logo

منذ 15 ديستمبر 2013 وفقا لتقاريرالمنظمات الدولية التى اكدت بانه خلال اقل ثلاثة اشهر قد تم قتل اكثر من عشرة الف (10.000) مواطن جنوبى وتم نزوح ما يقارب الى اربع مليون مواطن الى دول الجوار ومعسكرات الامم المتحدة داخل البلاد منذ بداية الازمة الحالية والمستمرة ولا تزال تجرى حتى الان وخاصة فى ولاية اعالى النيل ( ملكال ) وجونقلى ( بور) والوحدة ( بانتيو).
اذا كان هذا هو الحال قد يبادر الى الذهن التساؤل التالى ( ماذا كان سيبقى من سكان الجنوب وممتلكاتهم لو كان الحرب بينهم انفسهم منذ 1983 حتى 2005 ؟!! ام ان هذا الحرب كان تطبيقا لنبوة اشعياء النبى للارض كوش اصحاح (18 :1-7 ) !!؟ التى يقول فيها الايات ادناه !! .

1 يا ارض حفيف الاحجنة التى فى عبر انهار كوش
2 المرسلة رسلا فى البحر وفى قوراب من البردى على وجة المياه . اذهبوا ايها الرسل السريعون الى امة طويلة وجرداء الى شعبٍ مخوفٍ منذ كان امة قوةٍ وشدةٍ ودوسٍ قد خرقت الانهار ارضها.
3 يا جميع سكان المسكونة وقاطنى الارض عندما ترتفع الراية على الجبال تنظرون وعندما يضرب بالبوق تسمعون.
4 لانه هكذا قال لى الرب انى اهداٌ وانظر فى مسكنى كالحرٌ الصافى على البقْل كغيم الندى فى حرٌ الحصاد.
5 فانُه قبل الحصاد عند تمام الزهروعندما يصير الزهر حصرماٌ نضيجاً يقطع القضبان بالمناجل وينزع الافنان ويطرحها .
6 تترك معاً لجوارح الجبال ولوحوش الارض فتصيف عليها الجوارح وتشتى عليها جميع وحوش الارض.
7 فى ذلك اليوم تقدم هدية لرب الجنود من شعبٍ طويل واجرد ومن شعبٍ مخوف منذ كان فصاعدٌا من امة ذات قوٌة وشدٌة ودوس قد خرقت الانهار ارضها الى موضع اسم رب الجنود جبل صهيون.

اولا : حرب الضغائن القلوب:
فى تقديرى الشخصى ان كل الافعال المخططة التى تم ارتكابها فى هذه الحرب قد يرجع بعض اسبابها الى اثار قديمة لضغائن القلوب منذ عام 1991وما بعدها خاصة عام 1994 عندما قتل عدد غير معروف من دينكا بور وبحر الغزال بواسطة قوات د. ريك مشار المنتمى لقبيلة النوير وبذلك قد ظل بعض القادة والمجتماعات يتمسكون بهذه الضغائن ولذالك بداءت الة القتل تسحق ارواح لمواطنيين ابرياء منذ ديستمبر 2013 وحتى الان فى مناطق مختلفة بجمهورية جنوب السودان .
وهذا يفسرها القتل التى حدث بجوبا وبور وملكال وبانتيو للاستهداف لمجموعات عرقية معينة سوء كان من قبل المتمردين او الجنود الحكومية ( الجيش الشعبى للتحرير السودان) .

هذه القتل يدعمها التصريحات من قبل المسوليين فى المعارضة والحكومة بما فيهم السيد/ ريئس الجمهورية سلفاكير عندما قال امام البرلمان : ( لقد شهدتهم امس انا جالس مع ربيكة قرنق ، قلت لها انه لو لا تكريمى لراحل د. جون قرنق لكنت مقبوضا مثل اخونك الان ، وكذلك قولت لها (لو كان د. جون قرنق حيا ما كان قد جلس مع مع د. ريك مشار كما انت جلست الان مع مع د. ريك مشار!! المصدر:( تلفزيون جنوب السودان) .

