logo

 مظاهرة في شوارع جوبا تدعو لاستقلال جنوب السودانالملاحظ خلال الاونة الاخيرة كثرة تصريحات ومقالات ونشرات وندوات وسمنارات و غيرها من منابر الاعلامية سوى داخل السودان او خارجة يناولون الاستفتاء و جدلية الوحدة والانفصال ، ايضا  الملاحظ خلال  هذه الايام مجموعة من مقالات كتاب الاعمدة في الصحف السودانية وغير السودانية ، وتقارير المراسلين لقنوات المحلية والعالمية والمحللين وسياسين... ولقد ركزوا علي تراجع الوحدوين داخل الحركة الشعبية و عن مشروع وحدة السودان ، وظهور تيارات انفصالية داخل الحركة الشعبية ، وقيام جسم شبابى على مستوى جنوب السودان ينادون بالانفصال نهارا وجهارا، مما يعنى خيار الوحدة اصبحت فى كفة العفريت.

ولكن معظم الذين يتباكون عن ضياع الوحدة وقرب الانفصال من النخبة السياسية سوى داخل السودان او خارجه لم يساءلوا انفسهم يوما ،لماذا اصبحت خيار الانفصال جاذب لدى مواطن الجنوبى؟ ، ماهى الاسباب الرئيسية التى ادت الى تزايد اعداد الإنفصاليين؟ ،ما اجدر و افضل مناقشة الاسباب الاساسية التى جعلت الانفصال اكثر جاذبية من الوحدة الجاذب المنصوص فى اتفاقية السلام الشامل ، واصبحوا يتباكون حتى اختلط الحابل ونابل ، اود ان  اشارك الاخوة  الباكين علي  اللبن المسكوب ( وحدة السودان) بالبكاء اذ اتفق معهم في ان العالم في الاتجاه الي التكتلات السياسية والاقتصادية وليس في الاتجاه الي  التشرزم حيث ان القوة في الوحدة ، ولكن خيار الوحدة اصبحت ضعيفة وغير جاذب لدى كثيرين من النخب الجنوبية بسبب الافعال وقرارات وسياسات وممارسات غير سليم من النخب السياسية الشمالية و الحزب الحاكم بصفة خاصة وهى تتمثل فى الاتى :

اولا لا يختلف اثنين  بان السودان دولة متنوع  الاعراق ( اكثرمن 640 قبيلة ) والاديان ( المسيحية والاسلام واليهودية والاديان الافريقية ) واللغات  بالتالي تعدد الثقافات  ومن  البديهيات هو ان  اي  جماعة دينية او عرقية بتنظر لنفسها بالاعتزاز وبتنظر  للاخر المختلف  عنها بالنوع  من السخرية والاستعلاء بحكم ان  دينها  هو  الدين  المعترف  به  عند الله وان  عرقه  هو  الاسمي  والارقي  وهذا شي طبيعي في  طبيعة  البشرية لا خلاف فيه بين اثنين بالتالي  مراعاة لهذه التنوع وضرورة  ادارتها بالحكمة طرحت  الحركة الشعبية  رؤية السودان الجديد اي  السودان  علي  اسس جديدة سودان  العدالة  والمساوة السودان  يكون  فيه  المواطنة (وليس  الدين  ولا عرق) اساس الحقوق والواجبات بالمعني ان  تكون  الدولة هي  الحكم  بين  تلك  المجموعات  العرقية والاديان  المختلف.

وهذه هي  دور الدولة بالضبط في ادارة  تلك التنوع  لان  وبمجرد  اعطاء الدولة اي صفة سواء كان  صفة دينية كدولة  مسيحية او اسلامية او صفة عرقية كدولة عربية او نوبية فقدت  الدولة حيادتها  في  هذه الحالة وهو ما  حدث بالتحديد عندما  اتخذ  الدولة السودانية   الطابع  او الصفة  الدينية والعرقية  ولك  الامثلة حيث  نجد  في حالة  الجنوب تم  تعبئة الشعب في الشمال بان  الاسلام في الخطر من قبل الكفار في  جنوب المستخدمون من قبل  الصهائينة والنصار ومن  دول  الاستكبار  والتي  كانت تقوم  بتعبئة الشعب  بهذا  الفهم هي  الدولة متناسين بان  هؤلاء الجنوبين  الكفرة حسب زعمهم هم  من مواطنيها والذي من المفترض ان يسهر كدولة لامنهم واستقرارهم ، هذا مشروع الانقاذ فى ايامها الاولى ، غير مدركين عواقبها فى مستقبل بين ابناء الوطن الواحد.

