logo

 الصحراء الغربيةسبق ان كتبنا في موقع فشودة دوت أورق يوم 10/8/2010 عن ترسيم الحدود والمخططات التي يصوقها العدو لتمديد وتأجيل، ومن ثم الغاء الأستفتاء على غرار ما جرى في الصحراء الغربية. فالان وبعد مرور تسعة أيام ظهرت الحقيقة ناصعة البياض كبياض الثلج و نقاوته. وهذا بأعتراف أعضاء الحركة في مفوضية استفتاء جنوب السودان.

لأهمية الموضوع كان من الواجب أن نعيد نشر المقال مصحوباً مع المقال الذي تم نشره في جريدة الشرق الأوسط في يوم 19/8/2010، لتعم الفائدة.

ما قيل عن الأستفتاء

خلال هذه الأيام ظهرت تصريحات من قبل مسؤولين كبار في حكومة جنوب السودان مفاداها أن الاستفتاء قائم حتى ولو لم يتم ترسيم الحدود.

نعم الكل مع اجراء الاستفياء في موعدها المقرر. هذا بند من بنود اتفاق السلام الشامل واستحقاق من استحقاقات التي حصلنا عليها عن طريق النضال الطويل والمرير، بل أنه جوهر الاتفاق وأهم بند فيه.

لكن يجب أن ننتبه لما نقوله ونتفوه به من خلال الاعلام، لانه فخ كبير نصبه لنا أعداء السلام وهم كثر هذه الأيام. لذا أرى ان من الواجب اعطاء أولوية لترسيم الحدود لأسباب الآتي:-

أولاً :"معرفة من هو المواطن الجنوبي":. لكي نحدد من يحق له التصويت، وجب علينا معرفة الحدود، فهناك تداخلاً كبيراً بين موطني الجنوب مع غيرهم من ولايات الشمال في الحدود، بل هناك توغل من قبل الشمال نحو الجنوب ومحو العلامات التي رسمه المستعمر الأول (الانجليز)، لذا كان لابد من اعادة ترسيم الحدود حسب قانون سنة 1956 لكي يأخذ كل ذو حق حقه في التصويت.

ثانياً: "معرفة معالم دولتنا القادمة":. بما أن الحدود هو البوصلة التي تحدد اتجاهنا وهويتنا الجغرافية، فأنه يرسم خارطتنا في القارتنا الام، (أفريقيا). فلا يمكن أن نغفل عن موضوع الحدود ونهتم بمسألة التصويت، لانهما وجهان لعملة واحدة لا يمكن الفصل بينهما. لايعقل أن نحلم بدولة غير واضح المعالم، فعندما نقول أن هناك شمال وجنوب فلا بد من وجود علامة ما تفصل بينهما و هذا هو ما نسميه (الحدود).

ثالثاً: "اقتسام الثروات":. وجود أي ثروة من الثروات الطبيعية في أي دولة، يمكن أن يكون سبب نعمةً أو نغمة. بنسبة لسودان فان الثروة و اقتسامها كانت دائماً عاملاً من عوامل الحروب والشقاء. وبما أن البترول المكتشف الأن في السودان أغلبه في الجنوب والقليل منه بين الشمال و الجنوب ، نرى أن التقسيم غير عادل لأنه يعطي نسبة 50% من عائداته لكل من الشمال والجنوب على حدٍ سواء، علماً أن بترول الجنوب هو الذي يتم تقسيمه أما الذي يقع في الشمال فلا. بالتالي كان من الضروري أن يتم رسم الحدود حتى نتيقن من كمية البترول المستخرج بالجنوب. فالمعادلة تقول (كلما زاد كمية البترول المستخرج من عندنا كلما زاد عائداتنا والعكس صحيح).

من خلال هذا التوضيح البسيط يمكن أن نعرف أهمية ترسيم الحدود بنسبة لنا، نهييك عن تفادي الجدل وصراعات الحدود بعد الاستفتاء (الاستقلال). فمن هذا المنطلق أطلب من الأخوة في جوبا أن يعطوا أولوية لترسيم الحدود وترك بعض المواضيع مثل (الديون الخارجية، الجنسية، الخ) ، نعم هذه المواضيع مهم وِ ليس أهم.

سبق أن قلت أنه فخ، فالشمال يسع لتأجيل ترسيم الحدود لكي يجد سند قانوني لتمديد الاستفتاء ومن ثم تأجيلها لأجل غير مسمى، توطئة لابطالها نهائياً، على غرار ما حدث في المغرب. فقضية الصحراء الغربية في المغرب مازالت ماثلة أمامنا حتى يومنا هذا. فنضال جبهة بوليساريو ذهب هباً بسبب التماطل في ترسيم الحدود وتعريف من هو المواطن الصحراوي، وأسواء من ذلك هو أن المغرب قام بتوطين العرب في الصحراء حتى يتم تسجيلهم وسماح لهم بالتصويت في الاستفتاء. خوفي هو أن نفس السيناريو يتم تطبيقه الأن في السودان، فهل قادتنا على علم ودراية بهذه الخطط، أم أنهم ينظرون القشور وما خفى آعظم.