وبالرغم ان الراجل د. جون قرنق قد تحرك وصالح الجميع وترفع فوق المرارات والمكاسب الشخصية منذ عام 1997 و2003 واخرها 16 مارس 2005 فى مؤتمر رومبيك الذى قال قوله الشهير التالية:
Right of self –determination: At the end of six years Southerners will vote in a free and internationally monitored referendum on self-determination, to choose whether to remain in a united under the one Country two systems arrangement' or opportunity for an Independent South Sudan. The challenge now for Sudan is to make Unity attractive to Southern Sudanese so that they vote for it during the referendum. If Unity is not made attractive' why would any Southerner vote himself or herself into second class citizenship? If Sudan dose not sufficiently and fundamentally change' why should anybody vote to become a servant instead of being a master in his/her own independent house! Clearly the Sudanese must work hard during the interim period to make Unity attractive' if they want the Sudan to remain united as one Country that accommodates all its citizens.

قد يبدو من هذا التصريح السابق ان السيد/ ريئس الجمهورية والاخرين بالحكومة والمعارضة انهم مازالو متمسكون بالاثارة التى خلفتها انشقاق 1991 وما بعدها !! والدليل على ذلك انه تم تكرارهذه الاقوال والتصريحات والمتعلقة بحوادث 1991 فى وسائل الاعلامية وفى قاعة ناكورن فى اثناء اجتماع مجلس التحرير القومى للحركة الشعبية التى تم انقعادها بتارخ 12.14 .2013 .
واذا كان هو الحال القادة لذلك ضللنا الطريق لبناء الدولة الوليدة واتجاة القادة الى طريق الموت والدمار والابادة ونسوا الالف الملايين الذين قدموا ارواحهم من اجل حياة الحرية والكرامة الانسانية والعدالة واستقلالنا القومى للسيادة الدولة !!.
ولذالك فشل الوحدة الجازبة التى تحدث عنها الراحل د. جون قرنق بين الجنوبيين انفسهم كما فشل الشمالين من قبل بنفس الاسباب والمفاهيم الاجتماعية اللانسانية وغير الحضارية !!.

لان الوحدة بذاتها ليس مصلح فقط بل لها مدلواتها ومعانى يجب تجسيدها على الارض الواقع فى المعاملات واسلوب الحياة الاجتماعية والسياسية.

واذا لم يجد الشحص نفسة فى الشخص الاخر لن ولم يمكن ان تكون هناك وحدة بين الاثنين حتى لو كان ذلك بين الزوجين !!.

ثانيا : حرب السلطة:
بعد مقتل الراحل د . جون قرنق فى 30 يوليو 2005 بداءت حرب خفية غير معلن بين قادة الحركة الشعبية حول السلطة ورؤية الراحل د . جون قرنق وهذا الصراع كان واضحا فى تشكيل الحكومة على المستوى الاتحادى وحكومة الجنوب والولايات وحول من شاركو فى هذه الحكومات التى كان فيها نصيب الدينكا والنوير نصيب الاسد على كافة المستويات (وهذه كان بداية فقدان لرؤية وانحراف الحركة الشعبية لرؤيتها وبرنامجها السياسيى) .
وتتمثل الرؤية دائما الاحلام المطلوب تحقيقها ، والامال العامة والعريضة والتى يسعى الفرد او المنظمة الى تحقيقها فى الاجل الطويل.
ووقد ظل هذا الوضع متوترا وقد كلفة وقتا لاقناع السيد/ ريئس حكومة الجنوب الفريق اول/ سلفاكير بضرورة العمل المشترك لان هناك هدف لا بعد من تحقيقها بعد خمسة اعوام وهى الاسيفتاء التى سيتم فى يناير عام 2011 مما يعنى ان الصراع كان مؤجل الى وقت لاحق.

وخلال الفترة الانتقالية ظل هذه التوتر تظهر كل فترة واخرى مما دفع الاخرين للخروج من الحزب بدوعى عدم وجود المؤسسية والديمرقراطية داخل التنظيم حتى جاء الانتخابات ابريل 2010 مما دفع عدد كبيرة من اعضاء الحزب يرشحون انفسهم كمستقلين للدوئر نسبة للمعايير التى تم وضعها للاهلية المرشح التى رفضها المرشحين مما هددت وحدة الحزب.
وبعد اتخابات ابريل 2010 تم تشكيل الحكومة وفقا لتوازنات قبلية واقليمية وولاءات شخصية لمتخزى القرار داخل الحركة الشعبية وليس وفقا للمعيايير الكفاءة والقدرة السياسية والمتتطلبات التنظيمية ولا وفقا للرؤية الحزب وظل هذا الوضع قائما حتى انفجر هذا الواقع كما نعيشة الان.

