اليوم أحتدم الجدل و النقاش حول عمليه إجراء الإستفتاء في جنوب السودان كما نصت عليها إتفاقيه السلام الشامل الموقعه بين الحكومة السودانيه و الحركة الشعبيه بالعاصمة الكينيه" نيروبي"2005 م و لم يبقي الإ بضع أشهر من الإتفاقيه لإنفاذ بند من بنود الخواتم و لا نعلم إن لم يتلكأ الحكومة كما تعودت في عدم الإلتزام بتنفيذ بنود الإتفاق أملا منها في إستماله أهل الجنوب حتي يقود ما تبقي من الزمن في عمليه الإرتشاء و شراء الزمم المريضه و الرخيصة و البخيسة في تحقيق مآربها و مآرب أهل الشمال ممن يريدون دائما إذلال أهل الجنوب يحجبون أنفسهم عن الساحه السياسيه و يتأمرون من خلف الأسوار و الأضواء، يمنؤن الفشل لأهل الجنوب في تحقيق آمالهم و طموحاتهم في الحياة الكريمة و أن ينعمون بالسلام في وطن لا يميزون فيه و لا يدرجون في درجات.
كما اسلفنا مسبقا أن أهل الجنوب لو لا هم لما وحدت السودان و تاريخ السودان المزييف التي للاسف درست لها و درستها لاجيال. أتمني كما كنت ألقي في مسامعمهم دروس هذا التاريخ المزيف إنهم تفهموا ما كنت ألقيه إياهم و لا ألقنهم إياهم لأنها ليس"قرآنا و لا إنجيل" كما يرددها الساسه في الشمال كلما إختلفوا مع الإخوه من الجنوب حول اى موضوع محل نقاش، هذا التاريخ الذي جعلوا المك نمر من الأبطال بقتل أبن الخديوي محمد علي والي مصر "إسماعيل باشا" و الشوايقي من الخونه المارقين علي الأمة، مع أن إسماعيل باشا وجد مقاومه شرسه من الشايقيه مما هدي بإسماعيل باشا الي إبرام إتفاق مع الشايقيه حتي يحفظ قودته لدخول سنار، أمأ فعل المك نمر، ماذا جلب لاهلنا الجعليين غير العار و الذل و الإهانه بعيد مقتل إسماعيل باشا علي يد الدفتردار صهر محمد علي و حملاته الإنتقاميه و التأديبيه و ماذا فعل المك غير الهروب بجلده و ترك لشعبه مرارة الذل و الهوان.
أما أهلنا في الجنوب بالرغم من عدم تمكن إستصدامهم بالمستعمر التركي- المصري في اى مواجهه يذكر إلا إنها قاومت المستعمر الانجايزي- المصري أشرس المقامه و إن لم تذكر الإ بالكاد لتعظيم تاريخ مزيف. هذا ليس مجاله المناسب للخوض فيها. المهم أن أهل الجنوب قد أعطو ا للوحدة الكثير من الفرص و لا ينكره غير منافق، في سنه 1947م صوت ممثليي الجنوب في مؤتمر جوبا لصالح الوحدة بالرغم من عدم تكافؤ التمثيل بين الشمال و الجنوب لم تكن ممثليي الجنوب علي قدرمن التعليم و الوظيفي و الوعي السياسي بقدرما كانت عليه ممثليي الشمال، فالجنوب لم يمثلها في ذلك الوقت غيرخريجيي المدارس الاوليه و السلاطيين أما من جانب الشمال منهم القاضي شنفيطي و ثلة من سياسيي و موظفيي الخدمه المدنيه. السؤال الذي أطرحه دائما لنفسي، هو هل أعتقد القادة الشماليين في ذلك الوقت إنهم خدعوا الجنوبيين؟ أم إنهم أعتقدوا تشطروا سياسيا علي أهلنا في الجنوب لجهلهما بالسياسة؟.
و نري أن الجنوبيين أنتظروا و حالهم يقول دعاهم يعتقدون إنهم تشطرون علينا و نحن سوف نرويها قصصا و حكاوي لفلذات أكبادنا من الأجيال القادمة لعلهم يتمكنون من تعلم فنونهم و نحن نعلمهم ما لايعلم به الشمال، و لم ينتبه الشمال في غمره إنتصار واهم، أعتقدوا إنهم إنتصروا علي الإنجليز وقتها و نسوا أن الإنتصار كان جنوبيا، و أن الجنوبيين كانوا أنفسهم يتربصون بالإنجليز أكثر من الشمال لكن في غمره ذلك نسي الشمال و عاد أدراجها الي الشمال ليقيموا إحتفالات الإنتصار الاولي، إلا تلك كانت أولي دروس التأريخ التي سوف تدرس لأجيال الجنوب القادمه.
