logo

بقلم/اكوج اجاك
الي اين تسير بنا قطار العنف في الجنوب بهذه الخطى المتسارعة حتى اصبح يخيل للمرء بانه سوف لن تكون هناك من سيكون حاضرآ للادلاء بصوته عند حلول موعد الاستفتاء اذا سارت الامور على هذا المنوال من العنف المتواصل لانه حينها سيكون الكل اما في حالة استعداد للدفاع عن نفسها من هجوم متوقع عليها او تكون تستعد للانتقام من ضرر لحق بها من جيرانه .

قمة من الفوضى والاقتتال القبلى يمكن ان تحل بالجنوب اذا لم يتدارك القائمون على الحكم الامر وتاخذها على محمل الجد وتضعها في سلم أولوياته وايجاد حلول فعالة لتضييق نطاق العنف ولجمها بدلآ من هذه المبررات الواهية التي تسوقها الحركة الشعبية في كل مرة بان المؤتمر الوطني وراء كل ذلك .ان التباكي بوقوف المؤتمر الوطني خلف كل ما يحل بالجنوب من مشاكل ليس الا ذرآ للرماد في العيون لمداراة الفشل في الحكم .ان المرء في مثل هذه السانحة ليس في وارد الشماتة للحركة الشعبية بل ان الموقف يدعو الى الحسرة والاسى على هذا الحال الذي اوجد فيها المواطن الجنوبي نفسه غير مؤتمن على روحه وممتلكاته .

اننا ندين بشدة من يعتدون علي الابرياء ايآ كانوا فكما حزننا على المجزرة التي وقعت للابرياء في اناقديار &ابانيم كذلك فاننا نحزن على الارواح التي زهقت من النوير او من المورلي او الدينكا بور او الدينكا بحر الغزال او من الاستوائية .ان الامر المحزن حقآ هو هذا التجاهل والغياب الذي نلحظه عند مسؤولي الحركةالشعبية في التواجد في اماكن الاحداث لمواساة اسر الضحايا كما نراه في الاماكن الاخرى فمنذ ايام راينا علي عثمان نائب رئيس الجمهورية يواسي اهالي بضعة اشخاص غرق بهم مركب في البحر في احدى قرى شمال امدرمان بينما لم نسمع او نرى مسؤول كبير من الحركة الشعبية زار احدى المناطق المنكوبة في الجنوب اكان ذلك في اناقديار او ابانيم او اكوبو او مناطق المورلي او المناطق الاخرى . هذا يدل على تبخيس لقيمة الانسان عند مسؤولينا في الجنوب . ان على الحركة الشعبية ان تلتفت قليلآ لامر هذا الجنوبي البائس في امنه كما ان عليه ان يشرك الاخرين في ايجاد الحلول لمثل هذه القضايا الامنية الشائكة لان كل الجنوبيين في هذا الهم سواء امام مثل هذه القضايا وان خروجها عن السيطرة يعني فوضى وانفلاتآ سيكون وبالآ على الكل لأن نيرانها سيطال الجميع.

ان مفتاح الحل لمثل هذه الاضطرابات ليست في نزع السلاح من أيدي المواطنين وحدها ولكن الاهم من كل هذا هو عمل مصالحات بين القبائل المتناحرة وكذا بين بطون القبيلة الواحدة وذلك بالبحث في اسباب وجذور تلك المشاكل ومحاولة حلها كذلك توفير الحد الادنى من مقومات الحياة .أيضآ البعد عن التعاطف القبلي من قبل المسؤولين في التصدي لتلك المشاكل سياسيين اكانوا ام عسكريين لان البعد القبلي لدى المسؤولين يساهم بصورة كبيرة في تاجيج الصراعات بفعل التواطؤ التي تحدث منهم .ان على الحركة ان تتعامل مع الامن بكل مسؤولية وحكمة وحزم بدلآ من التنصل والهروب دائمآ بتعليق الأمر على شماعة المؤتمر الوطني .حتى اصبح ينطبق على الحركة الشعبية قول السيد/جوزيف لاقو في وصفه لمشكلة العرب واسرائيل اذ قال بان العرب يرمون بكل اخفاقاتهم وفشلهم في اسرائيل وانه وراء كل ذلك حتي وصل بهم الامر انه اذا حدث خلاف لاحدهم مع زوجته بالمنزل فان المبرر هو ضلوع اسرائيل في تلك المشكلة .فليلتفت الحركة لمسؤولياته والتي اولها وثانيها وثالثها امن المواطن في روحه وممتلكاته بدلآ من ان يصدعوننا ليل نهار بهذه الخطب العنتريه الجوفاء والتي لا تغني ولا تسمن من جوع يدعون بها بالدفاع عن حق المواطنين اللذين هم في اخر سلم اهتماماتهم فان اولى اهتماماتهم الاحتفاظ بمناصبهم ان اقل ما يتمناه المواطن الجنوبي في هذا الوقت العصيب هو امنه في روحه وممتلكاته فهل يقدر الحركة الشعبية على ذلك ام ان عليه ان يترجل ويترك المجال لمن هو اقدر على ذلك .لا اظن بانه سيتركه بمحض ارادته ولكن الامل هو في حزب الحركة الشعبية التغيير الديمقراطي القادم والذي سيريح المولطنين من هؤلاء الفاسدين واللذين سيصبحون في التاريخ المنسي أو قل مزبلة التاريخ