logo

لاتأسفن علي غدر الزمان لطالما

رقصت علي جثث الاسود كلابآ

ولا تحسبن برقصها تعلو علي اسيادها

تبقي الاسود اسود والكلاب كلابآ

تحية للشهداء العرضه والارض في كل  شبر من اراضي الشلو وخاصة المناطق انقديار ,ابانيم  ,اوبنقا (فياج  / القنال )

بعد مرور أكثر من عام ونصف ظلت اتوقع ان تهب رياح التغيير الذي رفعه القيادات الحركة الشعبية في المؤتمر الثاني في 10-16 / مايو / 2008  بحاضرة مدينة جوبا

تحت الشعار " سلفاكير للتغيير salva kiir for change "

لا أخفي عليكم بأني كنت اخشي هذه الرياح بقدر ما تتوق له. فالتغيير هو دائما خطوة نحو المجهول مفتوحة علي المؤشرات , اما التقهقر او التقدم مصحوبة بالمغامرات و المخاطر وقد تكون انتكاس في موضعنا وهو وارد لان الثبات هو ضد طبيعة  الاشياء . وكان ابرز اسباب الخوف هو تفشي القبيلية وازدياد الطمع في الموروثات الغير ، كما ان العمل السياسي بطبيعته بالغ الخصوصية ليس له مردود آني ولا مقياس فعلي ولكن التأثير به يتم خلال عملية طويلة مع التفاعل الحضاري العام الذي يعيشه الامة وان ذلك يحتاج الي رجل او رجال ذوي حساسية عالية في الوطن والوطنية ويعرف زمن الحقيقي للتغير ولا شعارات فضفاضة بكل ما يحمله الكلمة  ويدركون كيفية التعامل معها بالتحدي واتخاذ قرارات الرجولية والشجاعة .

ان ريح التغيير الذي اتوقعه في اتجاه المزيد من التجدد والتحدي بحيث يخضع لاستراتيجية ثابتة لاتغير بتغيير الاهداف والشعارات النضال السامية وتبني اجندة قبيلية جديدة لدي بعض القيادات .

لايمكنني ان انكر فضل الاستنارة العقلية والانفتاح الفكري اللذين قادوا الحركة الشعبية في مراحل الصعبة علي رأسهم الراحل دكتور / جون قرنق دي مبيور .

ان ريح التغيير او بمعني كلمة التغيير قد تم تعبير عنه بصياغة الاخر وهو تهديد  الامن والاستقرار لقبائل ذات موروثات تاريخية لاينكره الا المكابر عندما يكون حديث يخص التاريخ فيبنغي عدم سردها من 9 / 1 / 2005 م وحتي لا نستولي علي الاراضي غيرنا .

لانها التغيير التي اراه قد خرجت من قاموس بعض قيادات الحركة الشعبية في كافة المستويات السياسية والعسكرية .بتحويلهم الاسلحة الجيش الشعبي الي اسلحة قبائل او قبيلة واحدة لتهديد الامن والاستقرار والارهاب القبائل الاخر .

ان ما يدور في أروقة جنوب السودان منذ توقيع اتفاقية السلام الشامل CPA  في يناير 2005 م يغير مجري سفينة الحركة الشعبية او ربما فقد القبطان بوصلة قيادة السفينة وصار يقود دون الخراطة 1983 م الذي من اجل خرج ابناء الجنوب والشمال معآ .

أن احداث  9 يناير 2009 م في ذكر توقيع اتفاقية السلام الشامل بولاية اعالي النيل حاضرة مدينة ماكال تعتبر بداية حقيقية لتنفيذ اجندة الشخصية والا فما يغادر المسئول الاول ويترك المواطنيين في الاقتتال وفقدان الامن في المنطقة يتابع لسلطته قد يكون القيادات في الحركة الشعبية او في الحكومة جنوب السودان يسيرون في خط تمكين القبيلي وهذا مهددة خطيرة لواقع المقبلة  لانه  كلنا نعرف كيفية تورد السلاح وقد نعاجل بصومالات السودان . لقد كنت كل مرة اسمع هجوم علي القبائل يكون الطرف المشترك فيه واحدة  سوي مع الشلو والنوير والقبائل الاستوائية ، فهل اشكالية في الجميع أم في القبيلة الواحدة .