أما الدعوه الثانيه للوحده فكانت مشروطه من قبل الجنوبيين، لأنهم وعو الدرس من مؤتمر جوبا. حيث إشترطوا لكي نأتمنكم أيها الإخوة في الشمال، لم ننسي ما جري بعد مؤتمر جوبا حيث تنصلتم عن وعودكم و هذه المرة سوف لا تفوت الفرصه عليكم. لكي يتم الإستقلال نشترط توعدوأ بأن تعطي الجنوب حكما إقليميا في أطر الحكم الفيدرالي في ظل السودان الموحد فما كان رد الشمال إلا "الخيانة العظمي" لمن يدعو للفيدراليه بإعتبارها دعوة إنفصالية و ربما أعتبره البعض أيضأ إنها "رده" لكن بعض النشطاء السياسيين من الشمال الذين تمرسوا دهاء السياسه فطنوأ لذلك و أوصوا بوعد الجنوب بإعطاء مطلبهم هذأ كل الإهتمام و الإعتبار بعيد الإستقلال. إلا أن بعيد جلاء الإنجليز و بعد إنتخاب المجلس التأسيسي الأول في العام 1953م و في جلستها الأولي تنصل الشمال عن وعودها و اصبح الجنوب جليا "قاب قوسين" و لم يبقي أمام الجنوب إما الزل، الإهانه و الرضا بان يكونوا أهل زمه في بلدا ولدوا فيه احرارا أم التمرد علي الدولة الوليدة. و في خضم هذا الجدل فيما بين الجنوبيين، فمنهم من أدرك أن الأمرليس بسهل المنال و عقدوا العزم علي التمرد و منهم من فضل البقاء و يهدوهم الآمل بان الشمال سيحتكم الي صوت العقل لكن دون جدوي الي أن وافهم المنيه. و من هنا كان تمرد توريت أغسطس 1955م باربعة أشهر قبل إعلان إستقلال السودان و لم ينتبه الشمال بل إنغمس في عنجهيته و غروره و عاندت و نعتت التمرد بإنها مؤامرة صيهونية و دول الإستكبار و الي يومنا هذا لم و لن تتغير اللغو.
المحاولة الثالثة و هي التي قام بها بعد إنشقاقه عن الحركة الأم "سانو" عمنا الشهيد وليام دينق نيال عندما عاد الي البلاد 1965م بعد الإطاحة بحكومة الرئيس الراحل الفريق إبراهيم عبود يهدوه الآمل في الحكومة الجديدة قد تغير من مسلكه عن سابقتها و كان نتيجته إنه إستشهد غبنا و خيانه. وكان رسالته من المحال الوصول الي سلام و وئام بين الشمال و الجنوب عبر التفاوض عندما مد حكومة ما بعد يد التفاوض حيث إختلف و زملائه و رفاقه في أحراش الجنوب و تركهم تلبيه لنداء السلام الذي كان ثمنه موته.
أما الجهد الرابع فكانت إتفاقية أديس أبابا التي وقعت بين حركة أنيانيا (1) بقيادة عمنا جوزيف لاقو أطال الله عمره و أمده بالصحة و العافيه و الحكومة السودانيه هنذاك بقيادة المشير الراحل جعفر محمد نميري 1972م فكانت فرصة أخري قدمتها أهل الجنوب علي طبق من ذهب لتوطيد أواصر الوحدة لكن جوبهت بكل شراسه حتي لا تري النور ونعت الرئيس النميري بالخيانه و التخازل من المعارضه في ذلك الوقت بقيادة الأحزاب الطائفية ( الأمة، الإتحاد الديمقراطي، الإخوان المسلمين و أحزاب الصنيعة الطائفية) و لم تجفن لها الأجفان حتي تنال من هذه الإتفاقية و هذا ما نالوه في 1979م عندما وقعوا المصالحه الوطنيه مع الرئيس نميرى و بتلك المصالحة إنخرط الإخوة في حكومة مايو و عملوا ليل و نهارها علي أن يجهزوا علي إتفاقية أديس أبابا و من ثم القضاء علي حكم الرئيس نميري و هذأ ما تم. اجهضوا الإتفاقية و كان القول الشهير أن إتفاقية أديس أبابا ليس قرآنا و لا إنجيل، ثم قضوا علي الرئيس نميري عبر إنتفاضه شعبية عرف بإنتفاضة مارس- إبريل 1985م و الكل يعلم ماذا جري بعد. لذلك نقول و سنظل ندعو بها و بصوت عال كيف تستأمن من لا يحفظ عهوده؟ دائما ينقض ما أستمئن به و أتمئن حتي إن كان باسم الدين؟؟؟
