خلال خمسة اشهر القادمة تتطلع جماهير الشعب السوداني وشعب جنوب السودان بصفة خاصة والمراقبين ومهتميين بشان السودانى إلي عملية الاستفتاء جنوب السودان ومنطقة ابيى ومشورة الشعبية لمنطقتى النيل الازرق وجنوب كردفان او بالاحرى جبال النوبة. اقترب الوعد المضروب للاستفتاء على مصير جنوب السودان، وستكون نتيجته إما الانفصال أو استمرار الوحدة مع الشمال، حسب اتفاقية نيفاشا 2005م.
و من هنا سيكون لهذه الإشكالية حضور فاعل في مقبل الأيام و ستصبح حديث الساعة و لذلك علينا تشخيص الأمر ووضع الحقائق أمام الناس جميعا حتى يقوم كل بدوره عن وعي وإدراك بدلاً من أن ندع الأمور للصدف أن تفعل فعلها و حينها لن يجدي نفعاً لعق الأصابع و الندم . لهذا يجب على كل ابن جنوب تفكير جيدا فى قضايا ما قبل وما بعد الاستفتاء طالما خيار الانفصال اقرب من الوحده الكاذبة التى يتمناه كثير من النخب الشمالية تحت مسمى الوحدة الجاذبة لانها اتضحت من خلال طرح ونقاش وتصريحات وقضايا وما قبل وما بعد استفتاء وتقيم الشراكة خلال فترة المنتهية من عمر فترة الانتقالية ، اتضحت اخيرا على انها وحدة الموارد وليس وحدة الشعب بكل مكوناتها السياسية والاجتماعية مما ادى الى استمرار كثير من امراض السودان القديم رغم مجهودات الى يبذلها حزبكم العملاق SPLM. لذا هذه الوحدة اصبحت غير جاذب فى نظر كثيرين من ابناء جنوب . وفي أثناء كل ذلك؛ يدفع المجتمع الإقليمي والدولي، المهتم بشأن السوداني، باتجاه أن يجري استحقاق تقرير المصير في مناخ آمن لا ينتج تجددا للحرب بين طرفي البلاد، أو يدفع أحدهما للانزلاق في اضطرابات أمنية تهدد الإقليم كله، وتدفع به في أتون عدم االاستقرار. فالمغزى من نقاش مطلبات الوحدة والانفصال وقضايا ما قبل ومابعد عملية الاستفتاء كل ذلك نريد أن يأخذ الأمر حقه في النقاش وليس تحريض وخروج من ادبيات ، البحث وتبادل وجهات النظر تأكيداً لمبدأ احترام الرأي وراى الاخر .
هناك أسئلة مهمة حول الانفصال في إطار المسكوت عنه و لابد أجلاء منها الغبار. نتطلع إلي قراءة منتجة للواقع السوداني المعقد وكما معروف للكل ان قراءة لا تبدأ من فراغ ، بل قراءة تبدأ بطرح أسئلة تبحث عن إجابات . و سواء أكانت هذه الأسئلة التي تتضمنها عملية القراءة صريحة أم مضمرة ، فالمحصلة في الحالتين واحدة وهي أن طبيعة الأسئلة تحدد للقراءة آلياتها . و يكون الفارق بين السؤال المعلن و السؤال المضمر أن آليات القراءة في الحالة الأولي تكون واعية بذاتها و قادرة علي استنبات أسئلة جديدة تكون بدورها قادرة علي صياغة آليات القراءة ، وبذلك تكون القراءة منتجة .
- ترسيم حدود - ملف تحكيم ابيى - اكمال اجهزة مفوضية الاستفتاء جنوب - استفتاء ابيى - مشورة الشعبية لمنطقتي النيل الازرق وجنوب كردفان - الجنسية والمواطنة - العملة. - الخدمة العامة. - وضع الوحدات العسكرية المشتركة المدمجة، والأمن الوطني - الاتفاقيات والمعاهدات الدولية. - الأصول والديون. - حقول النفط وإنتاجه وترحيله وتصديره. - العقود والبيئة في حقول النفط. - المياه. - حقوق الملكية هل هل الحزب الحاكم لديهم روح وجدية ومقدرة فى حسم امرها قبل عملية استفتاء ؟ اما هذه القضايا وسيلة لتجدد صراع جديد ونقض الاتفاقية ؟
موضوعات أخرى كثير وكثير..... سوف أحاول الرد علي بعض التساؤلات من خلال الفقرات التالية و بعضها سأتركه لحصافة القاريء الذي أثق تماما في قدرته علي إدراكها .
