logo

Nevashaقضية جنوب السودان و شمالة من اكثر القضايا تعقداً فى القارة السمراء المليئة بمثلة فى الكثير من اجزائها ، لكن نجد ان القضية التى تمر باحد المراحل الاخيرة لعهد من ارتباط طويل و شاق ليس على اهلها فقط بل على المستوى الإقليمى و الدولى ، وهى توشك من النهاية معلنة عهداً جديداً لا ندرى جميعاً كيف ستكون فى ظل دولتين بينهم قضايا عالقة ، مثل ترسيم الحدود الذى كون لها لجنة سابقاً لم ترى عملها النور حتى الأن ، و ايضاً قضية ( ابيى ) التى تعد اكثرها تعقداً نسبة لاحتضانها البترول و تمسك كلاً من قبيلتى ( دينكا نقوق ) و ( المسيرية ) بوجة نظرهم بملكية كل منهم للإقليم .

وعند عودتنا الى بدايات الإرتباط بين الشمال و الجنوب قبل مغادرة المستعمر البلاد الذى حرص على ان ينهى اغلاق مناطق جنوب السودان بعد ان ارتفع اصوات السودانيون الذين يطالبون بالاستغلال ، و هم من كان ( الخواجة ) متعاطف معهم اكثر من الذين ارادو وحدة السودان و مصر على وحدة وادى النيل ، و قبل إنعقاد مؤتمر جوبا فى 1947 كان الشماليون على ادراكاً تام بتخلف الجنوب و الجنوبيين عنهم فى كل النواحى عدا الموارد التى قد تكون احد اسباب ارتباطهم الجنونى بالجنوب حتى 9 يناير 2011 ، وقد عملو على توظيف جل افكارهم و ما استطاعو من قوة و مكر لإخضاع الجنوب و الجنوبيين و ترهيبهم منذ ان قاد القاضى محمد صالح الشنقيطى ممثلى الشمال فى مؤتمر جوبا الذى اطاح بالسياسة التى رسمها السكرتير الإدارى للسودان السير دوقلاس نيوبول و التى تقتضى النهوض بالجنوب اقتصادياً و تعليمياً حتى يكون لها قواعد راسخة ذو بنية ثابتة ، و هذة السياسة اتبعت حقيقة الجنوب المتمثلة فى افريقيتها و عنصرها البشرى الزنجى ، و هذا بالطبع ما يفرقها عن الشمال المستعرب المسلم ، و كانت هذة السياسة تدنو الى ان يرتبط مصير الجنوب مستقبلاً اما مع شمالها او دولة شرق افريقية مستقلة ، و على اسرها فتحت اول مدرسة حكومية وسطى بعطار عام 1946 و المدرسة الثانوية الوحيدة فى رمبيك ، و نفذت بعض من المشاريع ، لكن هذة السياسة لم تدم المسامرة بها طويلاً اذ استبدلت عقب رحيل ( دوغلاس ) الذى خلفة ( روبرتسون ) الذى تبنى ان يخطو الجنوب نحو حكم ذاتى و ذلك ما لم يعارضة الشماليون حينها لانهم كانو بحاجة الى اصوات الجنوبيين لضمان الاستغلا و الهروب من وحدة وادى النيل ، بالرغم من انهم كانو ينظرون للجنوب نظرة مصر لهم .

و الحقيقة التى لم تغيب عنها الشمس هى ان عند انعقاد مؤتمر جوبا لا يوجد فى الجنوب كوادر متمرسون سياسياً او موئهلون ايدلوجياً ليقودو مؤتمر جوبا بحنكة و دبلوماسية توظيف الفكر ، مثل الاجيال الحالية الذين سيحققون مطالب اجدادنا حينذاك ، و ذلك يبين واضحاً عند تمثيل الجنوبيين من قبل بعض من السلاطين الذين غالباً ما يكونو اميين ناهيك عن لعب ادوار اللعبة السياسية و خفايا الحوار و دبلوماسيتها ، وايضاً هناك بعض من ضباط صف البوليس وصغار الموظفين ممن كانو يعتبرون الطبقة المثقة او الاكثر تعلماً فى الجنوب ، حين كان يجلب كبار المو ظفين من الشمال و مصر او من انجليز ، و بالرغم من هذا و ذاك فقد كانو على ظن الجنوبيين و كانت مطالبهم واقعية للجنوب اذ كانت رؤيتهم عدم الاسراع فى اتخاذ قرار الوحدة مع الشمال ، و ان يمحل الجنوب الوقت الكافى للنهوض و إطفا بعض الفوارق مع الشمال المتحضر ، و ذلك قبل ان نلتمس حنكة و مكر الشماليون حين كيلو الوعود للسلاطين و جماعتهم بانهم سيتلززون بالفردوس الذى ينتظرهم عقب اتخاذهم قرار الوحدة مع الشمال ، الفردوس الذى انقلب الى جحيم ، بعد تكوين لجنة اعداد مسودة الدستور الدائم عام 1958م الذى احكم الاحزاب الشمالية قبضتها بها ليعدو دستوراً لدولة عربية اسلامية ، ليتبخر احلام الجنوبيين بحكم فدرالى و يعمق جراحهم ، ليلتحق بعضهم بالغابة ، و اخرون بدول الجوار و يزداد التجازب بين الشماليون و الجنوبيين و يسلك مساراً طويل جدا الى طريق الحل .

لذلك اشبة هذة القضية بزواج رجلاً ناضج بفتاة قاصرة ينتهى فى شهر عسل نيفاشا .

سنواصل

نين وليم قوانق

Nen William Gwang