نسرد هذه الحقائق لا لشيئ في نفس يعقوب بل تبيانا لما قدمتها أهل الجنوب من النفيث لجعل الوحده واقعا معاشا و كيف كان يقابل بكل عنجهيه و عجرفه و سخرية غير مسبوقة و اليوم عندما أقترب موعد رمي القشه التي سوف يقصم ظهر البعير قامت الدنيا و تأبي أن تجلس حتي تطمئن علي أن أهل الجنوب قد أختارت الوحدة في إلاستفتاء القادم في سلوك مشين كأنهم أوصياء عليهم و هم الذين يعرفون مصلحة أهل الجنوب و هم الذين نكروه عليهم، ناسيين ما أرتكبوه من مآسي ضد أهلنا في الجنوب و ما أسئي من ظنون عن مقاصد و مطالب أهل الجنوب، ياتري هل يستقام ما أعوجه الدهور في شهور؟ و من البديهي أن يفطن المرء الي أن هذه هي نتيجة ما يقال "إن بعض ظن أثم" و نسردها لان اليوم الحكومة فشلت في تحقيق الوحدة الجاذبه في خمس العوام الماضية لإنغماسها في توافه الأمور و تريد اليوم تحقيق الوحدة "الآمل الضائع" في سباق مهموم مع الإنفصال القادم. و لا سيما كانت تعلم و ليست وحدها حتي المعارضة تعلم ذلك أن الجنوب علم ابناءها ما لم تعلم به الشمال كما اسلفنا أن الجنوب بعد خيانة مؤتمر جوبا قالت في نفسها " سنرويها قصصا وحكاوي لفلذات أكبادنا من الأجيال القادمة لعلهم يتمكنوأ تعلم فنونهم و نعلمهم ما لا يعلم به الشمال" و اليوم، أتي اليوم الذي يبرز أهل الجنوب ما تعلموه من دروس التاريخ فمن الملام أهل الجنوب أم الشمال كما سردنا الحقائق السالفه؟ لا علينا إلا القول "جنت ماركش علي نفسها" الشمال هو الملام لأن القرار كانت و لازال في يدها و لا نقر بأن في مقدورها أن تفعل شئيا اليوم، كان بإمكان فعلها في السنوات الخمس الماضيه أما اليوم ستكون ما تقوم به من ضروب المستحيلات.
الي اللقاء.
وليام ملوال توديل
25/6/2010م
Newer articles:
- تعقيب علي ورقة الاخ رمضان محمد عبد الله بعنوان مشاركة الجنوبيين في الاستفتاء في الشمال السودان - 02/08/2010 01:00
- تأملات في الذكري الخامسة لرحيل القائد الرمز - 01/08/2010 01:00
- سلفاكير: سنقيم الاستفتاء حتى ولو لم يتم ترسيم الحدود - 31/07/2010 08:32
- خواطر محزونة حول ما يجري في مملكة شلو - 30/07/2010 01:00
- أبناء شلو بالخارج والعمل المقدر - 29/07/2010 01:00
Older news items
- دور قيادات شلو الدينية فى معالجة الازمة الراهنة - 28/07/2010 01:00
- الذكرى الخامسة لقائد الوطنى د. جون قرنق دى مبيور... رؤية لا تموت - 26/07/2010 11:28
- موقف الحركة الحركة الشعبية التغير الديمقراطى – في ولاية غرب اﻻستوائية - 26/07/2010 01:00
- سؤال موجة لأخ ميدو اموم ؟ - 24/07/2010 01:00
- لا تخرجوا عن الموضوعية - 23/07/2010 10:53
Latest news items (all categories):
- South Sudan needs ‘civic education’ before elections, says bishop - 16/01/2025 16:42
- South Sudan parties set to resume peace talks in Kenya - 16/01/2025 16:39
- Abandoned but not forgotten – the invisible crisis in South Sudan - 16/01/2025 16:35
- The SAF has committed barbaric atrocities against South Sudanese refugees in Wad Medani - 16/01/2025 16:27
- Syria 2025: The historical Syrian project: From revolution to a modern inclusive civil state - 16/01/2025 16:10
Random articles (all categories):
- Luol Deng awarded OBE in Queen's birthday honours list - 12/06/2021 01:59
- South African president orders withdrawal of troops from Darfur - 24/02/2016 06:54
- South Sudan medical institute hails Chinese doctors' free capacity building services - 17/09/2019 14:07
- Sudan's military stands by president as violent street protests seeking his resignation continue - 23/12/2018 23:33
- Critical Thinking, the Educated Mind, and the Creation of Critical Societies… - 15/08/2008 11:32
Popular articles:
- مفهوم التنمية . - 12/04/2011 01:00 - Read 87791 times
- مفهوم النزاع - 06/04/2011 01:00 - Read 55954 times
- Jobs Analysis Concept مفهوم توصيف او تحليل الوظائف - 01/10/2011 01:00 - Read 43439 times
- مفهوم التنمية الصحية - 31/01/2012 21:32 - Read 43342 times
- مفهوم الحكم الراشد - 23/10/2010 03:30 - Read 38996 times