بالرجوع الي الوراء نجد ان  منذ  خروج الحركة الشعبية 16 / 5 / 1983 م ظلت القبائل الجنوبية تعمل معآ دون فرز وحتي ان وجد كانت غير مؤثرة علي الجنوب ولكن اليوم صارت الكل يريد ان يصعد بقبيلته وحتي في حالات التي تحتاج الي الكفاءة العلمي والاداري .

ان مناطق انقديار وابانيم وفياج ( قنال ) وغيرها هي مناطق شلو من باب التاريخ والمسنتدات تثبت ذلك وحتي بعض الصادقين يقولون الحق_ واتسأل لماذا بدأت ضم تلك المناطق الي مناطق الدينكا فادنج بعد اتفاقية السلام الشامل  CPA  ؟ . ام  لم يكون لابناء دينكا فادنج معلومات بذلك ؟ او لان السلطة الان داخل الجنوب والوحدة الوطنية والجيش الشعبي يسيطر عليه الدينكا ام ماذا ؟

ان عملية اشترك الجيش الشعبي وتحويلها الي الجيش مدافع عن القبيلة واحدة وليس الشعب الجنوبية قد يسبب في كثيرة من المعاناة داخل الجنوب . لان ذلك قد يساعد في خلق روح الفوضوية وعدم بسط الامن واحترام السلطة وظهور حركات المسلحة داخل الجنوب وابتعاد عن الهدف الحقيقي والعدو الحقيقي للجنوب والاقتتال البعض وقد يلاحق ذلك القيادات داخل قصورهم وبعد ذلك ندم علي حيث لا يستحق الندم .

ان كل الامور تذهب الي ضعف الحكومة المركزية في جنوب السودان وعدم قدرتها علي حل النزاع وعدم ترسيم الحدود بين الولايات وبين المقاطعات ايضآ وباضافة ان اللجان التي يتم تكوينها تكون ضعيفة دائما وغير فاعلة . نعم قد نعترف بانتشار ثقافة الحرب وتوفر السلاح في ايدي المواطنيين ولكن في وجود حكومة قوية قادر علي بسط الامن يمكن جمع كل الاسلحة وقد جرب  ذلك ولكن بعض الجنرالات الجيش قاموا بتوزيع الاسلحة لاهلهم مرة الاخري  والا فمن اين ياتي  المواطن بالسلاح الثقيلة او يسقط الجندي في معركة القبيلية او عدم مسألة عن المرتب الحربية (الذخيرة) للجندي واين ذاهب ؟.

وتكوين اللجان لتحقيق في النزاعات القبيلية ليس الحل اذا لم يصحبها قرارات الشجاعة والحاسمة من حكومة الجنوب والحركة الشعبية وبهذا الاحداث قد يجد الحركة الشعبية لتحرير السودان  نفسه يصعد الي الاسفل  .

وحينها سوف نقول كما قال الشاعر العربي :

هل يمكن وضع الارض في جيب زحل ؟

قال : نعم .. بلي .. اجل , فكل شي محتمل

قلت: اذن جنرالاتنا يشعرون بالخجل ؟

قال: تعال ابصق علي وجهي اذا هذا حصل

نريد من حكومة الجنوب غير ذلك اتوقع ان لاينتهي تقرير اللجنة التحقيق كغيرها من التقارير الفساد وسوء استخدام الجيش الشعبي  .

اتراحم علي ارواح الشهداء واتمني الشفاء عاجلة للمصابين . ونواصل ...