logo

إن كل شعوب الأرض تعمل من اجل بقاءها واستمرارها وهذا الأمر لا ينحصر فقط في الشعوب والبشر بل أيضا في العالم الحيواني فان كل أفراد المجموعات المتجانسة تعمل وتسعي وراء كافة السبل التي تبقيه علي قيد الاستمرارية ، وهو الأمر الذي أرى انه الآن يبدو منعدما عند النخب التي تدع بأنها النخبة المستنيرة (المتعلمة)عند قبيلة شلو وهو ما يدعو للأسف الشديد؛

ومنذ وقت ليس بقصير بات المجتمع الشلوكي واقعا في صراع النخب والتي تتجلي في اختلا ف الأجندات السياسية ونسبة لسوء التوظيف من قبل البعض سرعان ما ينقلب الأمر إلي صراعات شخصية وأحيانا ضغائن أسرية تظهر في حرب باردة بين الإتباع تظهر آثاره في الحياة العامة رغم نكرنان هولا بان الذي بينهم لا يتعدي فقط كونه اختلاف السياسي ، إلا أن الضرب وراء الحزام يكثر من البعض علي البعض وهذا يدل علي قصر النظر السياسي لهم واللجو إلي الأساليب الفاسدة والتي يعود بنا للوراء بعيدا عن الديمقراطية التي يشدو بها العديد من القيادات في الصحف و وسائل الإعلام المختلفة.

لكن للأسف فان هولا المنشدون بعيدون كل البعد عما يقولون،أن الديمقراطية عند مجتمع شلو ليس بالجديد بل موجود بالرغم أن الحكم في المملكة حكم ملوكي(مكوكي) فان المك المرتقب دائما ما يتم ترشيحه من بين أفراد أسرته ترشيحا؛ والآن يتم تداول الحكم المكوكي بالتناوب بين ثلاثة اسر مازال يتوالون الأدوار في حكم المملكة وهذه قمة الديمقراطية فالديمقراطية ليس بالشكل بل المضمون فكما نراء أن الديمقراطية في الدول الكبرى تختلف في الشكل من دولة لآخري ولكن الجانب الأصيل فيه يظل قائما وهو قبول الآخر الخصم ؛ وحتى عندنا في القرى فان أريد تعيين شيخ القرية فان البيوتات(الأسر) في القرية الواحدة تجتمع من اجل انتخاب الشيخ للقرية فيتحزب الجميع كل لمن يريده شيخا ،فيأتي الانتخاب علنا حيث يقف الجميع في صفين كل شخص في صف الشخص الذي يريده ممثلا له كشيخ للقرية هكذا ينقسم القرية إلي فريقين كل واحد وراء من اختاره بكل حرية إيمانا منه بان ذلك هو الشخص المناسب له شيخا، وليس بالضرورة أن يكون سليلا من سلالته بل قد ينتخب الفرد احد ليس له معه أي صلة قرابة أسرية وانه ينتخبه لأنه الأنسب للقيادة، هكذا يعلمنا هولا عن الديمقراطية التي ندعيه قولا كنخبة متعلمة ولكننا عمليا وفعليا لا نؤمن به .

نعود لأمر البقاء والاستمرارية،وهو ما يسعي إليه الكثير من الشعوب والقبائل ، فان دعوة العروبة والاسلمة هي التي تعمل بعض المجموعات والتي تجعل منه هدفا عليا تسعي لتحقيقه وان كان ذلك علي حساب السودان كدولة موحدة لأتهمهم بل هدفهم الاستراتجي هو الوصول إلي غايتهم المنشودة ، وفي الجنوب هناك المجموعة التي تدعي أنهم ولدوا ليحكموا ، لذلك إستراتجيتهم يكمن في حكم الجنوب بكل الأساليب الممكنة التي تجعل من الجنوب تحت قبضتهم لا يهمهم المصالح العليا للإقليم سوء الوحدة أو الانفصال فقط يكفي أنهم يهيمنون علي كل مفاصله سياسيا واقتصاديا وعسكريا ،كما أن سياسة التمكين الذي انتهجه الإنقاذ في أيامه الأولي يبدو انه السائدة الآن في كل المناحي عند هذه النخبة التي تعمل علي تمكين كل مجموعاتها الاثنية حيثما وجدوا في الإقليم الجنوبي تمهيدا للسيطرة الكاملة علي كل شيء.