ثانيا خلال الفترة الانتقالية التى من مفترض ان تكرس الدولة الى مشروع وطنى يستوعب مكونات الدولة وقبول بمشروع السودان الجديد فى حدها الادنى ، بداءات الحزب الحاكم فى إلتفاف حول اتفاقية وتباءطؤ فى تنفيذ بنودها فى الارض الواقع ، مما ادى الى الاختلاف فى تفاسير كثير من بنود الاتفاقية وجدل مفاهيمى حول مفهوم خيارى الوحدة الجاذبة والانفصال مما ادى الى تباين فى وجهات النظر حول تطبيق كثير من بنود واخرون فى الشمال اصبحوا فى مسيرة البحث عن اسباب العودة لمفاهيم العودة الطوعية للوحدة الجاذبة دون دفع قيمة فاتورتها والاخرون من الاصوليين فى الشمال ظلوا يقولون ان الجنوب استنزاف الشمال أقتصاديا احسن يذهب لان ليس هنالك اى عناصر تعايش فيما بينن، واخرون يتحالفون مع المؤتمر الوطنى لوضع استراتيجيات لعرقلة اجراءت سلامة ممارسة الشعب الجنوب عملية الاستفتاء فى عام 2011م مستخدمين بعض ضعاف النفوس من ابناء جنوب السودان مستفيدين من اختلافاتهم مع الحزب الحاكم سوى كان الاختلاف ناتج من برنامج الحزب او من اجل مصالح الذاتية والبعض فى الشمال يرى ليس هنالك مشكلة فى السودان غير الجنوبين و ان انفصال الجنوب سلام وعافية لجسد السودان هذه ازمة مفاهيم موجودة فى تفكير عدد من الكائنات البشرية المغيبة عن حقيقة الازمة السودانية فى الشمال السياسى و الجغرافى تجاة مطالب شعب جنوب السودان، وتمادى المؤتمر الوطنى وعدم تطبيق وتنزيل كثير من بنود اتفاقية السلام الشامل فى مواقعها الصحيح وفى توقيت المناسب .

يبقى سوال المنطقى لماذا يتخاوف المؤتمر الوطنى من انفصال الجنوب ؟ والشى المؤكد ليس لاسباب وطنية بل لاسباب اقتصادية مرتبطة بالخوف الناتج من فقدان ( 10 ولايات جنوبية ) تنتج اكثر من ( 60% ) من نفط السودان كانت تغذى خزينة المؤتمر الوطنى لتمكين الاجهزة الامنية لقمع الشعب السودانى لان قوتها فى الاجهزة الامنية والمال ولذلك لازم تعيش حالة اهستيرية لفقدان عنصر اقتصادى .فى اتجاة المعاكس ظهر لدى كثيرين من ابناء الجنوب مخاوف من الوحدة ،الخوف نتاج تجربة حافلة بنقض العهود مع الشمال منذ اعلان الاستقلال الى تاريخ اليوم، تجربة اكثر من 50 عام اكملت دراستها حول فرص امكانيات التعايش مع الشمال وهذا الحصاد الكافى نتج منها ذهنية جنوبية نخبوية وشعبية بان الشمال لا يؤمن بمنهج الانسانيات تجاه العرقيات الاخرى ولا يؤمن بفكر العدالة والمساواة فى رسالة ثوابته الاجتماعية والثقافية والدينية لان ذهنية التعالى على مجمل ترتيبات الحاجات الانسانية جعله مريض بنظرية عدم قبول الاخر بحاجتة الثقافية ، ولذلك يرى الجنوب صعوبة التعامل مع كائن شكلة ومظهره انسان ولكنه لا يستوعب معنى الانسانيةوالتعايش والوحدة الاجتماعية داخل تطور القرية الكونية المتصالحة مع النفس . مما دفع كثيرين الى مغادرة ميدان الوحدة الوطنية تجاة انفصال و قيام دولة جنوبية الى حين توفر شروط العودة الطوعية وفق متطلبات حراك النداء الوطنى للوحدة الوطنية المبنية على الثوابت الوطنية الخالصة وحقيقية، وليس وحدة الموارد . هذه الاسباب مجتمعة ادت الى تراجع عدد الوحدوين داخل الحركة الشعبية لتحرير السودان فى الاونة الاخيرة وجعل خيار الانفصال جاذب اكثر من الوحدة وسط الجنوبيين، حتى إشعار اخر .

ودمتم ودامت نضالات الهامش

فاولينو اوموج اوماى

27 اغسطس2010