ولكن فى تقديرى الشخصى اذا كان هذه الحرب من اجل السلطة بين القبيلتين الدينكا والنوير ان الحقيقة الواضحة لمفهوم التمكين للسلطة التى لا يمكن ان تخفى ولا يقنع اى شخص عاقل لمفهوم السلطة منذ عام 2005 حتى 15 ديستمبر 2013 وبكل وضوح ان معظم الاشخاص الذين يتمتعون بالسلطة فى كل المجالات السياسية والتنفذية والعسكرية والاقتصادية وغيرها اغلبهم ينتمون الى هذه القبائل المتصارع الان حول السلطة حتى اصبح بعض الناس منهم يغيرون موديلات العربات كالملابس بجوبا !!.

والفساد المالى والادارى والخراب والفوضى والمحسوبية التى شهدتها الدولة واليدة مرتبط بهذه الفيئتنن لان هذه الممارسات وغيرها غير مرتبط بالمواطن العادى بل مرتبط بكل من فى مواقع السلطة الادارية العليا وحتى وصل الاخرين الى الفهم بان الجنوب ملك لهم فقط والاخرين تعابعين ليس لهم اى دور فى الشان العام !!
ولذلك تم وتدريب مجموعة قبلية معينة خارج اجهزة الاطفاء الرسمية للحماية السلطة واستيداد للمعارك التى سيتم فى المستقبل من اجل الحفاظ على سلطة الحكم ومازال هذه التدريب مستمر حتى الان للاستوائين فى المسعكرات بحجة الدفاع عن جوبا اذا جاء المتمردين الى العاصمة جوبا !! واخشى ان يكون هذا الدافع وراء هذا التدريب لخق التوازن الولائى وفقا للمفاهيم السائدة مما قد يؤجل المطالبة Kokor 2

ثالثا: حرب مصالح الاصدقاء والاعداء:
يؤمن اغلب الساسة فى العالم الثالث بمفاهيم بان السياسة هى لعبة غزرة او ان عدو عدوك صديقك وهذه المفاهيم يتنافى مع مفهوم الديمقراطية او الشفافية او العدالة او المساوة وكل المفاهيم الانسانية المعاصرة.
ووفقا لتلك المفاهيم المخالفة للقيم الانسانية عندما حدث الازمة حول المرشح الحزب داخل الحركة الشعبية فى الانتخابات القادم 2015 التى قادت الى هذه الازمة ، عبر بعض قادة الاحزاب السياسية فى الداخل وبعض وروساء الدول فى الخارج الذين يكنون الاعداء لبعض اعضاء للحركة الشعبية عن سعادتهم عن هذا الواقع .
ودعموا طرف من اطراف النزاع داخل الحركة الشعبية دون ان يدركوا ان هذا الواقع قد يؤثر على الجميع وفى الاستقرار البلاد بصورة عامة وقد يضار مصالحهم السياسية والاقتصادية بصفة خاصة عندما مارسوا السياسة طبقا لفهوم ان عدو عدوك صديك او ان السياسية هى لعبة غزرة !!.

وفى تقديرالشخصى اذا كان الحرب ناتجة عن مصالح الاعداء والاصدقاء ، كان يجب للحزب الحركة الشعبية كحزب حاكم سوى كان من فى السلطة او خارجها ان يعرفوا مصالح الشعب قبل مصالهم الشخصية الضيقة او السعى نحوها او ان يعرفوا ما الفائدة من تدخل دولة يوغندا بهذا الشكل السريع فى صراع قبلى داخلى بين ابناء الشعب الواحد فى حرب اسبابه ودوافعه وابعاده معروفة لدى الجميع !!.
ان الشعب او الدولة او الحزب الوعى هى التى تحدد مصالح الاعداء والاصدقاء وليس الاعداء والاصدقاء الذين يحدون مصالحه او ما يحب ان يفعله الحزب او الدولة !!.