المجموعة الأخر هي المجموعة التي قامت بحماية مصالحه في الجنوب منذ اندلاع الحرب في الجنوب ( 1983) وهم يمسكون بذمام الأمور في الجنوب وذلك لان لديهم الاستراتيجيات التي تجعلهم يحافظون علي مصالحهم العليا بغض النظر هم في المعارضة آم في الحكومة فان مصالحهم العليا لا تمس! ولكن عندما نأتي إلي قبيلة النعام(شلو) (استعير هذا التعبير من المهندس الطيب مصطفي رغم اختلافي معه في معظم الأمور) فان معظم القيادات فيه تدفن رأسها في الرمال رغم علمها بكل ما يحاك ضده من مؤامرات واضحة المعالم بالتستر خلف وحدة الجنوب وكان الجنوب ملك لشلو وحدهم فقط؛ لماذا لا يهتم الآخرين بهذه الوحدة إذا كان مُهما لهم كما لنا نحن؟. إننا كقبيلة قمنا بحماية الحدود الشمالية منذ أمد طويل وإلا كان الجنوب الآن في خبر كان ، فإن لم يكون قبيلة كشلو هي الحامية لحدودها الشمالية لكان الآمر مختلف الآن ،فعلينا كنخب متعلمة أن لا نربط مصير شعبنا المتمثل في امة شلو بمن لا يهمهم مصلحة الجنوب كقومية يتساوى فيها الجميع في الواجبات والحقوق وعليه فان غياب إستراتيجية واضحة المعالم للقبيلة و لابناءه من الساسة يجعل العديد منهم يتخبط في سيره السياسي حيث أنهم لا يفرقون بين المصالح الشخصية والمصالح القومية للقبيلة كأمة لها مصالحها الإستراتيجية والتي يجب أن تكون خط احمر يجب علي أي كان أن لا يتخطاه .

قبل أن نختم هذا المقال نحب أن نطرح هذه الأسئلة : ما هي الغاية التي يدفع الشخص بان يكون سياسيا ؟هل هو الجري وراء المادة آم من اجل مصلحة الشعب التي آتي منه ؟ما الأهداف التي يبتغي السياسي تحقيقه هل هي شخصية آم وطنية (والوطن يبدأ من البيت وعمل الخير يبدأ في البيت) ؟ ما هي الاستراتيجيات الوطنية التي وضعه كل هولا الساسة من اجل مصلحة شعب شلو المغلوب علي آمره؟ لماذا يزج بذلك المواطن المسكين في آتون نار ليس له من وراءه ناقة ولا جمل؟هل لدي أبناء شلو أهداف استرتيجية يقفون عندها أمام أحزابهم وأيضا الحكومات التي يشتركون فيها والتي يمكن أن يصل إلي حد الاستقالات إذا خالف تلك الأحزاب مبادئهم آو مصالحهم الوطنية آو القبيلة بمعناه الواسع، كما فعل الراحلان المقيمان السيد الدكتور ولتر كونجوك والذي قدم استقالته أثناء المجزرة ضد أبناء شلو وهو وزير حينذاك ،والسيد لوجي ادووك والذي قدم استقالته عندما انتهك حق الجنوب في مجلس السيادة بالتصويت بعدم دورية الرياسة فيه بغياب ممثلين الجنوب؟هكذا كان دائما أبناء شلو قدوة وسباقين في كل شيء وفي كافة الميادين السياسية والاجتماعية وغيرها؛ ولكن هل تبدل الحال؟!!؛ آم صدق المثل الشعبي والذي يقول : " إن دوام الحال من المحال" ولكن نتمنى عكس ذلك المثل الشعبي وان لا ينطبق علينا!!.