الناس . هذه القتاعات جعلتني أنمو نموءاً فكرياً طبيعياً لا شائبة فيه ، وفتح هذا النمو الطبيعي مداركي علي قضية الجنوب و تعقيداتها منذ فترة مبكرة .

فوق هذا و ذاك فان التدريب المهني و الخبرات التي إكتسبتها في العمل في مجال الصحافة و الاعلام لفترة تقارب العشرة سنوات الان علمتني شيئاً واحداً ، هو الا إنحاز الا الي جاتب الحقيقة ، و الحقيقة عندنا في الاعلام مختلفة تماماً عن تلك التي يتداولها أوموج وشيعته في هذا المنبر، الحقيقة عندنا هي القصة من كل اطرافها أو مشاهدة الواقع ثم الكتابة بامانة.

و الامانة هذه قد تكون كلمة ذات وقع ثقيل علي كثيرين من مدعيي النقاء السياسي من المناضلين الفجائيين الذين في غفلة من الزمن ظهروا و صاروا ملكيين أكثر من الملك.. فان لم تكن لديك ضمير صاف ومع متصالحاً مع نفسك لن تستطيع ان تكتب بامانة!

كمثقف دائماً أنحاز الي الشعب و أتعاطف معه ، لذلك عندما أقول ان الخدمات الصحية في الجنوب مثلاً منعدمة و ان الحكومة لا تفعل الكثير لتحسينها، فانا في الواقع انقل إحساس المواطنين و المرضي و اشرح واقعاً معاش علي الارض و ليس في الخيال!

واذا كانت كتاباتي الناقدة هنا تصادف هوي عند البعض او تغضب البعض الاخر فهذه ليست مشكلتي ولكن ربما كانت مشكلة الاخوين فاولينو و إدوراد ، فالنسبة للأول فان فهمه لا يتعدي حدود جدلية الحركة الشعبية و التغيير الديمقراطي ، لذلك فان اي شلكاوي عنده يجب ان يدور في هذا الفلك ، و هو فهم فطير يكشف إن الاخ فاولينو ربما لم يكن نموئه الفكري سليماً أو جاء الي المدينة حيث الحضارة متأخراً!

في الجزء الثاني سوف أتطرق الي مزاعم إدوراد أندرو حول تفاوت الانتماء الوطني بين الناس الي جانب مغالطاته أخري!

كيمي جيمس أواي

28\8\2010