دولة الجنوب
جنوب السودان كالبقعة جغرافية لها مقومات الدولة ونوكدها ، لكل من ظل ومازال يشك من قدرات شعب جنوب السودان وقيادة السياسية وعسكرية فى جنوب السودان .حكومة جنوب السودان وعلى راسها تنظيمكم العملاق الحركة الشعبية لتحرير السودان صاحبة القدح المعلي لصنع مستقبل أفضل للجنوبيين علي اختلاف مشاربهم ابتداءا من 1983- حتى هذه اللحظة واثبت للنخب الحاكمة وحكومات السابقة وقيادات السياسية على مستوى الدولة السودانية من خلال تحالفاتها السياسية وحكومات العالم و أثبتت بأنها رقم صعب تجاوزه في قضية الجنوب بل لها الريادة في ذلك و إدارة الصراع بشكل يرضي من هم في الجنوب وفاءا وعرفانا لما بذلوه وضحوا به للوصول إلي ما تم الوصول إليه CPA ونال ثقة لدى شعب الجنوبى فى انتخابات الاخيرة بنسبة كبيرة ، نوكد انها قطع جزء كبير فى تاسيس مستويات الحكم فى اقليم وسوف يستمر فى تثبيت اركان دولة الجنوبية اذا اختار الشعب الجنوبى الانفصال وهى خيار الاقرب فى ظل المعطيات الموجودة حاليا وتكوين دولة جنوبية قادرة علي العيش والبقاء وقوية و متجانسة بعيداً عن الصراعات ومطامع ضعاف النفوس واعداء السلام واستقرار. بل ستكون الأمور أهون بكثير مما هي عليه الآن و يجب أن نأخذ في الحسبان من أن الجنوب جريح بفعل فاعل وهو في تحدي كبير لإثبات الذات والقدرة علي تجاوز مرارات الماضى . ولدي الجنوب الآن رصيد واحتياطي كبير من البترول فضلا عن الإمكانيات الزراعية والرعوية وهذه قادرة علي جلب الصناعات والتكنولوجيا وغيرها من أسباب التطور والنماء. وفي اعتقادي أن الجنوبيين قادة رأي من السياسيين و المثقفين وحزابها السياسية برغم شذوذ قلة منهم على سبيل مثال بعض الاخوة فى SPLM-DC . معظمنا قادرين لخلق العلاقات البينية بين كل القوي الجنوبية ومساهمتها في صياغة المرحلة المقبلة من تاريخهم تتويجا لنضالهم من أجل قضيتهم كى نفوت فرصة لمراهنين علي صراعات القبلية و الحرب بين قبائل الجنوبية . ولكن الكرة الآن في ملعب كل جنوبي وهو حرٌ في اختياره وما علي حكومة جنوب السودان و SPLM/A سوى الانصياع لذلك الاختيار والتمسك بنتائجه حتى لو جاءت مخيبة للآمال وادبيات الحزب.
صعوبات دولة الشمال
كذب من يقول ان شمال سوف يكون مستقرة بدون مشاكل ومعوقات ،نعم الشمال الجغرافى لديه حكومة قائمة بالفعل معلومة الإقليم و السكان و لكن السؤال الكبير و الخطير هل الحكومة الحالية او بالاحرى المؤتمر الوطنى مستعدة تمام الاستعداد لنتيجة الاستفتاء الذى اصبحت نتيجتها واضح وضوح الشمس لم تبقى الا اعلانها بعد يوم 9يناير 2011؟ وهل هى مستعدة من الناحية النفسية والسياسية والمواطنين مستعدون لتقبل نتيجة استفتاء ؟ لا أعتقد بأنني أستطيع أن أجيب علي ذلك بصورة قاطعة فالأمور تبدو غامضة بعض الشيء وتداعياتها كلها علي الأقل لم تكتمل بعد حتى نعطي إجابة صريحة . أحدى الصعوبات انفصال الجنوب تتمثل في تداعيات ذلك علي الوضع السياسي العام برمته والاقتصادى لان بترول معظمها يقع فى حدود جنوب السودان سوف يعمل ربكة فى ميزانية دولة شمال وكذلك خوف من انتقال العدوى انفصال إلي أقاليم أخرى كما اكده واحد من ابناء الشمال فى سمنار قبل ايام ، لأن الشمال الجغرافى وسياسى وحده ليس علي قلب رجل واحد بالرغم من وحدة الدين إذا استثنينا بعض الفئات أو بالأحرى الدين الغالب ولكن الأمر يزداد صعوبة إذا حاولنا التطرق للمشاكل الاثنية و القبلية والطائفية وحزبية ، صراعات وملاسنات بين عضوية المؤتمر الوطنى وحزاب السياسية الشمالية قبل وخلال وبعد انتخابات وقضية دارفور هى خير دليل .أي لابد من وجود كيان سياسي اجتماعي جديد ينتمي أليه كل سوداني فى شمال دون تمييز وبصرف النظر عن الدين أو العرق أو الثقافة .كذلك هناك تحدي التنمية والعدالة الاجتماعية وفتح الباب واسعاً أمام المشاركة السياسية والإدارية وغيرها لصد باب من امام اى ثورة مظلمية او تمرد جديد او مطالبة تقرير المصير .