شول كوديت أفاج

أعضاء جنوبيون: رئيس المفوضية يرشح للأمانة العامة شخصا أفشل استفتاء الصحراء

اتهموا رئيسها خليل بتعمد تعطيلها

"الشرق الأوسط" Aug 19, 2010, 10:10

الخرطوم: فايز الشيخ
تفجرت الصراعات بين أعضاء مفوضية استفتاء جنوب السودان من الجنوبيين ورئيس المفوضية محمد إبراهيم خليل. وكشف أعضاء مفوضية استفتاء جنوب السودان الخمسة المنحدرين من الجنوب، عن شبه جمود يكتنف عمل المفوضية وأن الزمن يتسرب من بين يديها، وأشاروا إلى أن المفوضية لم تفعل شيئا منذ 25 يوما، واتهموا رئيسها، خليل بتعمد تعطيل اجتماعات المفوضية، في وقت أكدوا فيها أن مرشح الأمانة العامة الذي يريده رئيس المفوضية كان قد تسبب في فشل استفتاء جبهة البوليساريو في الصحراء.

وحسب مصادر مغربية قالت لـ«الشرق الأوسط» إن صلاح عمر كان أحد الموظفين التابعين للأمم المتحدة في لجان تحديد هوية الناخبين الصحراويين.. وهي ذات مهام فنية بحتة».

وأوصى الأعضاء الجنوبيون في مذكرة حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها القيادة السياسية للجنوب بالضغط على المؤتمر الوطني لتعيين أمين عام من الجنوب، أو إجبار رئيس المفوضية على الاستقالة حال رفضه، على أن يحل محله نائبه، لحين إيجاد بديل، ولفت نظر دول الإيقاد، لما يجري، وتوفير الإمكانات لمكتب استفتاء الجنوب.

وانتقد أعضاء المفوضية الجنوبيون في مذكرة إصرار رئيس المفوضية على تعيين صلاح عمر الشيخ أمينا عاما للمفوضية، زاعما أنه السوداني الوحيد المؤهل للمنصب، وأبانوا أنهم أسقطوا بالتصويت المرشحين صلاح الشيخ وصلاح الدين بابكر، الأمر الذي أثار حفيظة رئيس المفوضية، ومنع ترشيح اسمين من جنوب السودان هما (عابدون أقاوا ولورنس كورباندي)، معتبرا أنهما ليسا مؤهلين للمنصب، وأنه لن يعمل معهما لعدم قناعته بقسمة السلطة والتوازن بين الشماليين والجنوبيين.

ووصف الأعضاء الجنوبيون خليل بـ«الديكتاتور والمتصلب في المواقف»، وأشار الأعضاء الجنوبيون إلى فشل مرشح الأمانة العامة، عمر الشيخ إبان تعيينه نائبا لرئيس بعثة الأمم المتحدة ومشرفا على استفتاء تقرير المصير في الصحراء وحذروا من تعرض استفتاء الجنوب لمصير استفتاء الصحراء ذاته، وأبدى الأعضاء خشيتهم من أن يكون خليل (مخلب قط) للإجهاز على الاستفتاء وحملوه مسؤولية إهدار الوقت، وأبدوا ثقتهم في إمكانية إجراء الاستفتاء فيما بقى من وقت لانتفاء التعقيدات أسوة بالانتخابات.

وقال الأعضاء إن رئيس المفوضية، الدكتور إبراهيم، عبر في مناسبة أو مناسبتين مختلفتين عن وجهة نظره الرافضة لحق تقرير المصير لشعب جنوب السوران، وقال «إن السبب الذي يدعوه للرفض أن حق تقرير المصير يجب أن يعطى للشعوب المستعمرة»، وطبقا للبروفيسور خليل فإن الجنوب ليس مستعمرة، لذلك لا يستحق هذا الحق.

وحسب الأعضاء فإن خليل قال لأعضاء المفوضية إنه كتب ونشر مقالا عن هذا الموضوع في الماضي، بين فيه رفضه أعضاء شعب جنوب السودان حق تقرير المصير.

وقال الأعضاء الجنوبيون: على القيادة السياسية لجنوب السودان أن تمارس دورها القيادي وتنفذ مشيئتها السياسية بأن تتولى بنفسها عملية الاستفتاء، لأن إجراء العملية بنجاح، وفي وقتها المحدد يقع في صلب مصالح جنوب السودان