logo

عندما اندلع حرب الجنوب نزح العديد من المواطنين إلي شمال السودان هروبا من جحيم الحرب وما رافقها من كوارث جعل من الصعوبة للمواطن البقاء في الجنوب، فمنهم من استقر في الشمال ومنهم من هرب إلي خارج السودان لينجو بنفسه من ويلات الدمار الشامل التي خلفته تلك الحرب اللعينة.

وبعد أن انتهت تلك الحرب الأهلية و التي وصفت بأنها واحد من أطول حروب القارة بتوقيع اتفاقية السلام الشامل والتي انتهت اجله بإجراء الاستفتاء والتي صوت فيها كل أبناء وبنات الجنوب لصالح الانفصال حير نتيجته الأصدقاء قبل الأعداء حيث بلغت نسبة التصويت لصالح الانفصال أكثر من 98%، هذا فلم يتوقع الجنوبي انه يوما ما سيواجه برفض في أي جزء من بلاده عندما يعود إليه عائدا من الشمال أو أي مكان أخر بعد أن عم السلام وانتهت أسباب وجوده في الشمال و بصفة خاصة بعد أن صوت من اجل الانفصال، إلا انه استغرب التصرفات الشاذة التي بدرت من بعض النخبة المسيطرة في مقاطعة شمال أعالي النيل وبصفة خاصة الإدارة التنفيذية في مدينة الرنك أن لم يكن بتواطو من محافظ المقاطعة، حيث قام المدير التنفيذي في المقاطعة بطرد العائدين بغافلة العودة الطوعية التي سيرها المفوضية (مفوضية العون الإنساني للجنوب السودان - برنامج العودة الطوعية ) إلي مدينة الرنك بحجة أن السلطات في المقاطعة ليس لها علم بقدوم الغافلة ، وأنها أي المقاطعة ليست مستعدة لاستقبال أي عائد لا ينتمي لتلك المقاطعة قائلا (أن علي كل شخص الذهاب إلي مقاطعته، وان الرنك ليس بزريبة حيث يدخله كل من أراد ، وأضاف لاحقا انه غير مسموح لآي شخص ليس من المقاطعة أن يدخل تلك المدينة أي الرنك ،مادام هم (أي هو وأبناء الرنك حسب زعمه) علي قيد الحياة واستمر في التمادي قائلا حتى من له قطعة ارض أو عمارة عليه نقل قطعته أو عمارته إلي حيث يوجد مقاطعته، والكثير من اللكمات البزية والتي تلفظ بها وسط الجموع العائدة إلي رحاب الوطن وهم في ذهول تام أن يأتي مثل هذا الكلام وتلك الألفاظ من شخص مسؤل في قامة مدير تنفيذي للمقاطعة ،هذا الحديث من قبل شخص في هذه القامة أن دل علي شيء فإنما يدل علي جهله بقواعد وقوانين المدن، لان المدن فيها حقوق المواطنة لكل السكان الذين يملكون جنسية البلد لا القبيلة التي ينتمون إليها!!.

لقد وجد العائدين المدينة في حالة شد وجذب حيث هناك العديد من البيانات التي تم لصقها في الشوارع علي أقرعة الطرق تندد بالضابط التنفيذي الجديد ذو الرتبة الرفيعة والتي نقل بأمر رئاسي من الحكم المحلي للمقاطعة بحجة انه ليس ابن القبيلة وانه من أعداء المنطقة حسب ما ورد في مضمون تلك الكتابات الملصقة،هذا ما قاله من قرءوا تلك البيانات حيث لم يحصل شخصي الضعيف عليها لأؤكد ما جاء فيها. أن المعاملة التي يجده المواطن الجنوبي حاليا في الجنوب من هضم لحقوقه وإساءة معاملته من قبل إخوانه لم يكن في حسبانه بأنه سيحدث له يوما ما في ظل السلام, وانه لم يعتقد بأنه يمكن أن يكون شخص غير مرغوب فيه في بلده، ليس لسبب، أنما للتمييز القبلي والجهوي وهذا هو العنصرية والتمييز اللذان من اجل محاربتهما وغيره من إساءات أخرى والتي كان يتعرض لها إنسان الجنوب من قبل الشمال، حارب كل الجنوب ضد هيمنة الشمال ولكن يبدو أن رفقاء الدرب أمس نسوا أو يتناسون أسباب الصراع السابق والنضال التي مات خلاله أكثر من ثلاثة ألف جنوبي ومن كل القبائل في حرب تحريرية اظهروا فيها البطولة والبسالة إلي أن تحقق النصر وتم توقيع اتفاقية السلام ،وها هي طبيعة الإنسان الأمارة بالسوء يعيد ما كان يرفضه بالأمس ليقوم به لأنه ذاق حلاوة السلطة فرمى بعرض الحائط كل المبأدي التي كانت تنادي بها بنود الحركة التحريرية من عدل ومساواة وغيرها من الشعارات النبيلة، فكلها تعتبر عندهم مجرد أوهام لا توجد لها مكان في قاموس هولاء القبليين، ولكن لمن دامت تلك السلطة، ألا تراءون ما يحدث في كل دول العالم وكيف يكون نهاية الطغاة، ومن يستغلون السلطة لتكون محصورة علي بيوتهم وأسرهم وقبائلهم فأن العاقبة دائما هو تمرد الشعب وهذا هو ما يحدث الآن من ثورات عديدة تشتعل نيران براكينها داخل الوطن العربي ويتم إسقاط ديكتاتوريات قديم وعتيقة لم يحلم قادتها أن نهايتهم سيكون مذلة مزرية كهذه التي حدث لحسني لزين الدين بن في تونس علي وحسن مبارك في مصر و قادة اليمن و لبيبا وسوريا وغيرهم مصيرهم قادم، وأيضا نهاية لوران باكبو في ساحل الحاج ليست ببعيد علي الأذهان. هذا هو مصير كل من يطغي عندما يصل السلطة !! علي من يستغلون السلطة لتمرير أجندات أخرى عليهم أن يعرفوا " أن ما تفعله بغيرك اليوم من خير أو شر ستجده غدا يفعل لك أيضا، لأنه "أن دعاك قدرتك علي ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك"!!