التعايش بين جنوب وشمال
يتوقف هذا علي عدة شروط أولها طبيعة وظروف التى قامت فيها عملية الاستقتاء هل جرت تحت ظروف عادية ام لا ؟هل كل من قيادة دولتين مقتنعة بنتيجة استفتاء ام لا ؟ هل جميع القضايا ماقبل وما بعد استفتاء تم اتفاق حولها بطريقة افضل ؟وهل طريقة التى تم بها حل مشاكل الحدود وحلول التى وضعت و طبيعة العلاقة خلال عمر الفترة الانتقالية بين شمال وجنوب فهل سار الأمور بسلاسة وفق ما هو متفق عليه أم أن طاريء ما حدث ادي إلي تغيير مجرى الأحداث لم يكن محسوبا لدى كافة الأطراف .و ايضا اذا فرضنا جدلا ان امور صار على ماهو علية ، يجب ان نسأل انفسنا كسودانيين سؤالا , هل سنتمكن على المدى الطويل من العيش بسلام ومن دون اضطهادنا لبعضنا بعض حكام و محكومين ؟؟
الجنسية و المواطنة فى دولتين
هناك ثلاث احتمالات للتعامل مع إشكالية الجنسية تتعلق بسؤال ماهية الجنسية التي يحملها الإنسان الجنوبي في حالة اختياره الانفصال، وخاصة لأولئك الجنوبيين الذين يقطنون في الشمال، ولا يملكون مقومات الحياة في الجنوب بعدما أسسوا أوضاعهم في الشمال على مدى عشرات السنين
الخيار الاول في أن توافق الدولتان على ازدواجية الجنسية لمن يرغب من أبناء الجنوب، فيصبح لهم كامل حقوق المواطنة في الشمال كما هي في الجنوب.
والخيار الثاني هو منح أبناء الجنوب الموجودين في الشمال الخيار بين جنسيتي البلدين، فيصبح أحدهم مواطنا في الدولة التي يختار، وهذا يعني فقدان المواطنة في البلد الآخر.
الخيار الثالث هو اعتبار كل الجنوبيين مواطنين في الدولة الجديدة في حالة الانفصال بشكل تلقائي دون النظر إلى أية خيارات أخرى. ولكل خيار ميزاته وتبعاته المتعلقة بحقوق ومسؤوليات
وأهم المصالح المتعلقة بقضايا المواطنة هي وضع الجنوبي في الخدمة العامة، وهي قضية تحظى بكثير من النقاش حيث يترتب عليها المعاش والسكن والتأمينات الصحية والاجتماعية. وقد أقرت اتفاقية نيفاشا نسبة للجنوبيين في الخدمة العامة لا تقل عن30%، وهو أمر جرى تحقيقه ولا يزال قيد التنفيذ رغم مروره بكثير من مطبات وتحرجات وهو أمر لاشك في أن يطوله التعديل إن اختار الجنوبيون الانفصال فى 9يناير 2011، ولاشك في أن تترتب عليه أوضاع قانونية وإنسانية صعبة بفقدان الآلاف وظائفهم في الدولة الأم.