ان المشكلة قد تكمن فى ان الدولة او الشعب او الحزب التى لا يرى مصالحه بصورة واعية قد تكون فى ازمات ومشكلات داخلية والخاسر الوحيد فى النهاية هى المواطن العادى كما نشهده الان .
والتساؤل المنطقى هو ماذا كان يعنى جمهورية جنوب السودان عندما يكرر انه لا يريد الحرب مع السودان بشان ابيى وفانطو والحدود ؟؟! ويدخل فى الحرب مع مواطنينه او جزء من جيشه باسباب متعلقة بالحفاظ على السلطة او التمسك بها او الاستيلاء عليها ؟؟ هل كان قادة الجنوب يخططون لهذه الحرب القبلى المضرة للسمعة مواطن جنوب السودان ؟!! والان اذا قررجمهورية السودان محاربة جمهورية جنوب السودان هل يستطيح جمهورية جنوب السودان محاربة السودان فى ظل الواقع الحالى التى انهار فيها الجيش الشعبى ؟!!.

رابعا: نبوة اشعياء النبى:
اما اذا كان ما حدث تطبيقا لنبوة اشعياء النبى كما وصفه فى الايات علاه 1 ، 2 ، 4 ، 6 ، 7
يلاحظ المرء ان كل الاحداث التى يحدث حاليا فى السودان وجنوب السودان من اقتتال وموت ودمار فى كل مناحى الحياة فى ارض بين النهرين (كوش) !ّ! قد يبدؤ انها تطبيقا لهذه النبوة لانها تاريخيا لم يحدث مثل الاحدث التى يحدث الان فى ارض ( كوش).
فى يوم من الايام سوف نكون امة قوة بعدما اكل الطيور وحوش والكلاب جثث فى كل من مكال وبور وبانتيو ومدن اخرى خاصة فى ولايات عالى النيل الكبرى كما فى قوله الاية 7 ( فى ذلك اليوم تقدم هدية لرب الجنود من شعبٍ طويل واجرد ومن شعبٍ مخوف منذ كان فصاعدٌا من امة ذات قوٌة وشدٌة ودوس قد خرقت الانهار ارضها الى موضع اسم رب الجنود جبل صهيون).

الخلاصة:
توصلت إلى إستنتاج عقلياً في 31/7/2005م ان غياب د. جون قرنق إذا كان هنالك أيادي وراء غيابه في الساحة السياسية سواء كانت هذه الايادي داخلياً او خارجياً أن الهدف وراء ذلك ذلك الغياب ماهو إلا لإفشال لعملية السلام والاستقرار والمتضرر الوحيد من ذلك هو السودان في استقراه سياسياً ، إجتماعياً ، إدارياً ، أمنياً بصفة عامة وبالتالي المؤشرات الحالية التي اصبح بعض الاشخاص يتحدثون عليها واقعية بالرغم سعادة البعض لغيابه من المسرح السياسي.
وعموماً ان المحادثات الجارية الان فى اديس ابا يجب ان تقود الى ضرورة لتكاتف القوى السياسية لإيقاف الحرب الدائر حاليا والاسراع بالمصالحة الوطنية للجميع وإتاحة الفرص في اجهزة الاعلام الرسمية لكل القوى السياسية للإدلاء بأرائها بصورة شفافة للرأي العام والاتفاق على كيفية إجراء كل المطلوبات للإتفاقيات بعيدأ عن روح الانتماءات الجهوية والقبلية وتعريضاً للبعض أو تصويرها بأنها تحمل أجندة خارجية وأخرى وطنية ويتوحد الجميع لبناء الدولة الوليدة على اسس اساسها العدالة الاجتماعية ، الشفافية ، المساواة ، المحاسبة ، والمشاركة السياسية.

وبالتالي يمكن ان تكون هناك أمل للإستقرار والتوصل إلى إحتمالات عدم تفكك الدولة على أساس مجموعات عرقية ، ثقافية ، جهوية ، أكثرية ، أقليمية كما هو واضح حالياً التى يتحدث البعض ان دورهم قد اتى للقيادة المرحلة القادمة ، ولابد ان يتم وضع خطة تنموية شاملة للخدمات العامة من صحة ، تعليم ، مياه ، المشاريع الانتاجية توجه فيها كل جهود الدولة لولاية واحدة سنوية على مستوى كل جمهورية جنوب السودان مع مراعاة كل ولاية حسب ظروف الحاجة بدلاً من الصراعات التنموية الحالية التى يتم تركيز التنمية للمناطق معينة وفقاً للمراكز السياسية للإشخاص المنفذين في السلطة السياسية لتنمية مناطقهم كما رأيناها الان .

Stephen Okwen Agwet
BA/LLB/MPA