العملة
أما العملة التي يتم تداولها في دولة الجنوب المرتقبة، إن أفضى الاستفتاء إلى ميلادها،سوف يكون بين خيارين استمرار التعامل بالجنيه السوداني او اختار الجنوب عملته الخاصة، وفي كل حال فإن الجنوب في حاجة إلى تأسيس نظام نقدي ومصرفي يواجه الاحتياجات الضرورية لتنظيم اقتصاد الدولة الجديدة.
الامن بكل اقسامة
يعتبر الامن من اهم العوامل التى تساعد فى رقى الأمم و تطورها , و هو من الأليات المهمة فى مضاعفة الأنتاج المادى و الفكرى , و هو ايضا من علامات المدنية و التحضر و النماء , لذا فأن شعب الجنوبى فى سعيها الى التقدم و التطور , هى بحاجة اكيدة الى الأهتمام بالأمن و الحفاظ عليه وهى مسؤلية مشتركة بين المواطن وسلطات. فأمن الوطن من أمن المواطن و العكس و لكى يقدم المواطن على تحمل مسئوليته اتجاه الوطن , لابد ان يكون المواطن معافى فى جسده و عقله و ينعدم شعوره بالخوف و القلق و التوتر , و لن يتأتى هذا الا اذا احس استقرارا فى ظروفه الأقتصادية و الأجتماعية و السياسية . فلنكن معا وجمعيا من اجل امن شعب جنوب السودان.
ودمتم ودامت اراءكم وتحليلكم وتفكيركم وتعليقاتكم فى خدمة جنوب السودان
فاولينو اوموج اوماى
10اغسطس2010
Newer articles:
- الوحدة... الأمل الضائع... الإنفصال القادم... إستفتاء الجنوب بين صك يهوذا وسيف بطرس - 13/08/2010 07:24
- الوحدويين و الإنتهازيين... مصائب قوم يجنيها الأخريين فوائدا - 13/08/2010 07:10
- إحتمالات االإنفصال ومقومات الدولة القادمة - الجزء الثاني مقومات الدولة القادمة - 13/08/2010 01:00
- تعليق علي ما كتبه فاولينو أوموج حول الوحدة و الانفصال - 12/08/2010 01:00
- اليس من الواجب القانوني و الاخلاقي و الانساني ان يمثل سلفا كير و بعض مسؤلي حكومته امام العدالة؟ - 11/08/2010 01:00
Older news items
- إحتمالات الإنفصال ومقومات الدولة القادمة - 10/08/2010 12:40
- وحدة السودان وتقرير مصير جنوبه في الميزان - 10/08/2010 08:33
- رد على ما قيل عن الاستفتاء - 10/08/2010 01:00
- حكومة ولاية أعالي النيل تتبرع بمائة الف جنيه لمراسم دفن سامسون كواجي !! - 05/08/2010 18:30
- تعقيب علي ورقة الاخ رمضان محمد عبد الله بعنوان مشاركة الجنوبيين في الاستفتاء في الشمال السودان - 02/08/2010 01:00
Latest news items (all categories):
- UNICEF - Programme Associate, GS-6, Fixed Term, Juba South Sudan #44495 (for South Sudanese only) - 16/09/2024 13:34
- Has South Sudan ‘legitimized’ a new era of government by extension and not election? - 16/09/2024 13:24
- High Stakes for the South Sudan Talks in Kenya - 16/09/2024 13:02
- South Sudan Pound Narrows Gap With Street Rate After Central Bank Interventions - 16/09/2024 13:00
- Thousands of Sudanese refugees in South Sudan face hunger and disease - 16/09/2024 12:52
Random articles (all categories):
- Posts within UNHCR - South Sudan - 01/07/2012 14:49
- South Sudan ceasefire under threat as rebels, government troops clash - 20/07/2014 15:09
- As famine and violence loom, is this South Sudan's last chance for peace? - 30/07/2014 19:09
- On Sudan, the African Union squandered a chance and should sit down - 09/05/2019 20:00
- South Sudan detains Norwegian NGO's employee - 09/12/2016 06:50
Popular articles:
- مفهوم التنمية . - 12/04/2011 01:00 - Read 86693 times
- مفهوم النزاع - 06/04/2011 01:00 - Read 55387 times
- Jobs Analysis Concept مفهوم توصيف او تحليل الوظائف - 01/10/2011 01:00 - Read 42838 times
- مفهوم التنمية الصحية - 31/01/2012 21:32 - Read 40540 times
- مفهوم الحكم الراشد - 23/10/2010 03:30 - Read 38481 times